الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

قناة السويس.. حركة الملاحة لا تزال متوقفة وتركيا تعرض المساعدة

قناة السويس.. حركة الملاحة لا تزال متوقفة وتركيا تعرض المساعدة

Changed

حركة سفينة "ايفر غيفن" معطلة لليوم الرابع على التوالي في قناة السويس
حركة سفينة "ايفر غيفن" معطلة في قناة السويس (غيتي)
أعلنت هيئة قناة السويس الانتهاء من 87% من عمليات التجريف، مشيرة إلى أنه سيتم استئناف عمليات قطر وتعويم السفينة الجانحة بعد الانتهاء من التجريف.

لا تزال حركة الملاحة بقناة السويس معطلة  لليوم الرابع على التوالي، بعد أن جنحت سفينة حاويات ضخمة صباح الثلاثاء، بسبب سوء الأحوال الجوية وأغلقت المجرى المائي، بينما تتواصل جهود السلطات المصرية لإخراجها.

وأعلنت هيئة قناة السويس، في بيان أصدرته اليوم الجمعة، أنه سيتم استئناف عمليات قطر وتعويم السفينة الجانحة بعد الانتهاء من التجريف، لإزالة ما يصل إلى 20 ألف متر مكعب من الرمال.

وذكرت الهيئة أن الجرافات اقتربت لمسافة 15 مترًا من مقدمة السفينة، وأنها تستطيع الاقتراب إلى عشرة أمتار بحد أقصى لدواعي السلامة. ووفقًا لتقديرات الهيئة، فإنه تم الانتهاء من 87% من عمليات التجريف.

وكانت الهيئة أفادت، ليل أمس، بأنه تمّت الاستعانة بإحدى الجرافات لتقوم بأعمال التجريف بمنطقة جنوح السفينة.

وقال البيان: "تهدف أعمال التكريك إلى إزالة الرمال المحيطة بمقدمة السفينة بكميات تكريك تتراوح من 15 إلى 20 ألف متر مكعب، من الرمال يتم طردها عبر خطوط طرد خارجية خاصة بالكراكة، للوصول للغاطس الملائم لتعويمها والذي يتراوح من 12 إلى 16 مترًا".

وأشار مسؤول بشركة "شوي كيسن كايشا" المالكة لناقلة الحاويات الضخمة لوكالة "فرانس برس"، إلى أنّ الشركة ليس لديها معلومات دقيقة عن الأضرار التي لحقت بالسفينة، فيما تستخدم القاطرات والجرافات في تكسير الصخور في محاولة لإخراج السفينة.

ومساء الخميس، صّرح الفريق مهاب مميش، مستشار الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لمشروعات قناة السويس، لوكالة "فرانس برس"، بأنّ حركة الملاحة في القناة ستعود في غضون 48 إلى 72 ساعة كحدّ أقصى.

وجاء هذا التصريح بعدما قالت شركة "سميت سالفدج" الهولندية التي كلّفتها مجموعة "إيفرغرين مارين كورب" المشغّلة للسفينة بالمساعدة في التعويم؛ إن العملية قد تستغرق "أيامًا أو حتى أسابيع".

وتنتظر عشرات السفن عند جانبي القناة وفي وسطها، بحسب ما تظهر خريطة تفاعلية لموقع "فيسيل فاينادر".

تركيا تعرض المساعدة

في غضون ذلك، أعلن وزير النقل والبنية التحتية التركي، عادل قره إسماعيل أوغلو، اليوم الجمعة، عن استعداد تركيا لتقديم المساعدة في إعادة تعويم السفينة، مؤكدًا أنّ بلاده تمتلك سفينة قادرة على مثل هذه العمليات الكبيرة.

وقال إسماعيل أوغلو إن من الممكن أن ترسل تركيا سفينتها نانه خاتون للمساعدة في حل توقف حركة الملاحة بقناة السويس، مضيفًا: "لقد نقلنا عرضنا لمساعدة إخواننا المصريين، وإذا وصلنا رد إيجابي منهم، فإن سفينتنا نانه خاتون واحدة من بين السفن القليلة في العالم التي يمكنها القيام بأعمال من هذا النوع".

وشدّد على أن أنقرة لم تتلقّ ردًا بعد لكنها على أهبة الاستعداد للتحرك.

وقالت تركيا هذا الشهر إنها استأنفت الاتصالات مع مصر، كما طلبت من قنوات المعارضة التلفزيونية المصرية العاملة على أراضيها تخفيف حدة الانتقادات الموجهة للقاهرة، في أول خطوة ملموسة من جانب أنقرة لتلطيف الأجواء.

ارتفاع تكاليف الشحن البحري

تسبّب توقّف قناة السويس عن العمل في ارتفاع تكاليف الشحن لناقلات المنتجات البترولية، بالإضافة إلى تحويل عدة سفن لمسارها بعيدًا عن المجرى المائي الذي علقت فيه السفينة البالغ طولها 400 متر.

وأدّى توقف الملاحة عبر القناة الواصلة بين أوروبا وآسيا، إلى تعميق مشكلات خطوط النقل البحري التي تواجه بالفعل اضطرابًا، وتأخيرات في توريد سلع التجزئة إلى المستهلكين، مسببة خسائر ضخمة وتأثيرات عالمية.

وزادت تكلفة شحن المنتجات الأقل تلويثًا للبيئة، مثل البنزين والديزل، من ميناء توابس الروسي على البحر الأسود إلى جنوب فرنسا، من 1.49 دولار للبرميل في 22 مارس/ آذار إلى 2.58 دولار للبرميل في 25 مارس/ آذار، بزيادة 73 % بحسب رفينيتيف.

ويتوقع أن يترك الحادث تأثيرًا أكبر على الناقلات الأصغر والمنتجات البترولية، مثل صادرات النفط وزيت الوقود من أوروبا إلى آسيا، إذا ظلت القناة متوقفة لأسابيع، علمًا أنّ أكبر مصدر تكلفة منفرد للسفينة؛ يشكّل ما يصل إلى 60% من تكاليف التشغيل.

من جهته، أوضح رئيس أسواق الغاز والكهرباء كارلوس توريس دياز، لدى "ريستاد إنرجي" أمس الخميس، أنه إذا استمر التوقف في قناة السويس لأسبوعين، فقد يتأجل تسليم نحو مليون طن من الغاز المسال إلى أوروبا.

وقال إنّ هذا الرقم قد يتضاعف إلى ما يزيد عن مليوني طن من الشحنات المؤجلة التسليم، إذا ظلت القناة معطّلة لأربعة أسابيع.

المصادر:
وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close