الجمعة 27 Sep / September 2024

كوكب الأرض يشتعل.. هل يُمكن وقف تداعيات التدهور البيئي؟

كوكب الأرض يشتعل.. هل يُمكن وقف تداعيات التدهور البيئي؟

شارك القصة

ناقش برنامج "للخبر بقية" تداعيات وأسباب حرائق الغابات ومسؤولية الدول الصناعية الكبرى على ارتفاع نسب انبعاثات الغازات الدفيئة (الصورة: غيتي)
اعتبر علماء البيئة أنّ الحرائق التي اجتاحت ولاية هاواي الأميركية ومناطق في كندا وأوروبا هي بمثابة رسائل تحذيرية للدول الكبرى لعجزها عن مواجهة معركة المناخ.

طالت حرائق الغابات دولًا في مختلف أنحاء العالم، أسفرت عن خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات وتدمير مئات آلاف الهكتارات.

وتُعزى هذه الحرائق إلى ارتفاعات قياسية في درجات الحرارة غير المسبوقة حول العالم، حيث أدت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري من الأنشطة البشرية إلى ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض بنحو 1.2 درجة مئوية، مقارنة بعصر ما قبل الصناعة.

وتُشير المعطيات إلى أنّ دول العالم فشلت في تحقيق هدفها الأسمى في سياق ذلك، والمتعلّق ببدء خطوات فعلية للحيلولة دون زيادة درجة حرارة الكوكب أكثر من 1.5 درجة مئوية.

وتجلّى الفشل في تحقيق ذلك واضحًا في قمم المناخ المختلفة بسبب تعنّت دول كبرى ومراوغتها في خفض انبعاثات الغازات الدفيئة، وعدم استجابتها لضغوط الدول النامية الأكثر تأثرًا بمظاهر التغير المناخي، رغم مساهمتها المتواضعة بانبعاثات الغازات الدفيئة.

ولم تسلم الدول الصناعية الكبرى المسؤولة عن 68% من انبعاثات الغازات الدفيئة، هي الأخرى من تغيّرات المناخ وآثارها المدمّرة.

ويعتبر علماء البيئة أنّ الحرائق التي اجتاحت ولاية هاواي الأميركية ومناطق في كندا وأوروبا، وما أسفرت عنه من خسائر بشرية ومادية، هي بمثابة رسائل تحذيرية للدول الكبرى لعجزها عن مواجهة معركة التقلبات المناخية، رغم إمكانياتها الكبيرة على صعيد البنى التحتية واستعدادات الطوارئ.

ويرون أن الحل الوحيد يكمن في اتخاذ اجراءات فورية وصارمة للحد من احترار الكوكب.

"تواتر وحدّة في حرائق الغابات"

في هذا السياق، أوضح الدكتور نيكولاس لوريس، الخبير في شؤون التغيّر المناخي والسياسات البيئية أنّ الحرائق هي نتيجة مزيج من العوامل من الاحترار العالمي والجفاف والأنشطة البشرية.

وقال لوريس، في حديث إلى "العربي" من واشنطن: إنّ بعض الحرائق تخرج عن السيطرة نتيجة عدم فعالية إدارة الأحراج وضعف الاستجابة لها.

وشدّد على أنّ هذه العوامل مجتمعة تُساهم في تواتر وحدّة حرائق الغابات خلال السنوات الأخيرة.

"رسالة إنذار للقيمين على السياسات البيئية"

من جهته، أكد الدكتور إسحق أندكيان الأكاديمي والخبير في إدارة الأزمات والكوارث الطبيعية أنّ التغيرات المناخية من حرائق وانهيارات تربة وفيضانات وانزلاقات هي رسالة إنذار للقيمين على السياسات البيئية بأن يكون لديهم صحوة ضمير والتنبّه إلى هذه المشكلة لاتخاذ الإجراءات اللازمة.

وقال أندكيان، في حديث إلى "العربي" من أتلانتا: إنّ التغيّر المناخي وصل إلى مستويات خطيرة جدًا نتيجة الجشع الرأسمالي القائم على الربح والبيع، وتحقيق الأرباح على حساب الأثمان الباهظة التي يدفعها الكوكب.

ودعا إلى موازنة السعي وراء تحقيق الربح من ناحية ومصير الشعوب من ناحية أخرى.

"الدول النامية تدفع الضريبة"

بدوره، أشار الدكتور مصطفى عيسات، رئيس جمعية "البساط البيئي الأخضر"، إلى أنّ دول حوض المتوسط سجّلت ارتفاعًا في مستوى حرائق الغابات خلال السنوات الأخيرة.

وقال عيسات، في حديث إلى "العربي" من الرباط: إنّ دول شمال إفريقيا تدفع ضريبة عدم التزام الدول الصناعية الكبرى باتفاقيات المناخ، وعدم تدخّلها في الوقت المناسب لخفض استخدام الوقود الأحفوري.

وأكد أنّ غياب العدالة المناخية الناتجة عن جشع الرأسمالية العالمية وتنصّل الاقتصاديين من مسؤوليتهم في الاتفاقيات الدولية، أوجد هذا الخلل في التوازنات البيئية.

وأشار إلى أنّ ما يحصل اليوم هو دعوة صريحة للتوجّه نحو الاقتصاد النظيف والطاقة المتجدّدة.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close