تفكر الدول الأوروبية في إعادة فرض الإجراءات الوقائية لمواجهة فيروس كوفيد-19 في وقت لاحق من العام، بعد أن ارتفعت الإصابات والوفيات نتيجة متغيّر جديد شديد العدوى من أوميكرون في البرتغال وألمانيا.
وارتفع معدل الإصابات والوفيات جراء كوفيد-19 في البرتغال بسبب متغيّر" بي إيه 5" (BA.5)، حيث سجّلت البرتغال 26848 حالة إصابة جديدة و47 حالة وفاة بسبب كوفيد يوم الأربعاء، في أعلى عدد وفيات يومية منذ 17 فبراير/ شباط الماضي.
وأشارت صحيفة "الغارديان" البريطانية إلى أن هذا الاتجاه يتناقض مع حالة الوباء في فرنسا، وألمانيا، وبريطانيا، وإسبانيا المجاورة للبرتغال، حيث انخفضت أعداد الحالات خلال الشهرين الماضيين.
وقال هنريكي أوليفيرا، عالم الرياضيات في مجموعة عمل مراقبة الأوبئة بجامعة لشبونة، لوكالة "لوسا" للأنباء، إن معدل الإصابات يشير إلى أن حالات الاستشفاء في الأجنحة ووحدات العناية المركزة ستظل مرتفعة حتى نهاية يونيو/ حزيران الحالي.
وأكد معهد الصحة العامة في البرتغال الثلاثاء، أن المتغيّر الفرعي من أوميكرون "بي إيه 5" (BA.5) يمثّل حوالي 90% من الإصابات الجديدة بكورونا. كما تم اكتشاف المتغيّر الفرعي "بي إيه 4" أيضًا في البرتغال.
وفيما بدأت سلالة "بي إيه 5" المتفرّعة من أوميكرون بالانتشار في ألمانيا، أفادت نشرة إخبارية أسبوعية من وكالة مكافحة الأمراض الألمانية- معهد روبرت كوخ، بتضاعف نصيب "بي إيه 5" من الحالات تقريبًا كل أسبوع على مدار الشهر الماضي، من 0.2% من الحالات في نهاية أبريل/ نيسان إلى 5.2% بحلول 22 مايو/ أيار.
وغرّد وزير الصحة الألماني كارل لوترباخ على تويتر قائلًا "إن المتغيّرين المعديين جدًا "بي إيه 4" و"بي إيه 5" ينتشران هنا أيضًا. ويمكن أن تصبح هذه هي الموجة التالية في الخريف".
والخميس الماضي، اجتمع رؤساء الولايات الألمانية الست عشرة لمناقشة الإجراءات التي يمكن اتخاذها لمواجهة الارتفاع المفاجئ في عدد الحالات في وقت لاحق من العام، والتي قالوا إنها ستستبعد إغلاق المدارس ودور الحضانة على نطاق واسع.
وقال رئيس الجمعية الطبية العالمية في ألمانيا فرانك أولريش مونتغمري، في مقابلة: "كورونا لم ينته بعد كما يتضح من تفشي أوميكرون في البرتغال".
وأصبحت متحوّرة أوميكرون من فيروس كورونا المهيمنة في جميع أنحاء العالم، منذ اكتشافها للمرة الأولى في جنوب إفريقيا في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. وتتفرّع منها سلالات عدة هي "بي آيه.1" و"بي آيه.1.1" و"بي آي.2" و"بي آيه.3".
وشرح الاختصاصي في جراحة القلب والصدر الدكتور عامر شيخوني أن الطفرات التي حصلت في الفيروس أصبحت أقرب إلى أن تُصبح شبيهة بالإنفلونزا، ولا تتطلّب دخول المستشفى.
ولكنه، في المقابل، أكد في حديث إلى "العربي"، أن هذا لا يعني "إلقاء الأسلحة" في مواجهة الفيروس من ناحية الكمامات وإجراءات التباعد الاجتماعي.