الإثنين 19 مايو / مايو 2025
Close

كل الأنظار تتجه إلى روما.. جلسة ثانية من المفاوضات الأميركية الإيرانية

كل الأنظار تتجه إلى روما.. جلسة ثانية من المفاوضات الأميركية الإيرانية

شارك القصة

تنعقد اليوم ثاني جلسة رفيعة المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترمب من الاتفاق عام 2018
تنعقد اليوم ثاني جلسة رفيعة المستوى بين البلدين منذ انسحاب ترمب من الاتفاق عام 2018- غيتي
الخط
تتجه الأنظار إلى العاصمة الإيطالية حيث تعقد الجلسة الثانية من المفاوضات الأميركية الإيرانية حول ملف طهران النووي والتي قد ترسم مشهدًا جديدًا في المنطقة.

قال التلفزيون الإيراني الرسمي، صباح اليوم السبت، إن الوفد المفاوض وصل العاصمة الإيطالية حيث ستنعقد الجلسة الثانية من المفاوضات الأميركية الإيرانية بشأن البرنامج النووي لطهران، بعد أسبوع على جولة أولى وصفها الجانبان بأنها "بنّاءة".

وتستضيف روما المحادثات التي يشارك فيها وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي والمبعوث الأميركي للشرق الأوسط ستيف ويتكوف.

وتتوسط في المحادثات سلطنة عُمان، وهو ثاني اجتماع رفيع المستوى بين البلدين منذ أن سحب الرئيس الأميركي دونالد ترمب واشنطن من الاتفاق النووي التاريخي عام 2018.

وانقطعت العلاقات الدبلوماسية بين طهران وواشنطن بعيد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، وتأتي الجهود الدبلوماسية الأخيرة بعد أن اعتبر ترمب الملف النووي الإيراني أولوية عقب عودته إلى الرئاسة في يناير/ كانون الثاني.

"عظيمة ومزدهرة"

واستأنف ترمب سياسة "الضغوط القصوى" عبر فرض عقوبات على الجمهورية الإسلامية، وبعث في مارس/ آذار رسالة إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يدعو فيها إلى عقد محادثات نووية تحت طائلة تنفيذ عمل عسكري ضد إيران إذا فشلت الدبلوماسية.

وقال ترمب الخميس: "لست في عجلة من أمري" للجوء إلى الخيار العسكري، مضيفًا: "أعتقد أن إيران ترغب في الحوار".

وتابع في حديث للصحافيين: "أنا مع منع إيران، بكل تأكيد، من امتلاك سلاح نووي. لا يمكنهم امتلاك سلاح نووي. أريد أن تكون إيران عظيمة ومزدهرة ورائعة".

من جانبه، قال عراقجي وهو أحد مهندسي الاتفاق النووي لعام 2015، الجمعة: إن إيران "لاحظت قدرًا من الجدية" لدى الأميركيين خلال الجولة الأولى، لكنه شكك في نواياهم.

وأضاف خلال مؤتمر صحافي مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو: "رغم أن لدينا شكوكًا جدية بشأن نيات الجانب الأميركي ودوافعه، سنشارك في مفاوضات الغد على أي حال".

وفي مقابلة نشرتها الأربعاء صحيفة "لوموند" الفرنسية، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي: إن إيران "ليست بعيدة" عن امتلاك قنبلة نووية.

يذكر أنه خلال فترة ولاية ترمب الأولى، انسحبت واشنطن من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين طهران والقوى الكبرى، والذي نص على تخفيف العقوبات الدولية على إيران مقابل فرض قيود على برنامجها النووي، فيما التزمت طهران الاتفاق لمدة عام بعد انسحاب ترمب، قبل أن تتراجع عن التزاماتها تدريجيًا.

وكان عراقجي مفاوضًا في اتفاق عام 2015. أما نظيره في روما ويتكوف، فهو قطب عقارات كلفه ترمب أيضًا بإجراء محادثات بشأن أوكرانيا.

"آلية الزناد"

وتخصب إيران حاليًا اليورانيوم بنسبة تصل إلى 60%، وهو أعلى بكثير من حد 3,67% المنصوص عليه في الاتفاق، لكنه لا يزال أقل من عتبة 90% المطلوبة للاستخدام العسكري.

وحضّ وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو أمس الجمعة الدول الأوروبية على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كانت ستفعّل "آلية الزناد" التي من شأنها أن تعيد فرض العقوبات الأممية على إيران تلقائيًا على خلفية عدم امتثالها للاتفاق النووي. وينتهي خيار تفعيل هذه الآلية في أكتوبر/ تشرين الأول من هذا العام.

وكانت إيران حذّرت في وقت سابق من أنها قد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي إذا تم تفعيل هذه الآلية، فيما قال غروسي الذي أجرى محادثات مع مسؤولين إيرانيين خلال زيارة لطهران هذا الأسبوع، إن الولايات المتحدة وإيران "في مرحلة حاسمة" في المحادثات و"لا نملك إلا مهلة قصيرة" للتوصل إلى اتفاق.

ويصر المسؤولون الإيرانيون على أن تركز المحادثات فقط على البرنامج النووي ورفع العقوبات. وقال عراقجي إن التوصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة "مرجح" إذا امتنعت واشنطن عن "طرح مطالب غير معقولة وغير واقعية"، دون الخوض في التفاصيل.

غير قابل للتفاوض

ويرى محللون أن الولايات المتحدة ستسعى إلى إدراج مناقشات حول برنامج الصواريخ البالستية الإيراني، بالإضافة إلى دعم طهران لفصائل مسلحة في الشرق الأوسط.

وأكد عراقجي أن حق إيران في تخصيب اليورانيوم "غير قابل للتفاوض"، وذلك بعد أن دعا ويتكوف إلى وقف التخصيب الكامل. وكان ويتكوف قد اكتفى في تصريح سابق بمطالبة إيران بالعودة إلى سقف التخصيب المحدد في اتفاق عام 2015.

بدوره، قال الحرس الثوري الإيراني الثلاثاء: إن القدرات العسكرية للبلاد تقع خارج نطاق المناقشات. وذكرت وكالة "إرنا" الرسمية للأنباء أن نفوذ إيران الإقليمي وقدراتها الصاروخية من بين "خطوطها الحمر" في المحادثات.

كذلك، قال مسؤول إيراني كبير طلب عدم الكشف عن هويته لوكالة رويترز: إن الخطوط الحمراء لإيران تتمثل في عدم الموافقة مطلقًا على تفكيك أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، أو وقف التخصيب تمامًا، أو خفض مخزونها من اليورانيوم المخصب إلى ما دون المستويات المتفق عليها في اتفاق عام 2015. كما ترفض إيران أيضًا التفاوض على القدرات الدفاعية مثل الصواريخ.

من جهتها، أكدت إسرائيل حليفة الولايات المتحدة الجمعة التزامها الثابت بمنع إيران من امتلاك الأسلحة النووية، قائلة إن لديها "مسار تحرك واضحًا" لمنع ذلك، فيما قال خامنئي الثلاثاء: إن الإيرانيين يجب ألا يعلقوا آمالهم على التقدم في المفاوضات التي "قد تسفر أو لا تسفر عن نتائج".

تابع القراءة

المصادر

وكالات
تغطية خاصة