توفي شيخ الأسرى الفلسطينيين اللواء فؤاد الشوبكي بمدينة رام الله بالضفة الغربية اليوم الخميس عن عمر ناهز 84 عامًا، بعد سنة ونيف على إطلاق سراحه من السجون الإسرائيلية.
وقالت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية الرسمية: "إن الرئيس محمود عباس، نعى اللواء فؤاد الشوبكي الذي وافته المنية، والذي أفنى حياته في الدفاع عن حقوق الفلسطينيين وقضيتهم العادلة".
وأضافت الوكالة أن اللواء الشوبكي "أمضى 17 عامًا في سجون إسرائيل، وأطلق سراحه في مارس/ آذار عام 2023، وكان أكبر الأسرى الفلسطينيين سنًا".
كما نعت مؤسسات الأسرى، "المناضل الوطني، الأسير السابق اللواء فؤاد الشوبكي"، وقالت في بيان مشترك، "ننعى اليوم مناضلًا وطنيًا وأسيرًا سابقًا أمضى في سجون الاحتلال الإسرائيلي 17 عامًا، وكان يُعد الأسير الأكبر سنًا في سجون الاحتلال وكان يطلق عليه شيخ الأسرى".
ونعى رئيس المجلس الوطني الفلسطيني روحي فتوح، "المناضل الوطني الكبير، عضو المجلسين الوطني الفلسطيني، والثوري لحركة "فتح"، شيخ الأسرى اللواء فؤاد الشوبكي".
وقال فتوح في بيان، إن الشوبكي "نشأ في عائلة مناضلة لها صولات وجولات بالعمل الوطني، حيث تربى على قيم النضال وحب الوطن، وشارك في معارك الثورة الفلسطينية منذ بداياتها، ونال ثقة قادة فتح ومؤسسيها".
ونعت حركة "فتح" الشوبكي، وأشارت في بيان إلى أنه "كان من طلائع المناضلين الذين التحقوا بالعمل الفدائي منتصف الستينيات من القرن الماضي، وتدرّب في معسكرات الثورة الفلسطينيّة المعاصرة، وشارك في معاركها".
قضية السفينة كارين A
وعام 2006، قضت محكمة إسرائيلية بسجن الشوبكي 20 عامًا، بتهمة المشاركة في قضية سفينة الأسلحة "كارين A" التي اتهمته إسرائيل بتمويلها وتم اعتراضها آنذاك، قبل تخفيض مدة الحكم لاحقًا إلى 17 عامًا.
وفي 3 يناير/ كانون الثاني 2002، نفذ الجيش الإسرائيلي عملية سماها "سفينة نوح" بهدف السيطرة على سفينة "كارين A" في البحر الأحمر التي ادعت تل أبيب حينها أنها تحمل للفلسطينيين معدات عسكرية من إيران.
واعتبرت إسرائيل أن الشوبكي الذي كان يشغل منصب مدير المالية العسكرية في السلطة الفلسطينية آنذاك، العقل المدبر في تمويل وتهريب سفينة الأسلحة، فيما نفى الشوبكي مسؤوليته عن ذلك.
تحت حراسة متعددة الجنسيات
واعتقلت إسرائيل الشوبكي في 14 مارس 2006، خلال عملية عسكرية نفذتها في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية المحتلة، حاصرت خلالها السجن المركزي فيها.
وكان الشوبكي معتقلًا في سجن أريحا تحت حراسة أمنية بريطانية أميركية فلسطينية مشتركة، عقب ضغوط دولية وإسرائيلية على السلطة الفلسطينية آنذاك لتسليمه بعد عملية "السور الواقي" التي نفذتها إسرائيل في مارس 2002 وفرضت في وقت لاحق حصارًا على مقر الرئاسة الفلسطينية في رام الله.
والشوبكي عضو المجلس الثوري لحركة "فتح"، وأحد أبرز المقربين من الرئيس الفلسطيني الراحل ياسر عرفات.
ولد الشوبكي عام 1940 في حي التفاح بمدينة غزة، وتلقى تعليمه في مدارس قطاع غزة قبل أن تبدأ قوات الجيش الإسرائيلي بملاحقته واعتقاله مرات عديدة على خلفية نشاطه السياسي والعسكري.
وشكل الشوبكي رمزًا وطنيًا ونضاليًا داخل الأسر، ولقب بـ"شيخ الأسرى" نظرًا لكبر سنه وصموده داخل سجون إسرائيل، حيث عانى من أمراض مزمنة نتيجة سنوات الاعتقال وظروف السجن القاسية.