Skip to main content

قضية "جيفري إيبستين" تطارد ترمب.. ماذا كشفت صحيفة أميركية؟

الخميس 24 يوليو 2025
لافتات في واشنطن تطالب ترمب بالإفراج عن مستندات قضية ايبستين- غيتي

ذكرت صحيفة وول ستريت جورنال الأميركية، أمس الأربعاء، أن وزيرة العدل بام بوندي أبلغت الرئيس دونالد ترمب في مايو/ أيار بأن اسمه ظهر في ملفات التحقيق المرتبط بجيفري إبستين، المدان بالاعتداء الجنسي.

ويُهدد الكشف عن ورود اسم ترمب في سجلات وزارة العدل بتعميق الأزمة السياسية التي تواجهها إدارته منذ أسابيع، في وقت روّج فيه بعض مؤيدي ترمب، على مدى سنوات، لنظريات مؤامرة تتعلق بعملاء إبستين وظروف وفاته في السجن عام 2019.

وأرسل البيت الأبيض إشارات متضاربة بعد نشر التقرير؛ فقد أصدر بيانًا أوليًا وصف ما ورد بأنه "أخبار مزيفة".

لكن مسؤولًا في البيت الأبيض قال لاحقًا لوكالة "رويترز" إن الإدارة لا تنفي ورود اسم ترمب في بعض الملفات، مشيرًا إلى أن الاسم مدرج بالفعل في مجموعة من المواد التي جمعتها بوندي في فبراير/ شباط، وتتعلق بشخصيات بارزة من المحافظين.

ترمب وملف وجيفري إبستين

وقد نُشر كثير من هذه المواد في القضية الجنائية ضد مساعدة إبستين السابقة، غيسلين ماكسويل، التي حُكم عليها بالسجن لمدة 20 عامًا بعد إدانتها بالاتجار بالأطفال لأغراض جنسية وجرائم أخرى.

وخلال محاكمتها، شهد طيار إبستين بأن ترمب سافر على متن طائرة إبستين الخاصة عدة مرات، لكن الرئيس الأميركي السابق نفى ذلك.

وواجه ترمب انتقادات من بعض مؤيديه بعدما أعلنت إدارته أنها لن تنشر الملفات، في تراجع عن وعد سابق قطعه خلال حملته الانتخابية.

وكانت وزارة العدل قد خلصت، في وقت سابق من الشهر الجاري، إلى عدم وجود أساس لمواصلة التحقيق في قضية إبستين، ما أثار غضبًا في أوساط مؤيدي ترمب، الذين طالبوا بمزيد من المعلومات عن الأثرياء والشخصيات النافذة الذين ارتبطوا بإبستين.

ورغم عدم توجيه أي اتهام لترمب بارتكاب مخالفات تتعلق بإبستين، فقد صرّح بأن صداقتهما انتهت قبل الكشف عن مخالفات إبستين القانونية للمرة الأولى قبل نحو عقدين.

وأصدرت بوندي وتود بلانش، وكيل وزارة العدل، بيانًا لم يتطرّق بشكل مباشر إلى تقرير الصحيفة، وقال المسؤولان: "لا يوجد في الملفات ما يبرر إجراء مزيد من التحقيقات أو الملاحقة القضائية، وقدّمنا طلبًا في المحكمة لفتح محاضر هيئة المحلفين الكبرى... وفي إطار إفادتنا الدورية، أطلعنا الرئيس على النتائج".

وذكرت وول ستريت جورنال أن بوندي ونائبها أبلغا ترمب، في اجتماع بالبيت الأبيض، أن اسمه ظهر في الملفات، إلى جانب أسماء "عدد من الشخصيات البارزة الأخرى".

رسالة المعايدة

وكان إبستين قد تُوفي منتحرًا عام 2019 أثناء انتظاره المحاكمة في قضية الاتجار بالجنس، التي أنكر التهم الموجهة إليه فيها.

وفي قضية سابقة عام 2008، أقر بالذنب بتهمة الدعارة في فلوريدا، وحُكم عليه بالسجن لمدة 13 شهرًا فقط، في صفقة قانونية وُصفت لاحقًا بأنها مخففة للغاية، أبرمها مع المدّعين العامين.

وفي ظل ضغط سياسي الأسبوع الماضي، وجّه ترمب وزارة العدل بالسعي إلى نشر محاضر هيئة المحلفين الكبرى المتعلقة بإبستين.

وكانت الصحيفة قد ذكرت أيضًا أن ترمب أرسل إلى إبستين، عام 2003، بطاقة تهنئة بعيد ميلاده حملت إيحاءات جنسية، واختُتمت بعبارة: "عيد ميلاد سعيد، وعسى أن يحمل كل يوم سرًا رائعًا آخر."

وقد رفع ترمب دعوى قضائية ضد الصحيفة ومالكيها، ومنهم الملياردير روبرت مردوخ، مدعيًا أن بطاقة التهنئة "مزيفة".

ومنذ سنوات، لجأ ترمب ومستشاروه إلى الترويج لنظريات مؤامرة تتعلق بإبستين، حظيت بصدى واسع لدى قاعدته السياسية.

وأكّد كبير الأطباء الشرعيين في مدينة نيويورك أن إبستين شنق نفسه في زنزانته، لكن علاقاته مع الأثرياء والشخصيات النافذة أثارت تكهنات بأن وفاته لم تكن انتحارًا. وقد أكدت وزارة العدل، في مذكرة صدرت هذا الشهر، أنها خلصت إلى أن إبستين توفي منتحرًا.

ويُظهر استطلاع أجرته وكالة رويترز/ إبسوس الأسبوع الماضي أن أكثر من ثلثي الأميركيين يعتقدون أن إدارة ترمب تُخفي معلومات عن علاقات إبستين وشبكاته.

المصادر:
رويترز
شارك القصة