أثارت كلاب زرقاء اللون رُصدت قرب مفاعل تشرنوبل النووي شمالي أوكرانيا جدلًا واسعًا.
وكانت قد انتشرت صور ومقاطع فيديو لكلاب ضالّة زرقاء اللون في منطقة الحظر الملوّثة بموقع المفاعل النووي. وتظهر الكلاب في الصور وقد اكتسبت فراءً أزرق لافتًا للنظر.
المشهد أثار سيلًا من التكهنات بشأن تأثير الإشعاع النووي على الحيوانات. بينما لم يستبعد الفريق الذي التقط الصور أن تكون الكلاب قد انغمست في مادة كيميائية زرقاء، أو ربّما من مراحيض متنقّلة أو مخلفات صناعية داخل المنطقة.
كلاب زرقاء اللون في أوكرانيا
وقالت منظمة "كلين فيوتشر فند" الأميركية غير الربحية، التي تُعنى بمتضرري تشرنوبل: "نحن نعمل حاليًا على أرض الميدان للإمساك بالكلاب وتعقيمها، وقد صادفنا ثلاثة كلاب زرقاء بالكامل. لسنا متأكدين تمامًا مما يحدث، لكن من المرجّح أنها دخلت في تلامس مع مادة كيميائية ما".
انتشرت صور وفيديوهات لكلابٍ زرقاء تتجوّل قرب مفاعل تشرنوبل في أوكرانيا، ما أثار تكهّناتٍ بأن الإشعاع النووي غيّر لونها.. ما الحقيقة؟ #أنا_العربي pic.twitter.com/skOu43AZjq
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) November 3, 2025
أمّا رئيس شركة "إيكوسنتر" الحكومية المسؤولة عن مراقبة المنطقة سيرهي كيريف، فقد اعتبر الحديث عن تأثر لون الكلاب بالإشعاع النووي "هراء تام".
وكشف أن هذه الكلاب طُليت بالأزرق لتحديدها، فقط بعد أن خضعت لعمليات تعقيم للحدّ من تكاثرها داخل المنطقة.
وعادت منظمة "كلين فيوتشر فند" لتقول: "على الأرجح أن هذه الكلاب دخلت إلى مادة ما ذات لون أزرق. لا، هذه الكلاب لم تتحوّل إلى اللون الأزرق بسبب الإشعاع، ولا نقول إنها تحوّلت بسبب الإشعاع".
وأضافت: "إنها ببساطة كلاب علقت في مادة زرقاء، ونحن نحاول الإمساك بها لتعقيمها إلى جانب الكلاب الأخرى التي نعقمها هذا الأسبوع".
وتُقدَّر أعداد الكلاب الضالّة في محيط مفاعل تشرنوبل بأكثر من 250 كلبًا؛ ينحدر معظمها من الحيوانات الأليفة التي تُركت بعد إجلاء نحو 120 ألفًا من المنطقة عقب الانفجار النووي في أبريل/ نيسان 1986 إبان الحقبة السوفيتية، وهي الكارثة الأسوأ في التاريخ النووي المدني.
وتُعتبر بيئة تشرنوبل قاسية بشكل فريد، بعدما تسبّب الحريق في محطة توليد الكهرباء بأوكرانيا في انتشار الإشعاعات في الغلاف الجوي. وقُتل ثلاثون عاملًا عقب الانفجار مباشرة، بينما يُقدر عدد الوفيات على المدى الطويل نتيجة التسمّم الإشعاعي بالآلاف.