أعلن رئيس بلدية سيفيرودونيتسك الواقعة في منطقة دونباس بشرق أوكرانيا، أولكسندر ستريوك، اليوم السبت، أن المدينة التي شهدت معارك شرسة بين الجيشين الأوكراني والروسي منذ أسابيع عدة، باتت "محتلة بالكامل" من الجيش الروسي.
وجاء التقدم الميداني لروسيا، عقب إعلان الجيش الأوكراني، الخميس الماضي، انسحابه من سيفيرودونيتسك، التي كان عدد سكانها مئة ألف نسمة قبل الحرب، بهدف الدفاع في شكل أفضل عن جارتها ليسيتشانسك.
"احتلال" كامل المدينة
وقال رئيس البلدية للتلفزيون الأوكراني عصرًا: "الروس يحتلون كامل المدينة"، موضحًا أن المدنيين، بدأوا يخرجون من مصنع أزوت، الذي لجأ إليه المئات في الأيام الأخيرة لتجنب القصف.
ولفت ستريوك إلى أنّ هؤلاء المحاصرين عاشوا نحو ثلاثة أشهر في الملاجئ والطبقات السفلى، ومضى يقول: "إنه أمر صعب عاطفيًا ونفسيًا أنهم يحتاجون الآن إلى مساعدة طبية ونفسية".
وتزامن ذلك، مع تأكيد أندري ماروتشكو، ممثل الانفصاليين الموالين لموسكو، بعد الظهر أن القوات الروسية "سيطرت في شكل كامل على المنطقة الصناعية لمصنع أزوت" في سيفيرودونيتسك.
من جهته، أفاد متحدث انفصالي آخر هو إيفان فيليبوننكو بأنه جرى "إجلاء" نحو 800 مدني كانوا لجأوا إلى هذا المصنع خلال أسابيع المواجهات، من دون أن يحدد الوجهة التي سلكوها.
وتأتي سيطرة الجيش الروسي على سيفيرودونيتسك بعد أسابيع من المعارك في منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا.
وأفاد الانفصاليون، بأن قوات موسكو باتت تسيطر في شكل شبه تام على هذه المنطقة التي تعتبر سيفيرودونيتسك جزءًا منها، لافتين إلى وجود معارك شوارع مستمرة في مدينة ليسيتشانسك المجاورة.
أفضلية تكتيكية
بدوره، أكد الجيش الأوكراني، اليوم السبت، أنه أكمل الانسحاب من مدينة سيفيرودونيتسك الإستراتيجية، مشيرًا إلى أن روسيا تعمل على "تعزيز مواقعها في سيفيرودونيتسك".
في سياق متصل، قال رئيس جهاز المخابرات العسكرية الأوكرانية، اليوم السبت إنّ أوكرانيا تعيد تجميع قواتها من مدينة سيفيرودونيتسك المدمرة قبل حشدهم في مناطق مرتفعة في مدينة ليسيتشانسك المجاورة لكسب أفضلية تكتيكية على روسيا.
وفي مقابلة في كييف، قال كيريلو بودانوف لرويترز إن القوات الأوكرانية ستواصل الدفاع عن تلك الجبهة من ليسيتشانسك في شرق أوكرانيا، حيث لم يعد من الممكن الحفاظ على خط المواجهة عند سيفيرودونيتسك.
ورغم خسارة كييف لمدينة هامة في ميزان المعركة، إلا أن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، تحدث عن ترقب جيش بلاده للأسلحة الغربية من قبل الحلفاء.
وجاء ذلك عقب يوم من قول مسؤول دفاعي أميركي بارز، إن موسكو تحاول من دون جدوى اعتراض سبيل الأسلحة الغربية التي تتدفق إلى أوكرانيا؛ بما يشمل أنظمة صواريخ بعيدة المدى، تأمل كييف أن تكون حاسمة في ميدان المعركة المستمرة منذ أربعة أشهر من دون توقف.