الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

كارثة بيئية أعلى قمم الجبال.. ماذا وجد مستكشف فرنسي في الهيمالايا؟

كارثة بيئية أعلى قمم الجبال.. ماذا وجد مستكشف فرنسي في الهيمالايا؟

Changed

نافذة من "العربي" تناقش مخاطر التلوث البلاستيكي والجهود الدولية للتقليل من استخدام هذه المواد (الصورة: غيتي)
تعد النفايات البلاستيكية من أهم أسباب التلوث البيئي كونها تحتاج لمئات السنين كي تتحلل، فيما رصد مستكشف فرنسي انتشار تلك الأنواع من القمامة في قمم الهيمالايا.

عثر مستكشف فرنسي وفريقه على 1,6 طن من النفايات البلاستيكية في جبال الهيمالايا، في وقت تنطلق في باريس اليوم الإثنين مفاوضات للحد من هذا التلوث على المستوى العالمي.

ويدل هذا الاكتشاف على خطورة التلوث البيئي الذي تشكله هذه النفايات، والتي تتجسد في علب وخيام وأنابيب وغيرها من المنتوجات، التي تحتاج إلى ألف عام على الأقل لتتفكك وتتحلل. 

اكتشاف "بوانار"

وكان المستكشف الفرنسي متواجدًا في نيبال، قبل أن يعود من محاولته الأولى لتسلّق جبل ماكالو الذي يبلغ ارتفاعه 8485 مترًا، وقال لوك بوانار لوكالة فرانس برس: "إنّ ما عثرنا عليه هو مكبّ نفايات فعلي، فوراء كل صخرة وجدنا كمية من أسطوانات الأكسجين وعلب الأطعمة وأسقف الخيم والأحذية. هذا غير منطقي".

ويتمثل هدف بوانار (53 عامًا)، وهو مدير لإحدى الشركات ومتسلق جبال منذ فترة طويلة، في تنظيف قمم الجبال العالية التي باتت لكثيرين بمثابة سلل مهملات كبيرة جداً.

وأسس جمعية "هيمالاين كلين أب" لتحقيق هدفه، فيما أطلق على عمليات تنظيف قمم الجبال التي يقوم بها وفريقه التسمية نفسها.

ورحلته نحو ماكالو التي انطلقت في نهاية مارس/ آذار، هي الثانية له بعد تسلّقه جبل إيفرست في 2010. وكان عضو آخر في الجمعية تسلّق حديثاً جبل أنابورنا (8091 مترًا).

وخلال عمليتي التسلق، جمع الرجلان بمساعدة عشرات من أفراد مجموعة شيربا، 3,7 أطنان من النفايات، 45% منها بلاستيكية (1100 كيلوغرام من ماكالو و550 كيلوغراماً من أنابورا).

كيف حصل هذا ؟

وتمثل هذه النفايات مؤشرًا جديدًا على الكمية الكبيرة من النفايات البلاستيكية المنتشرة في الطبيعة، في وقت تنطلق في باريس اليوم الجولة الثانية من المفاوضات الرامية إلى إقرار معاهدة دولية، بحلول نهاية عام 2024 لمكافحة التلوث البلاستيكي.

وخلال رحلته الأولى إلى أعلى جبل في العالم، جمع بوانار طنًّا واحدًا من النفايات بينها 550 كيلوغرامًا من النفايات البلاستيكية.

ويشكل جزء كبير من هذه النفايات بقايا من عمليات تسلّق تراكمت منذ عام 1920، وهي السنة التي باتت المنطقة فيها مُتاحة للسياح.

ورغبةً منهم في تخفيف أوزان ما يحملونه أو في خطوة لا تنطوي على احترام للبيئة، يترك عدد من متسلقي الجبال طوعًا بعضًا من أغراضهم في محيط الخيم، أو حتى على المسارات المؤدية إلى قمم الجبال. وقال بوانار إنّ بعض هذه الأغراض "تُلقَى في الأنهر الجليدية في الهيمالايا ولا تعاود الظهور إلا بعد 200 عام".

ويتسبب التفكك البطيء لهذه المواد البلاستيكية في تلويث المناظر الطبيعية والأنهر.

ارتفاع ملحوظ

دراسة سابقة كانت أظهرت عام 2019 وجود مواد بلاستيكية دقيقة (ألياف البوليستر والأكريليك والنايلون والبولي بروبيلين) في أماكن تعلو 8000 متر عن سطح البحر، بينها مناطق تكسوها الثلوج.

وشهد إنتاج البلاستيك ارتفاعاً إلى أكثر من الضعف خلال 20 عامًا ليصل إلى 460 مليون طن سنويًا، ويُحتَمل أن يزداد 3 مرات بحلول عام 2060 في حال لم تُتخذ الخطوات اللازمة، وثلثا هذا الإنتاج يُرمَى بعد استخدام واحد أو استخدامات عدة، بينما لا تخضع سوى 10% من النفايات البلاستيكية لإعادة التدوير.

وبالإضافة إلى الجبال، تنتشر النفايات البلاستيكية بمختلف أحجامها في قاع المحيطات، وفي الجليد وهي موجودة أيضاً في أمعاء الطيور.

ويشير تقرير سابق لبرنامج الأمم المتحدة للبيئة، إلى أنه من المرجح أن يتضاعف التلوث البلاستيكي في المحيطات والبحار بشكل حاد بحلول عام 2030، حيث بلغت نسبة هذه النفايات 85% من إجمالي القمامة البحرية.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close