من جديد يدور الجدل حول الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب، والسبب هذه المرة اتهامات قد توجّه له في نيويورك هذا الأسبوع، بسبب مزاعم عن دفعه مبلغًا من المال لإسكات نجمة أفلام إباحية خلال حملته الانتخابية عام 2016.
لكن خبراء قانونيين يقولون إن أي محاكمة لترمب لن تبدأ قبل أكثر من عام، وقد تتزامن مع الأشهر الختامية للحملة الانتخابية لرئاسة البيت الأبيض عام 2024، والتي يسعى فيها ترمب للعودة مجددًا إلى موقع الرئاسة، وفق "رويترز".
وأمس السبت، قال ترمب في منشور على منصته "تروث سوشيل": إن أمرًا باعتقاله صدر عن مكتب المدعي العام في مانهاتن.
وكتب ترمب أن "تسريبات من مكتب المدعي العام الفاسد تشير من دون إثباتات أو أدلة إلى أن أمر اعتقال المرشح الجمهوري والرئيس الأميركي السابق سينفذ يوم الثلاثاء المقبل" بحسب زعمه، داعيًا أنصاره إلى التظاهر، وإلى ما سمّاه "استعادة الولايات المتحدة". لكن متحدثًا باسمه قال لاحقًا إن ترمب لم يتلق إخطارًا بأي اعتقال وشيك.
هل يُعتقل #ترمب الثلاثاء؟ 👇 pic.twitter.com/xJOUHOUFX7
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) March 19, 2023
وذكرت مصادر أن ألفين براج، المدعي العام لمنطقة مانهاتن قدّم أدلة لهيئة كبار المحلفين في نيويورك على دفع مبلغ قدره 130 ألف دولار لنجمة الأفلام الإباحية ستورمي دانيالز، في أواخر الحملة الانتخابية عام 2016 مقابل سكوتها عن علاقة مزعومة بينهما.
من جهته، نفى ترمب وجود علاقة واتهم دانيالز بالابتزاز، فيما الاسم الحقيقي لدانيالز هو ستيفاني كليفورد.
وإذا ما وجّهت السلطات له اتهامات، فسيكون ترمب أول رئيس أميركي سابق يخضع للتقاضي باتهامات جنائية.
وتُظهر استطلاعات رأي أن رئيس البيت الأبيض السابق، متقدّم على منافسين محتملين لنيل ترشيح الحزب الجمهوري لخوض انتخابات الرئاسة، ومن بينهم حاكم ولاية فلوريدا رون ديسانتيس، الذي يتوقع بشكل كبير أن يخوض سباق الترشح.
"أمر غير مسبوق"
وقالت كارين فريدمان أجنيفيلو، مساعدة المدعي العام السابق لمنطقة مانهاتن: إن أي قضية جنائية في نيويورك تستغرق في المتوسط أكثر من عام، لتتحول من مجرد اتهامات إلى محاكمة، مضيفة أن قضية ترمب أبعد ما تكون عن القضايا المعتادة.
ويثير هذا لاحتمال اضطرار ترمب إلى المثول للمحاكمة في منتصف الحملة الرئاسية لعام 2024 أو حتى بعد إجراء الانتخابات.
لكن إحالة الرئيس المنتخب للمحاكمة بتهم موجهة بموجب قوانين إحدى الولايات ستدخل حيزًا قانونيًا مجهولًا. وإذا جرى انتخابه، فلن يتمتع ترمب بسلطة العفو عن نفسه في اتهامات موجهة بموجب قانون ولاية.
وقالت أجنيفيلو ردًا على سؤال عما إذا كان القاضي سيحيل ترمب للمحاكمة في موعد قريب من الانتخابات: "هذا أمر غير مسبوق لدرجة أنه يصعب علي الإجابة. أعتقد أنه أمر صعب".
وقضية نيويورك تلك واحدة من بين عدة قضايا يواجهها ترمب، بما في ذلك تحقيق حول تدخله في الانتخابات في جورجيا، إضافة إلى تحقيقين اتحاديين أحدهما يتعلق بدوره في اقتحام أنصاره لمقر الكونغرس الأميركي في 6 يناير/ كانون الثاني 2021 في محاولة لإلغاء هزيمته في انتخابات الرئاسة وقتها، فضلًا عن قضية أخرى تتمحور حول احتفاظه بوثائق سرية بعد تركه للبيت الأبيض.
وفي نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، أعلن ترمب ترشحه لخوض السباق نحو البيت الأبيض العام المقبل "لجعل أميركا عظيمة مرة أخرى"، بحسب تصريحاته.