الثلاثاء 26 مارس / مارس 2024

كسور وزواج وسفر.. رجال روس يحاولون تجنب التجنيد بعد التعبئة العسكرية

كسور وزواج وسفر.. رجال روس يحاولون تجنب التجنيد بعد التعبئة العسكرية

Changed

تقرير حول اعتقال العشرات خلال احتجاجات في موسكو على قرار التعبئة الجزئية للجيش الروسي (الصورة: تويتر)
يحاول الرجال الروس في سن التجنيد الهرب من روسيا برًا أو جوًا ويلجأ البعض لابتداع أساليب خطرة منها تعمد إحداث إصابة جسدية لتجنب المشاركة في معركة بوتين في أوكرانيا.

يتدافع الآلاف من الروس اليائسين للفرار من البلاد لتفادي استدعاء محتمل يرمي بهم في أرض المعركة بعد أن أعلن رئيس البلاد فلاديمير بوتين التعبئة العسكرية الجزئية، للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية، بهدف تجنيد 300 ألف جندي للقتال على جبهة أوكرانيا.  

ابتداع وسائل للهرب

ونفدت تذاكر الرحلات الجوية انطلاقًا من موسكو أمس وسط حالة من الذعر، وسجلت الطرق الحدودية ازدحاما مروريا، في حين يلجأ البعض الآخر  إلى تكتيكات صارمة وربما خطرة لتجنب التجنيد الإجباري، حيث ارتفعت عمليات البحث على محرك "غوغل" عن "كيفية كسر ذراع في المنزل'' بعد ساعات من خطاب بوتين.

ونقلت صحيفة "ديلي ميل" عن زوجة من تيومين في سيبيريا قولها: "لن أترك زوجي يرحل. سأكسر ساقيه. واجبه هو تربية أبنائه".

وكانت محاولات الزواج من أمهات لأكثر من ثلاثة أطفال إحدى السبل التي عمد البعض لاتباعها هربًا من الحرب. 

لكن السلطات أصدرت تحذيرًا خاصًا للمجندين المحتملين بأنهم سيواجهون عقوبات قانونية إذا قاموا بإيذاء أنفسهم عن طريق كسر الذراعين أو الساقين لتجنب الاستدعاء.

اكتظاظ في المطارات

وانتشرت صور ومقاطع فيديو لمطارات مكتظة بالشبان وحركة مرور كثيفة بالقرب من المعابر الحدودية، مدفوعة بمخاوف من أن البلاد قد تغلق أبوابها وتدفع المزيد من المدنيين إلى الحرب.

وقالت شركة الطيران الرئيسية "إيروفلوت" أمس: "إنها لم تحظر بعد الشباب من السفر"، مما يشير إلى احتمال فرض قيود على السفر قريبًا.

ووفقًا لوكالة الأخبار الاستقصائية الروسية، فقد بيعت جميع تذاكر الطيران إلى البلدان التي لا يحتاج الروس إلى تأشيرة لدخولها، بما في ذلك تركيا وأرمينيا وجورجيا. 

وتظهر صورة ليلية مثيرة من مطار فنوكوفو في موسكو رجالًا يحاولون الفرار قبل منعهم. وتم استدعاء جميع الرجال تقريبًا - الذين تتراوح أعمارهم بين 25 و 35 عامًا - بالقرب من مراقبة الجوازات للاستجواب. وتم استجوابهم حول ما إذا كانوا قد اشتروا تذكرتهم بعد إعلان تعبئة بوتين، وما إذا كان لديهم تذكرة عودة.

وسُئلوا عن الغرض من رحلتهم ووضعهم العسكري، ومن تم قبول إجاباتهم اصطحبتهم ضابطة إلى مراقبة الجوازات وأبلغت الضابط بأنه مسموح لهم بمغادرة البلاد. كما خضع البعض لاستجواب ثان من قبل ضابط من الاستخبارات الروسية في مراقبة الجوازات. ولا يعرف عدد الذين تم منعهم من الطيران.

طوابير على المعابر الحدودية

وسعى عشرات الآلاف إلى الفرار من البلاد، واصطفوا في طوابير عند الحدود من فنلندا إلى جورجيا ومنغوليا.

بشكل منفصل، أظهر مقطع فيديو طوابير رئيسية عند معبر حدودي بين روسيا وكازاخستان في منطقة كولوندا بمنطقة ألتاي. قال حرس الحدود الفنلندي في ساعة مبكرة من صباح يوم الخميس إن حركة المرور التي تصل إلى الحدود الشرقية لفنلندا مع روسيا "تكثفت" خلال الليل.

وأعيد بعض الأشخاص من الحدود البرية لروسيا مع جورجيا، وقد تعطّل الموقع الإلكتروني لشركة السكك الحديدية الروسية الحكومية لأن الكثير من الناس كانوا يبحثون عن طرق للخروج من البلاد.

في المقابل، وصف الكرملين اليوم الخميس التقارير عن نزوح الرجال في سن التجنيد من روسيا بأنها "مبالغ فيها".

وفي اتصال هاتفي مع الصحفيين، أحجم المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن نفي تقارير إعلامية روسية عن أن بعض المحتجين المناهضين للتعبئة الذين اعتقلوا ليل الأربعاء تلقوا استدعاء للخدمة العسكرية قائلا إن "هذا ليس ضد القانون".

أربع ساعات لحزم الأمتعة

في غضون ذلك، تم منح أولئك الذين تم إرسالهم إلى الحرب اليوم أربع ساعات فقط لتجهيز أمتعتهم.

وأظهرت مقاطع فيديو رجالًا في الشرق الأقصى الروسي يبدؤون رحلة آلاف الأميال بعد استدعائهم وإرسالهم للتدريب العسكري قبل التوجه إلى الجبهة في الحرب مع أوكرانيا.

وفي دالنيغورسك أظهر مقطع فيديو جنود الاحتياط المعبئين على متن حافلة أثناء إجراء الضابط نداء على الأسماء. أمّا في العاصمة الإقليمية فلاديفوستوك، فشوهد رجال يقدمون تقارير إلى مكتب التجنيد مع متعلقاتهم بعد أن تم استدعاؤهم.

وفي أوسوريسك، تم استدعاء طبيب الصدمات البالغ من العمر 62 عامًا، رغم أنه غير مؤهل من الناحية النظرية. ورفضت زوجته الغاضبة تسلّم وثيقة الاستدعاء، لكن طاقم التعبئة توجه إلى العيادة حيث يعمل الطبيب وسلموه الاستدعاء وأعطي مهلة 4 ساعات لحزم أمتعته. 

ويتكرر المشهد في أماكن أخرى في أقصى شرق روسيا، حيث أيقظ عناصر من طاقم التعبئة الرجال في الليل لاستدعائهم. ولوحق من رفض فتح باب منزله ليلًا إلى مكان عمله في الصباح.

وقال النائب أندريه كارتابولوف، رئيس لجنة الدفاع البرلمانية، إن جنود الاحتياط الذين تم حشدهم حديثًا سيخضعون لتدريب ضباط من ذوي الخبرة القتالية في العمليات العسكرية الخاصة قبل إرسالهم إلى منطقة الحرب.

وأثار إعلان بوتين موجة احتجاجات من قبل معارضيه حيث اعتقل 1386 متظاهرًا مناهضًا للحرب في 38 مدينة الليلة الماضية. وأقيمت الاحتجاجات في ساحات موسكو وسانت بطرسبرغ. وقالت جماعة مستقلة لمراقبة الاحتجاجات إنها كانت على علم بوقوع اعتقالات في 15 مدينة مختلفة على الأقل بسبب المسيرات غير المصرح بها بموجب قانون مكافحة الاحتجاج في روسيا.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close