الإثنين 22 أبريل / أبريل 2024

قلق دولي من النووي الإيراني.. هل تحل زيارة غروسي إلى طهران الأزمة؟

قلق دولي من النووي الإيراني.. هل تحل زيارة غروسي إلى طهران الأزمة؟

Changed

حلقة من برنامج "للخبر بقية" تلقي الضوء على مآلات الملف النووي الإيراني (الصورة: رويترز)
يزداد القلق العالمي من امتلاك طهران لسلاح نووي، عقب التقارير الأميركية التي تؤكد ابتعاد إيران مسافة 12 يومًا عن تصنيع سلاح نووي.

في تطور لافت، كشف وكيل وزير الدفاع الأميركي للشؤون السياسية كولين كال أن إيران باتت فقط على بعد 12 يومًا لإنتاج ما يكفي من المواد الانشطارية لصنع قنبلة نووية واحدة، وهي مدة تقل عن عام كما كانت أوساط غربية وأميركية تضعه كسقف للوصول إلى هذا المستوى.

وأرجع المسؤول الأميركي التقدم النووي الإيراني إلى نتيجة الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة علاوة على الانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، مضيفًا أن الحل لهذه المشكلة ممكن دبلوماسيًا وعن طريق إعادة القيود على البرنامج النووي، وفق تعبيره.

تحريض إسرائيلي

الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت قد أكدت في أحدث تقرير لها أن إيران واصلت في الأشهر الأخيرة زيادة مخزونها من اليورانيوم المخصّب، مشيرة إلى أن مخزون إيران بات يتجاوز 18 مرة السقف المسموح به، وأنها رصدت جزيئات مخصبة بنسبة أقل بقليل من 90%، وهو ما يؤكده مسؤولون غربيون.

حتى إن الوكالة اتهمت إيران صراحة في تقريرها بأنها لا تزال تنتهك القيود المفروضة على أنشطتها النووية بموجب الاتفاق النووي لعام 2015.

وفي الوقت الذي تطلق فيه طهران تحذيراتها من مغبة استهدافها عسكريًا، قللت في الوقت نفسه من نتائج تقرير الوكالة الدولية، قائلة إنه بالفعل تم رصد تغيير طفيف في أحد الاختبارات، إلا أنه تعذّر رؤيته بالميكروسكوب، مشددة على أن مستوى التخصيب بلغ فقط 60%.

هذا التصريح لا يعجب إسرائيل، إذ يواصل مسؤولوها حملة التحريض بالعواصم الأوروبية، مطالبين بحل حاسم للملف النووي.

بينما يزداد القلق الأوروبي بالفعل، خاصة أن الغضب الأوروبي من طهران لا يتعلق فقط بذلك، بل يتجاوز إلى شكل الشراكة بينها وبين موسكو، التي يبدو أنها لن تُعارض امتلاك طهران لسلاح نووي.

أمر معقّد

في هذا السياق، يرى الباحث في مركز التقدم الأميركي لورانس كورب أن "إيران بات بمقدورها صناعة سلاح نووي".

ويلفت كورب، في حديث إلى "العربي" من واشنطن، إلى أنه "منذ انسحاب الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب من الاتفاق النووي، واصلت طهران تخصيبها لليورانيوم وأصبحت أقرب من السلاح النووي".

وإذا يشير إلى أن "الوكالة الدولية كانت قد أوضحت أن هناك اختلافًا بين تطوير القدرات النووية وبين استخدامها فعليًا في صنع الأسلحة"، يؤكد أن من الضروري استئناف المحادثات النووية.

ويقول: "الإيرانيون يساعدون الروس في الحرب على أوكرانيا وهذا يعقّد موضوع المفاوضات".

ويضيف: "الأمر بالغ التعقيد ولا بد من التعامل مع الملف النووي بأسرع ما يمكن ويجب على طهران أن تكون صريحة مع المجتمع الدولي".

فتح المجال للمفتشين

من جهته، يشير السفير الإيراني السابق مجتبى فردوسي بور إلى أن "إيران لا زالت تفتح المجال أمام المفتشين الدوليين لمراقبة التخصيب في البلاد".

وعن زيارة مدير الوكالة الدولية رافائيل غروسي المرتقبة إلى إيران، يوضح فردوسي بور، في حديث إلى "العربي" من طهران، أن "هذه الزيارة هي الرابعة للبلاد ما يؤكد انفتاح الجمهورية الإسلامية على الوكالة الدولية".

ويقول: "في الأسبوعين الماضيين حضرت وفود من الوكالة إلى طهران، وتبادلت الآراء مع المسؤولين الإيرانيين، وجرى مراجعة بعض التقارير السابقة حول التصاميم في المنشآت النووية".

ويضيف: "مشكلة التقارير الدولية أنها تأتي بتدخل أميركي ما يدل على أن ما يحصل عملية سياسية".

موقف أوروبي منقسم

بدوره، يعتبر الكاتب والباحث السياسي مصطفى طوسة أنه "عندما تلقت العواصم الأوروبية موقف واشنطن والمعلومات الأخيرة التي تبنتها الإدارة الأميركية بطريقة رسمية خرجت ردود فعل متضاربة".

ويشير طوسة، في حديث إلى "العربي" من باريس، إلى أن "بعض الأوروبيين اعتبر أن واشنطن استعرضت بتصريحها حول مهلة الـ12 يومًا، قبل أن يخرج اتفاق فجأة بين طهران وواشنطن".

ويقول: "البعض الآخر اعتبر أن هذه التصريحات هي تهيئة للجوء إلى مقاربة غير دبلوماسية، أي عبر المعالجة العسكرية".

ويضيف: "المواقف الأوروبية تبقى منقسمة بين ألمانيا وبريطانيا اللتين تحبذان اللغة الحازمة، وفرنسا التي تريد المعالجة الدبلوماسية المبنية على الحوار ومحاولة التوصل إلى تفاهمات لإبعاد الانفجار الشامل في المنطقة".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close