الأربعاء 17 أبريل / أبريل 2024

"كنت أطير".. ناجية تروي لحظات القصف على مركز كريمنشوك التجاري

"كنت أطير".. ناجية تروي لحظات القصف على مركز كريمنشوك التجاري

Changed

متابعة من "العربي" لتطورات الحرب على أوكرانيا (الصورة: أسوشييتد برس)
كان هناك الكثير من الدخان والنار. كان الناس يبكون ويصرخون ويركضون. وكانت بعض الرؤوس والأيدي بارزة من تحت الركام.

كانت ليودميلا ميخايلتس في رحلة تسوّق مع زوجها إلى مركز تجاري في كريمنشوك وسط أوكرانيا، قبل أن تتحوّل تلك التجربة إلى كارثة كادت أن تودي بحياتهما.

تجاهلت ميخايلتس وزوجها صفارات الإنذار التي انطلقت عند دخولهما المركز التجاري بعد ظهر الإثنين، معتقدة أنها سوف تنتهي من مهمتها على وجه السرعة. وبنيما كانت تتحدّث إلى العامل في المتجر، سقط صاروخ روسي زنته 2000 رطل على المركز التجاري، ليس بعيدًا عن المكان الذي كانت تقف فيه.

وقالت ميخايلتس، من على سرير المستشفى ووجهها وفمها مغطى بالندوب والغرز، لصحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية: "كنت أطير بشكل عمودي في مكان ما. كانت الشظايا تتطاير نحوي وجسدي كله تعرّض للإصابات". وبعد أن هوت على الأرض، سقطت عليها قطعتان من الركام وكسرت يدها، بينما كان زوجها فاقدًا للوعي.

تعتبر ميخايلتس نفسها محظوظة ببقائها على قيد الحياة، لكن بينما كان عمال الطوارئ يتفقدون تحت أنقاض المركز التجاري صباح الثلاثاء، قال عمدة المدينة: إن عدد قتلى الضربة الصاروخية ارتفع إلى 18 شخصًا.

بينما قال حاكم منطقة بولتافا دميترو لونين: إن نحو 25 شخصًا نقلوا إلى المستشفى بعد الهجوم، ولا يزال 21 آخرين في عداد المفقودين، مضيفًا أن رجال الإنقاذ ما زالوا يبحثون بين الأنقاض، "لكن من المستحيل العثور على أي شخص آخر على قيد الحياة".

"لم تكن هناك فرصة للهروب"

كان هناك المئات من الأشخاص في المركز التجاري، لحظة تعرّضه للقصف. وطلب حوالي 60 شخصًا المساعدة الطبية، وحالة 5 من المصابين الموجودين في المستشفى حيث تعالج ميخايلتس حرجة.

لقي تسعة أشخاص حتفهم في المركز الذي كانت فيه ميخايلتس. وكانت هدايا حفلات الأطفال مبعثرة في أكبر مركز تجاري ترفيهي للأطفال في كريمنشوك.

وقال أولكسندر ليسينكو، نائب رئيس المديرية الرئيسية لخدمة الطوارئ الحكومية في منطقة بولتافا: "انتشر الحريق في المركز بعد قصفه فورًا. لم تكن هناك فرصة للناس للهروب".

وشرح زوجها، من على سرير المستشفى، أنه كان محظوظًا لأنه استعاد وعيه بعد أن انفجر أنبوب ماء فوقه، مضيفًا "لولا الماء، ربما كنت قد احترقت على قيد الحياة".

زحف الزوج من تحت الأنقاض، وعمل على تحرير زوجته من تحت الأنقاض. وقال: "كان هناك الكثير من الدخان والنار. كان الناس يبكون ويصرخون ويركضون. رأيت بعض الرؤوس والأيدي بارزة من تحت الركام".

والتقطت كاميرا أمنية من محطة وقود غارتين روسيتين على منطقة بالقرب من المركز التجاري.

وأظهر الفيديو، الذي حلّلته صحيفة "نيويورك تايمز"، ضربة واحدة بالقرب من المركز التجاري أو بداخله، بينما استهدفت الضربة الثانية موقعًا صناعيًا بجوار المركز التجاري.

ويتمّ تشغيل الموقع الصناعي من قبل "كريدماش"، الشركة المصنّعة لمصانع خلط الأسفلت. وقالت السلطات الأوكرانية: إن المنشأة لا تخدم أي غرض عسكري.

وقالت السلطات الأوكرانية: إن الأسلحة التي أصابت المصنع والمركز التجاري كانت صواريخ سوفيتية قديمة من طراز X-22 تزن نحو ألفي رطل.

بدوره، قال ميخايلتس: "إنني أتفهم أسباب تضرر البنية التحتية وتحطم محطات الكهرباء ومحطات الوقود. لكن ضرب مركز تجاري أمر سخيف. كان هناك الكثير من الأطفال في المركز الترفيهي".

وكانت هذه هي الضربة الصاروخية الروسية السادسة والأكثر فتكًا على كريمنشوك، وهي مدينة صناعية كان عدد سكانها قبل الحرب 217 ألف نسمة.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close