الخميس 18 أبريل / أبريل 2024

كورونا في لبنان.. فقدان للسيطرة ومعركة في سبيل البقاء

كورونا في لبنان.. فقدان للسيطرة ومعركة في سبيل البقاء

Changed

بات الناس في لبنان يعجزون عن الحصول على العلاج؛ فحبة الدواء وجرعة الأوكسجين، أو حتى غرفة العناية المركزة أصبحت حلمًا للطبقات المتوسطة والفقيرة.

فقد لبنان السيطرة على فيروس كورونا وبدأ حالة الطوارئ الصحية، في ظل ارتفاع أعداد المصابين مقابل عجز المستشفيات عن استقبال المرضى.

وحل لبنان في المرتبة التاسعة في الشرق الأوسط والمرتبة العاشرة عالميًا بعدد الوفيات والاصابات المثبتة يوميًا لكل مليون نسمة.

وضع كارثي

يصف رئيس قسم الكورونا في مستشفى اللبناني الجعيتاوي الدكتور يوسف حداد لكاميرا "عين المكان"، الوضع الوبائي في لبنان بـ "الكارثي"، موضحًا أنه منذ شهرين تقريبًا تصل أعداد هائلة من المرضى إلى المستشفيات وأخرى مماثلة نضطر لتقديم الرعاية لها في المنازل.

وتدهورت حال مستشفيات لبنان وتباطأت قدرتها على مواجهة كورونا لأسباب مختلفة، منها الأزمة الاقتصادية وآخرها انفجار مرفأ بيروت، وهو ما أوقع الطاقم الطبي والمرضى على حد سواء في أزمة خطيرة.

وفيما كان لبنان يُعد واجهة الشرق في الطب، بات الناس فيه يعجزون عن الحصول على العلاج؛ فحبة الدواء وجرعة الأوكسجين، أو حتى غرفة العناية المركزة أصبحت حلمًا للطبقات المتوسطة والفقيرة.

وقد يُترك المريض في المنزل يواجه آلامه ومصيره. وأمام اقفال المستشفيات بوجه العامة من الناس، ما كان أمام هؤلاء إلا البحث عن نفس أخير من خلال آلات الاوكسيجين المحمولة.

أزمة أوكسجين

تقول مليا خضري، أن ابنها البالغ من العمر 14 عامًا ويُعاني من أزمة ربو، أُصيب بفيروس كورونا ولم تجد له سريرًا في المستشفى. وتسأل: "ماذا لو فرغت قارورة الأوكسجين، ماذا أقول له؟".

وأفقد فقدان الأوكسجين الكثير من المرضى حياتهم، وترك أهاليهم في حزن أمام عجزهم عن انقاذهم. ومن بين هؤلاء باسل السعيد، الذي رحل والده المصاب بالسرطان جراء مضاعفات الفيروس، ولم يتمكن من تأمين ماكينة أوكسجين له.

يُذكر أن ثمن ماكينة الأوكسجين الواحدة وصل إلى 1500 دولار أميركي، ما حال دون تأمينها لكثير من المرضى.

وظهرت مبادرات أهلية لجمع التبرعات وشراء آلات تتم إعارتها للمرضى، فأنقذت بعض المحظوظين. غير أن بعض التجار استغل تحول الأوكسجين إلى عملة نادرة لتحقيق مكاسب إضافية على حساب المريض، لتطول قائمة الأعباء التي تتكبدها عائلة المصاب بالفيروس.

مبالغ طائلة 

إلى ذلك، وتعليقًا على ما يُحكى عن طلب مبالغ طائلة مقابل توفير سرير لمريض في المستشفيات. أشار مدير عام وزارة الصحة في لبنان الدكتور جوزف الحلو، إلى أن وزارة الصحة تتحرك فورًا عندما يردها معلومات بهذا الشأن من جانب المرضى.

بدوره، يقدم الدكتور سهيل الصمد ـ رئيس العناية الطبية في مستشفى سير الحكومي ـ شهادة حية عن حال المستشفيات الحكومية، فيشير إلى أنه لم تعد للجسم الطبي أي إمكانية للقيام بمهامه كما يجب.

وفي فصل آخر للمعاناة، يتحدث الصيدلي آدم حجازي عن احتكار لأدوية الكورونا في لبنان، ويلفت إلى أن "الأيادي السوداء تحضر أدوية مهربة وتبيعها بأسعار باهظة جدًا". 

تجدر الإشارة إلى أنه في الوقت الذي أقفلت فيه المستشفيات أبوابها بعد بلوغها قدرتها الاستيعابية القصوى، هاجرت الكثير من الكفاءات الطبية سعيًا وراء الرزق ولقمة العيش بعدما تدنت الأجور.

المصادر:
التلفزيون العربي

شارك القصة

تابع القراءة