الخميس 28 مارس / مارس 2024

كيف ستتعامل طالبان مع الحقوق والحريات في أفغانستان؟

كيف ستتعامل طالبان مع الحقوق والحريات في أفغانستان؟

Changed

تشهد أفغانستان نزوحًا جماعيًا للناشطين في مجالات عدة منها التعليم والفنون والثقافة خاصة المرتبطة أعمالهم بتمويلات خارجية.

تشغل الأفغانيين مخاوف كثيرة، بعد سيطرة حركة طالبان على البلاد، على الرغم من محاولة الحركة طمأنة المجتمع الدولي بشأن تعليم الفتيات واحترام حقوق الإنسان، وعدم تقييد الحريات العامة، والنشاطات الثقافية والفنية. إلا أن ظلال حكم طالبان بأفغانستان قبل عقدين من الزمن، لا تزال تنعكس على صورة الحركة في البلاد.

فبعد ساعات على سيطرة الحركة على السلطة في أفغانستان، عينت الحركة مسؤوليها في مختلف المناصب، منها قطاع التعليم المثير للجدل.

ويقول رئيس إدارة التعليم الإقليمي المعين من قبل طالبان مولوي جانات غول عزيز: "نحن لسنا ضد التعليم، فسياسة الإمارة هي أن يحصل الفتيان والفتيات على التعليم، طالما لم تهمل قوانين الشريعة الإسلامية، إذ يمكن للفتيات المحجبات من جميع الأعمار الحصول على التعليم ولا مشكلة هنا".

فخلال العقدين اللذين تلا حكم طالبان الأول، تمكنت بعض النساء في أفغانستان من دخول المدارس والجامعات والانخراط في سوق العمل، غير أن سقوط كابل في يد الحركة، يجدد مخاوف الأفغانيات من أن تعود طالبان إلى سيرتها الأولى قبل 20 سنة، وتحرمهن من بعض الحقوق التي اكتسبنها.

من جهتها، تقول الناشطة السياسية الأفغانية باشتانا دوراني: "أهدافي وطموحاتي أصبحت محدودة للغاية، لم يبق شيء تقريبًا، فأنا ناشطة سياسية والنشاط السياسي غير مرحب به عند طالبان.

وتضيف: "الفتيات العاملات في البنوك يتم إرسالهن إلى المنزل، ويطلب منهن إرسال أقاربهن الذكور للعمل بدلًا منهم، ففي يوم واحد فقط تفقد وظيفتك ومعيشتك ويتعين على الرجل أن يعيلك".

منع الموسيقى

وعندما حكمت طالبان أفغانستان، منعت الحركة الموسيقى والتلفزيون وكانت كل الفنون محظورة، وفجروا تماثيل عملاقة لبوذا تعود إلى 25 قرن، وهذا ما تبقى في ذاكرة الناشطين في مجال الفن الذين عايشوا حكم طالبان قبل 20 سنة، ويشهدون اليوم على عودتها إلى الحكم.

ويوضح عميد شريفي وهو مؤسس جمعية فنية في كابل، أنه "سيحظر أي تعبير عن الفن، ولن تكون هناك موسيقى ولا تلفزيون، ولن تكون هناك جداريات، ولا لوحات، وسنعود مئات السنين إلى الوراء في مكان لا يوجد فيه تعاطف، ليست هناك ألوان ولا يوجد حب، هذا مخيف للغاية".

وتشهد البلاد نزوحًا جماعيًا للناشطين في مجالات عدة منها التعليم والفنون والثقافة خاصة المرتبطة أعمالهم بتمويلات خارجية، فمصيرهم مرتبط بقرارات الحركة، التي بعثت رسائل طمأنة إلى السكان.

ما مصير الحريات بعد حكم طالبان؟

في هذا الصدد، يرى عبد الجبار بهير مدير المركز الأفغاني للإعلام والدراسات من كابل، أنه لا يزال هناك مخاوف موجودة حول قراءة طالبانية حول مستقبل أفغانستان، مضيفًا أنه سيكون هناك مواقف متشددة على الأقل.

ويشير، في حديث إلى "العربي"، إلى أن هناك مخاوف موجودة لدى الشعب الأفغاني، ومخاوف من انفلات اقتصادي.

ويشدد بهير على أنه يتوجب على الحركة أن تعترف بحق التعليم للمرأة الأفغانية، مشيرًا إلى أن للحركة تصريحات بتنازلات واضحة بأنها لن تمنع الأنثى من الذهاب إلى المدارس، وأن القنوات الإعلامية موجودة.

ويرى أن الحركة ستكون متشددة إزاء الحريات التي اكتسبتها المرأة الأفغانية والمواطن الأفغاني بشكل عام.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close