شهد قطاع غزة ليلة عنيفة من الغارات الإسرائيلية والقصف المدفعي المكثّف تركّزت على شمال القطاع وجنوبه، ما أدى إلى استشهاد وإصابة العشرات من الفلسطينيين.
وأفاد مراسل التلفزيون العربي في دير البلح عبد الله مقداد، بأنّ جيش الاحتلال الإسرائيلي استهدف خيمة للنازحين في بيت لاهيا شمالي قطاع غزة، ما أدى إلى استشهاد 3 أشخاص.
وأضاف مراسلنا أنّ غارة إسرائيلية استهدفت منزلًا في منطقة التحلية شرق مدينة خانيونس، ما أدى إلى استشهاد امرأة وإصابة عدد آخرين.
إلى ذلك، أغار الاحتلال على خيمة للنازحين شمال غرب خانيونس، واستشهد على الأثر 3 فلسطينيين وأُصيب آخرون.
كما استشهد شخص وأُصيب آخرون بعد قصف طائرات الاحتلال منزلًا بحي الشيخ رضوان شمالي مدينة غزة.
وأغارت مسيّرة إسرائيلية على منزل في شارع الجلاء بمدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد شخص.
وأشار مراسلنا إلى استمرار القصف المدفعي العنيف على المنطقة الشرقية لمدينة غزة، وتحديدًا حيّي الشجاعية والزيتون.
وفي رفح، تحدّث مراسلنا عن استمرار عمليات جيش الاحتلال، بعد أن استكمل عزل المدينة بشكل كامل، حيث سُمعت أصوات الانفجارات الناجمة عن نسف المنازل السكنية وما تبقّى منها في المناطق الشمالية، وبعض الأحياء الغربية في المدينة.
"الوضع الإنساني هو الأسوأ على الأرجح"
التصعيد الميداني من جانب الاحتلال يأتي في وقت تتفاقم المعاناة الإنسانية للغزيّين، مع استمرار منعه دخول المساعدات الإنسانية.
وفي الثاني من مارس/ آذار الماضي، منعت إسرائيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، وأغلقت جميع المعابر المؤدية إلى القطاع، لتستأنف في 18 من الشهر ذاته، عدوانها بعد هدنة استمرّت شهرين.
وفي هذا الإطار، أكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية "أوتشا"، أنّ الوضع الإنساني في غزة هو "الأسوأ على الأرجح" منذ بدء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على القطاع في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
وحذّر المكتب في بيان، من أنّ "الوضع الإنساني الآن هو الأسوأ على الأرجح في الأشهر الـ18 منذ اندلاع الحرب"، مشيرًا إلى مرور شهر ونصف الشهر "منذ السماح بدخول أي إمدادات عبر المعابر إلى غزة، وهي أطول فترة يتوقّف فيها الإمداد حتى الآن".
وأشار البيان إلى أنّه "بسبب إغلاق المعابر، إلى جانب القيود المفروضة داخل غزة، فإن نقص الإمدادات أجبر السلطات على ترشيد وتقليص عمليات التسليم".
بدوره، قال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، إنّ نحو 70% من غزة يخضع الآن لأوامر تهجير من إسرائيل، ما يترك الفلسطينيين هناك بلا مكان آمن يلجؤون إليه.
وأضاف دوجاريك أنّ إسرائيل لم تسمح بدخول أي مساعدات إنسانية أو إمدادات أساسية لأكثر من 7 أسابيع، داعيًا إلى احترام المدنيين وحمايتهم في جميع الأوقات واستعادة وقف إطلاق النار وتجديده دون تأخير.
سياسيًا، أعلنت حركة المقاومة الإسلامية "حماس" أنّها تدرس "بمسؤولية وطنية عالية" مقترحًا من الوسطاء بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وأنّها ستُقدّم ردها عليه في أقرب وقت فور الانتهاء من المشاورات اللازمة بشأنه.
من جانبه، أعلن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أنّ هناك "مفاوضات مكثفة" هذه الأيام لإعادة الأسرى المحتجزين في قطاع غزة، في ظل تواصل الضغط الشعبي عليه، إثر تنصّله من اتفاق وقف إطلاق النار في القطاع واستئناف الحرب.
وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، تمكّنت مصر ودولة قطر بمشاركة الولايات المتحدة من التوصّل لاتفاق بين إسرائيل و"حماس" ينصّ على وقف إطلاق النار في غزة وفق عدة مراحل، قبل أن تنتهكه تل أبيب وتُعلن من طرف واحد استئناف الحرب في مارس الماضي.