الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

قليل من التوتر مفيد.. دراسة تظهر فائدة الإجهاد لتعزيز الذاكرة العاملة

قليل من التوتر مفيد.. دراسة تظهر فائدة الإجهاد لتعزيز الذاكرة العاملة

Changed

تقرير (أرشيفي) يستعرض أعراض التوتر النفسية والجسدية (الصورة: غيتي)
وجد باحثون أميركيون أن المستويات المنخفضة إلى المعتدلة من الإجهاد تؤدي لفوائد عصبية معرفية على الذاكرة العاملة المسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات.

يرتبط الإجهاد بالإرهاق العاطفي والاضطراب العقلي، لكن دراسة جديدة تشير إلى أن القليل منه قد يكون مفيدًا لوظائف الدماغ.

وبحسب، صحيفة، "ديلي ميل"، فقد وجد باحثون في الولايات المتحدة أن الإجهاد يمكن أن يفيد بشكل إيجابي "ذاكرتنا العاملة" في ظروف معينة.

والذاكرة "العاملة" هي "المفكرة" الذهنية التي تحتوي على أفكار عابرة وهي مسؤولة عن الاحتفاظ بالمعلومات ومعالجتها مؤقتًا.

فوائد معرفية للإجهاد الخفيف

وحدد الباحثون منطقة تُعرف باسم "المنطقة الهرمونية" في دماغ البشر، حيث يمكن للضغط أن يحسن بالفعل الذاكرة العاملة، ولكن إذا زاد التوتر بشكل كبير، فقد يكون له تأثير "سام" على الوظيفة الإدراكية.

وقاد البحث الجديد خبراء في جامعة جورجيا في أثينا ونشر في مجلة "نيوروسيكولوجيا". ويقول الخبراء في ورقتهم البحثية: "المستويات المنخفضة إلى المعتدلة من الإجهاد تفيد الذاكرة العاملة". 

وتبيّن الدراسة أدلة حول عملية يؤدي من خلالها الإجهاد الخفيف إلى فوائد عصبية معرفية.

دراسة شملت 1000 شاب

وقد فحص الباحثون الاستجابات العصبية لألف شاب تتراوح أعمارهم بين 22 و37 عامًا، أثناء تحدي الذاكرة العاملة. وخضع المشاركون لفحوصات التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي التي تقيس نشاط الدماغ عن طريق اكتشاف التغيرات المرتبطة بتدفق الدم - أثناء مهمة الذاكرة العاملة لتحديد مستويات التوتر.

وأفاد المشاركون أيضًا إلى أي مدى شعروا أن حياتهم مرهقة وخارجة عن السيطرة، وقيّموا أربعة "موارد نفسية اجتماعية" تؤثر على كيفية إدارة الناس للأحداث المجهدة.

ووجد الفريق أن أولئك الذين أبلغوا عن مستويات منخفضة إلى معتدلة من الإجهاد المتصور أظهروا زيادة في النشاط العصبي في شبكة الذاكرة العاملة للدماغ أثناء أداء مهمة، بالإضافة إلى زيادة في الأداء السلوكي.

ومع ذلك، فإن قوة هذا الارتباط استقرت عند مستويات عالية من الإجهاد، مما يشير إلى أن الإجهاد يساعد فقط في إدراك الدماغ إلى درجة معينة قبل أن يصبح مرتفعًا جدًا.

التوتر الشديد "ضار"

ويقول الفريق في الورقة البحثية إن المستويات الشديدة من التوتر ضارة بـ "الأداء العصبي والسلوكي" للذاكرة العاملة.

بالإضافة إلى ذلك، كانت فوائد الإجهاد المنخفض إلى المتوسط أقوى بين الأفراد الذين يتمتعون بإمكانية الوصول إلى مستويات أعلى من الموارد النفسية الاجتماعية الأربعة.

ويضيف الفريق البحثي أن "الموارد النفسية والاجتماعية هي عوامل وقائية فعالة لأنها تخفف من حدة التوتر (مما يجعلها أقل حدة وأكثر قابلية للتحكم)".

أعراض الضغط العصبي والتوتر

وتتنوع أعراض الضغط والتوتر النفسية وأبرزها حدوث مشاكل في الإدراك ومنها اضطرابات الذاكرة وضعف التركيز ورؤية الحداث السلبية فقط والتفكير بأفكار متسارعة ومقلقة، إضافة إلى الشعور بالقلق العام. 

كما تظهر بعض الأعراض النفسية للضغط العصبي ومنها المزاجية وسرعة الانفعال والغضب والشعور بالاكتئاب والوحدة.

أمّا الأعراض العضوية للضغط العصبي، فتتمثل بالشعور بآلام متفرقة ولا سيما في منطقة الصدر والشعور بالدوار والغثيان وحدوث مشاكل هضمية وتسارع دقات القلب. 

ويحدث تغيّر في بعض سلوكيات الأشخاص الذين يعانون من الضغط العصبي وأبرزها اضطرابات الشهية والأرق ورؤية الكوابيس والميل للعزلة والوحدة وزيادة التدخين.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close