الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

قوات سوريا الديمقراطية تعلن استسلام 300 مقاتل من تنظيم الدولة بالحسكة

قوات سوريا الديمقراطية تعلن استسلام 300 مقاتل من تنظيم الدولة بالحسكة

Changed

قراءة تحليلية حول الاشتباكات في الحسكة ودلالاتها مع مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل (الصورة: غيتي)
لم يشر التنظيم إلى أي خسائر في صفوفه، وزعم على حسابات تابعة له على تطبيق تليغرام أن عناصره قتلوا وأصابوا عددًا من المقاتلين الأكراد.

أعلنت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) التي يقودها الأكراد وتدعمها الولايات المتحدة في بيان، أنها اقتحمت جزءًا من سجن سيطر عليه مقاتلو تنظيم الدولة في مدينة الحسكة شمال شرق سوريا، وأجبرت 300 على الأقل من المقاتلين على الاستسلام أمس الإثنين.

وذكرت قسد أن المقاتلين لا يزالون متحصنين في مبان أخرى، وأنه يجري التخطيط لتطهير ما تبقى من مجمع الاعتقال في مدينة الحسكة.

وقال مصدر في قوات سوريا الديمقراطية لرويترز: "إن عمليات اقتحام السجن قد بدأت". وأفاد آخر، للوكالة نفسها، بأن أعضاء في التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة يشاركون في "العمليات الجارية"، دون ذكر تفاصيل.

وذكرت وكالة أعماق للأنباء التابعة لتنظيم الدولة: "أن مقاتلين متحصنين في أجزاء من السجن وفي محيطه خاضوا اشتباكات عنيفة مع مقاتلين أكراد الإثنين، لليوم الخامس على التوالي". 

ولم يشر التنظيم إلى أي خسائر في صفوفه، وزعم على حسابات تابعة له على تطبيق تليغرام أن عناصره قتلوا وأصابوا عددًا من المقاتلين الأكراد.

وامتنع مسؤولو قوات سوريا الديمقراطية عن الخوض في تفاصيل بشأن عمليتهم المزمعة.

خرق أمني

ويعد هذا السجن الأكبر من بين عدة سجون من المعروف علنًا أن قوات سوريا الديمقراطية تحتجز فيها مقاتلين للتنظيم.

واعتبر مدير المركز الكردي للدراسات نواف خليل أن استهداف هذا السجن في الحسكة هو خرق أمني لقوات سوريا الديمقراطية.

وقال في حديث إلى العربي: "إن عمليات شبه يومية تحصل في المنطقة حيث لم تنته الحرب ضد تنظيم الدولة".

واستبعد خليل أن يسيطر تنظيم الدولة على منطقة الحسكة، "حيث لا توجد الحاضنة الشعبية للتنظيم في البيئة الكردية". 

إستراتيجية الهجمات الخاطفة

ويرى الباحث السياسي السوري فراس فحام أنّ الهجوم الذي شنه تنظيم الدولة على قوات "قسد" في الحسكة يؤشر على أنّ التنظيم تحوّل من إستراتيجية الولايات الأمنية التي تمّ العمل عليها بعد انهيار سيطرته على الباغوز عام 2019، إلى سيناريو الهجمات الخاطفة والسريعة على المواقع العسكرية.

ويشير فحام في حديث إلى "العربي"، من أنطاليا، إلى وجود هدفين للتنظيم من وراء هذا الهجوم الآن، والتحول إلى هذا النمط من العمليات، أولهما السيطرة على مزيد من الأسلحة والذخائر والتجهيزات العسكرية، وهذا ما تمّ من خلال الاستيلاء على مستودع للذخائر والأسلحة لتنظيم قسد.

أما الهدف الثاني، بحسب فحام، فيدلّ على الرغبة باكتساب المزيد من العناصر البشرية، بمعنى أنّ "تنظيم الدولة" يبحث عن تمويل نفسه على ما يبدو بالسلاح والعناصر البشرية في هذا الهجوم.

تواطؤ أم هشاشة أمنية؟

ويتحدث فحام عن فرضيتين يمكن من خلالهما تفسير ما يجري، "أولهما أنّ هناك نوعًا من التواطؤ لدى تنظيم "قسد" مع تنظيم الدولة، وهذه فرضية لا يمكن استبعادها، والهدف منها ربما خلط الأوراق والحسابات الأميركية في ظل الحوار مع روسيا".

 

 

أما السيناريو الثاني، وهو أيضًا غير مستبعد وفقًا لفحام، ويحتاج للمزيد من الوقت لتتّضح صورته، فهو أنّ هناك نوعًا من "الهشاشة الأمنية والفساد" لدى تنظيم "قسد"، ولا سيما أنه يتمدد على منطقة جغرافية ليست حاضنة شعبية له، ولا ترحّب به عمليًا.

هل يعود "تنظيم الدولة" إلى السيطرة الجغرافية؟

ويخلص فحام إلى أنّ خلايا تنظيم الدولة تدرك تمامًا خطورة المسرح الذي تعمل به، ليس نتيجة الأطراف المحلية، وإنما نتيجة وجود لاعبين دوليين هما روسيا والولايات المتحدة.

ويستبعد انطلاقًا من ذلك، أن نشهد سيناريو السيطرة الجغرافية، بمعنى أنّ تنظيم الدولة لن يتّجه إلى سيناريو الإمساك بالجغرافيا على غرار ما كان حاصلًا في عامي 2014 و2015 حين كان التنظيم في أوج قوته.

لكنّه يرجّح في المقابل، "أن نكون أمام سيناريو الهجمات المباغتة، والعمليات الموجعة التي تهدف إلى الحصول على إمداد وذخائر وأسلحة وكذلك كسب العنصر البشري، وذلك ربما لتمويل عمليات أخرى".

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close