تعرّضت العاصمة الأوكرانية كييف ومناطق أخرى في البلاد لضربات روسية جديدة، ما أدى إلى شلل في البنى التحتية الأوكرانية للطاقة.
إلى ذلك، تمّ تجديد اتفاق تصدير الحبوب من موانئ أوكرانيا لأشهر الشتاء الأربعة، مما أدى إلى تهدئة المخاوف من أزمة غذاء عالمية محتملة بسبب الحرب الروسية المستمرة منذ 24 فبراير/ شباط الماضي.
وأكدت الأطراف المشاركة في هذا الاتفاق، تركيا وأوكرانيا وروسيا والأمم المتحدة، الإبقاء على الاتفاق مع المحافظة على شروطه من دون تغيير مدة 120 يومًا.
وشهدت العاصمة الخميس أول تساقط للثلوج التي غطّت السيارات المتوقفة في الشوارع، فيما حذّر حاكم المنطقة أوليكسي كوليبا، الأربعاء، من أنّ الأسبوع المقبل سيكون "صعبًا"، حيث يمكن أن تنخفض درجات الحرارة "إلى أقل من عشر درجات مئوية".
وفي قصف استهدف دنيبرو (وسط شرق) الخميس، أصيب 14 شخصًا بجروح بينهم فتاة تبلغ 15 عامًا.
مخاوف من تجدّد سناريو 15 نوفمبر
وقال مراسل "العربي" في كييف محمد زاوي: إن المخاوف تجدّدت في العاصمة كييف وعدد من المناطق الأوكرانية من عودة سيناريو 15 نوفمبر/ تشرين الثاني الحالي، عندما أطلقت القوات الروسية نحو 100 صاروخ على عدد من المناطق الأوكرانية.
ونقل عن السلطات الأوكرانية قولها إنها أسقطت صاروخيين روسيين في سماء العاصمة كييف، وثلاث طائرات مسيّرة من طراز "شاهد" الإيرانية الصنع، إضافة إلى سقوط صواريخ روسية على منشآت البنية التحتية للطاقة في أوديسا.
وأوضح أن رئيس الوزراء الأوكراني دينيس شميغال أكد أن القوات الروسية استهدفت مصنع "يوجماش" للآليات، ومنشآت الطاقة.
وفي منطقة أوديسا (جنوب)، قصف الروس موقعًا للبنى التحتية ما أدى إلى إصابة ثلاثة أشخاص بجروح.
استهداف صاروخي روسي لمدينة #أوديسا الأوكرانية، و #زيلنسكي يؤكد عدم عرض #روسيا استئناف المفاوضات#أوكرانيا pic.twitter.com/r2vZdyjq60
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 17, 2022
وأضاف مراسلنا أن دوي الدفاعات الجوية الأوكرانية سُمع في مناطق أخرى مثل خاركيف، وبولتافا، ولفيف، مشيرًا إلى أن السلطات في المناطق الأوكرانية تدعو السكان إلى البقاء في الملاجئ.
وأوضح أن هناك حديثًا عن انطلاق وابل من الصواريخ والمسيّرات الإيرانية الصنع من الأراضي البيلاروسية، ومن بحر قزوين.
تطورات متسارعة شرقًا
ويتزامن هذا القصف مع تسارع التطوّرات في المنطقة الشرقية خاصة في دونيتسك ولوغانسك، حيث يدور قتال شرس بين القوات الروسية والأوكرانية، إذ أفادت هيئة الأوكرانية أن الجيش صدّ 7 هجمات للجيش الروسي في المنطقتين خلال 24 ساعة الماضية.
كما أعلنت شركة الكهرباء الوطنية "أوكرنيرجو" (Ukrenergo) تمديد انقطاع التيار الكهربائي الخميس بسبب "تدهور الوضع".
وقالت الشركة عبر "فيسبوك": "بسبب البرد القارس، زاد استهلاك الكهرباء في مناطق أوكرانيا"، ممّا "زاد من تعقيد الوضع في النظام الكهربائي، بعدما كان صعبًا بالفعل"، مضيفة أنّ الأمر أدى إلى "قيود أوسع" على استهلاك الكهرباء في جميع أنحاء البلاد.
وأضافت الشركة أنّ "هذا إجراء ضروري للحفاظ على استقرار نظام الطاقة بعد الهجوم الصاروخي الروسي السادس الذي استهدف منشآت الطاقة"، في إشارة إلى القصف الأخير.
من جهته، قال مراسل "العربي" في موسكو سعد خلف: إن مصادر عسكرية روسية تؤكد أن القوات الروسية شنّت بالفعل هجمات موسّعة على مختلف المناطق الأوكرانية، وتحديدًا في مناطق الجنوب، والوسط، ومحيط مقاطعة دنيبروبيتروفسك التي يتواصل فيها القصف الأوكراني على المناطق التي يُسيطر عليها الجانب الروسي في زاباروجيا.
كما ذكر أن التقارير العسكرية تفيد بأن القوات الروسية تشنّ بمساعدة قوات "فاغنر" هجمات على محور باخموت، في المقابل، شنّت القوات الأوكرانية ضربات صاروخية على بلدات في جنوب شرق أوكرانيا، بالقرب من مدينة دونيتسك.على المستوى الدبلوماسي والاقتصادي،