الأحد 14 أبريل / أبريل 2024

كوفيد-19.. منظمة الصحة: الجائحة كلفت البشرية ملايين من سنوات العمر

كوفيد-19.. منظمة الصحة: الجائحة كلفت البشرية ملايين من سنوات العمر

Changed

تقرير لـ"العربي" حول إعلان منظمة الصحة أن وباء كورونا لم يعد يشكل حالة طوارئ عالمية (الصورة: غيتي)
سلطت منظمة الصحة الضوء على التأثير المدمر للأزمة الصحية الناجمة عن كوفيد-19، التي تسببت في عامي 2020 و2021 وحدهما بخسارة 336,8 مليون سنة من العمر في العالم.

ذكرت منظمة الصحة العالمية الجمعة، أن العامين الأولين من كوفيد-19 كلفا ما يقرب من 337 مليونًا من سنين العمر، عبر تسبب الجائحة في وفاة ملايين الأشخاص قبل الأوان.

وبذلك، سلطت منظمة الصحة العالمية الضوء على التأثير المدمر للأزمة الصحية الناجمة عن  الجائحة، التي تسببت في عامي 2020 و2021 وحدهما بخسارة 336,8 مليون سنة من العمر في جميع أنحاء العالم.

وقالت سميرة أسماء، نائبة مدير المنظمة للبيانات والتحليل، للصحافيين: إن "الأمر يشبه خسارة 22 عامًا من العمر مقابل كل حالة وفاة إضافية".

ويستند هذا الحساب إلى البيانات المتاحة في عام 2022. منذ ذلك الحين، استمر عدد الوفيات في الارتفاع وإن بوتيرة أبطأ، مما دفع منظمة الصحة العالمية إلى التخلي عن اعتماد أعلى مستوى من التأهب الصحي، مع التحذير من أن كوفيد ما زال ينتشر.

وبلغ العدد الرسمي للوفيات المنسوبة إلى المرض والذي حدثته بانتظام منظمة الصحة العالمية 6,9 ملايين وفاة حتى تاريخ 17 مايو/ أيار.

لكن بلدانًا عدة لم تقدم بيانات موثوقة إلى المنظمة التي تقدر أن الجائحة أودت بما يقرب من 3 أضعاف العدد المسجل للضحايا في ثلاث سنوات، أي ما لا يقل عن 20 مليون وفاة.

وهي تستند للوصول إلى هذا العدد إلى احتساب الوفيات الزائدة التي تُعرّف على أنها الفرق بين العدد الفعلي للوفيات وعدد الوفيات المقدرة في حالة عدم وجود جائحة.

ويشمل عدد العشرين مليونًا الوفيات المباشرة نتيجة كوفيد، وكذلك الوفيات المرتبطة بتأثير الجائحة على النظم الصحية.

بلغ العدد الرسمي للوفيات المنسوبة إلى المرض والذي حدثته بانتظام منظمة الصحة العالمية 6,9 ملايين وفاة حتى تاريخ 17 مايو
بلغ العدد الرسمي للوفيات المنسوبة إلى المرض والذي حدثته بانتظام منظمة الصحة العالمية 6,9 ملايين وفاة حتى تاريخ 17 مايو - غيتي

وسلط تقرير الجمعة الضوء على "وجود تفاوتات كبيرة وراء توزيع الإصابات بكوفيد والوفيات الناجمة عنه، فضلاً عن الحصول على اللقاحات".

كما حذرت منظمة الصحة العالمية من أن الجائحة أدت إلى تغيير اتجاهات العديد من المؤشرات المتعلقة بالصحة بعد أن شهدت تحسنًا على مدى سنوات.

فخلال العقدين الأولين من القرن، شهد العالم تحسينات كبيرة في مجال صحة الأم والطفل مع انخفاض الوفيات بمقدار الثلث والنصف على التوالي، وفقًا للتقرير.

كما انخفض معدل الإصابة بالأمراض المعدية مثل فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والسل والملاريا انخفاضًا كبيرًا، وكذلك خطر الوفاة المبكرة من الأمراض غير المعدية.

وساعدت هذه العوامل مجتمعة على دفع متوسط العمر المتوقع من 67 عامًا في عام 2000 إلى 73 عامًا في عام 2019، على مستوى العالم. لكن بعد تفشي الجائحة، اتسعت التفاوتات القائمة وانعكس الاتجاه الإيجابي المرصود بالنسبة لأمراض مثل الملاريا والسل، من بين أمراض أخرى.

رسالة صريحة

فقد أظهرت الدراسة، أنه بينما ما زال العالم يسجل تقدمًا في المجال الصحي بشكل عام، فإن نسبة الوفيات التي تسببها الأمراض غير المعدية ازدادت عامًا بعد عام.

وفي عام 2000، كان حوالي 61% من الوفيات العالمية سنويًا مرتبطة بالأمراض غير المعدية. بحلول عام 2019، ارتفعت النسبة إلى نحو 74%.

وفي هذا الإطار، قالت منظمة الصحة العالمية في بيان: "إذا استمر هذا الاتجاه فمن المتوقع أن تتسبب الأمراض غير المعدية بنحو 86% من 90 مليون حالة وفاة سنوية بحلول منتصف القرن".

من جهته، أوضح مدير المنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس أن "التقرير يبعث برسالة صريحة بشأن خطر الأمراض غير المعدية التي تتسبب بوفيات هائلة ومتزايدة".

وأضاف أن النتائج تظهر الحاجة إلى "زيادة كبيرة في الاستثمارات في الصحة وفي الأنظمة الصحية للعودة إلى المسار الصحيح نحو أهداف التنمية المستدامة".

وقالت منظمة الصحة إن الوفيات الناجمة عن الأمراض غير المعدية تتزايد على الرغم من انخفاض التعرض للعديد من المخاطر الصحية، بما في ذلك استخدام التبغ واستهلاك الكحول والمياه غير النظيفة والصرف الصحي غير الآمن.

وأضافت أن التعرض لمخاطر أخرى مثل تلوث الهواء ظل مرتفعًا. وحذر التقرير على وجه الخصوص من أن انتشار السمنة يتزايد من دون وجود ما يشير إلى حصول تغيير في الاتجاه.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close