الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

قمة مدريد.. هل يستعد الحلف الأطلسي للحرب مع روسيا؟

قمة مدريد.. هل يستعد الحلف الأطلسي للحرب مع روسيا؟

Changed

ناقش برنامج "للخبر بقية" تفاصيل قمة مدريد، ودلالات تطويرها مفهومًا إستراتيجيًا جديدًا لمواجهة روسيا (الصورة: تويتر)
اعتبر الأمين العام للأطلسي أن الحلف يواجه أكبر تحد أمني منذ الحرب العالمية الثانية، واصفًا قمة مدريد بأنها "تاريخية وتحولية".

في الوقت الذي تتجه فيه الحرب الروسية على أوكرانيا لتكون حربًا طويلة الأمد لسنوات، وسط تحذيرات متواصلة من إمكانية أن تصل إلى أبعد من حدود أوكرانيا، اجتمع قادة حلف الناتو في مدريد، للاتفاق على كيفية الرد على رسالة موسكو للغرب.

وتبحث القمة عن صيغة تظهر فيها متحدة أمام روسيا في حربها على أوكرانيا.

وقال الأمين العام لحلف الناتو ينس ستولتنبرغ: إن الحلف يواجه أكبر تحد أمني منذ الحرب العالمية الثانية، واصفًا قمة مدريد بأنها "تاريخية وتحولية في خضم أخطر أزمة أمنية تواجهها دول الحلف".

وتستمر القمة على مدار ثلاثة أيام، وتشمل ثلاثة محاور أساسية:

  • أولها- تأكيد الدعم العسكري المباشر لأوكرانيا، إذ صدّق قادة الحلف على إستراتيجية جديدة تصنّف روسيا على أنها التهديد الأكبر والمباشر.
  • ثانيها- توجيه الدعوة إلى فنلندا والسويد للانضمام للحلف، بعد حصول البلدين على الضوء الأخضر التركي، ليقترب الحلف أكثر من حدود روسيا الغربية.
  • ثالثها- الموافقة على تعزيز القوات في مجموعة الناتو في أوروبا الشرقية، ورفع عدد قوات الرد السريع من 40 ألف جندي إلى 300 ألف جندي.

ووصف الرئيس الأميركي جو بايدن القمة بأنها "تطبع التاريخ"، معلنًا أن بلاده ستُعزّز وجودها العسكري في أوروبا، كي يتمكّن الحلف من الردّ على التهديدات.

من جهته، شدّد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون على أن روسيا لا يمكنها ويجب ألّا تكسب الحرب.

في المقابل، ترد موسكو على اجتماعات الغرب، قائلة إنها مستعدة لإنهاء عمليتها العسكرية خلال يوم واحد، لكن بشرط استسلام أوكرانيا وإلقاء سلاحها.

"انضمام فنلندا والسويد إلى "الناتو" سيكون سريعًا"

وفي هذا الإطار، أوضحت ليا شونيمان، نائبة مدير مبادرة الأمن في المجلس الأطلسي، أن قمة مدريد كانت تاريخية ومثّلت فرصة للحلف للاجتماع لتوضيح المفهوم الإستراتيجي للناتو.

وقالت شونيمان في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إن "المسؤولية تقع على موسكو في هذه القرارات بسبب عدوانها غير المبرر على جيرانها"، مشيرة إلى أن حلف الناتو هدفه دفاعي ضد أي تحدٍ لحدوده داخل أوروبا.

وأشارت إلى أن قوات الناتو ستعزّز قدراتها الهجومية على الحدود الشرقية لروسيا، وهي سياسة بدأت منذ عام 2014، ردًا على التهديد الروسي لأوكرانيا ولجيرانها.

ورجّحت أن تكون عملية انضمام فنلندا والسويد إلى "الناتو" سريعة.  

هل يحصل تصادم بين الناتو وروسيا؟

بدوره، اعتبر أندريه أونتيكوف، الباحث السياسي الروسي، أن واشنطن استطاعت إخضاع حلف الناتو لتصوّرها، بحيث باتت أوروبا تضحّي بمصالحها لصالح الولايات المتحدة.

وقال أونتيكوف في حديث إلى "العربي" من موسكو: إن تهديدات الناتو بنشر المزيد من القوات على الحدود الروسية، ستردّ عليه روسيا بالمثل، وتنشر المزيد من القوات على الحدود مع دول الأطلسي التي تتبنّى نشر قوات الحلف على أراضيها.

واعتبر أن لدى الولايات المتحدة رغبة بحدوث تصادم محدود بين الناتو وروسيا في القارة الأوروبية لتقوية موقعها في العالم.

وأكد أن العملية العسكرية في أوكرانيا مستمرة، وأن موسكو لن تتراجع رغم كل هذه التهديدات.

وإذ شدّد على أن من سعى إلى مزيد من التصعيد هو الولايات المتحدة، برفضها الضمانات التي طلبتها موسكو، أبدى خشيته من أن تكون هناك تصادمات عسكرية بين روسيا وبعض دول الناتو، وحرب إلكترونية بين موسكو وواشنطن.

"تحوّل في العقيدة الإستراتيجية للناتو"

من جهته، قال حسني عبيدي أستاذ العلاقات الدولية في جامعة كييف: إن ما حصل اليوم هو تحوّل تاريخي في العقيدة الإستراتيجية للناتو، إذ إن فكرة تصنيف روسيا على أنها تهديد إستراتيجي ومباشر لم تحصل في السابق على موافقة دول الحلف والاتحاد الأوروبي.

وأشار عبيدي في حديث إلى "العربي" من جنيف إلى أن واشنطن استطاعت في قمة مدريد تصدير وجهة نظرها حول العلاقة مع موسكو وبكين إلى حلف الناتو وتبنّي هذه الفكرة.

وأوضح عبيدي أن ما حصل في قمة مدريد هو تراكمات، حيث وجد حلفاء روسيا الأوروبيون في الناتو أنفسهم في أزمة، وباتوا يسعون إلى تقوية موقفهم في الحلف.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close