السبت 13 أبريل / أبريل 2024

كييف ترفض إعلان الأحكام العرفية.. روسيا تبني "خط فاغنر" في لوغانسك

كييف ترفض إعلان الأحكام العرفية.. روسيا تبني "خط فاغنر" في لوغانسك

Changed

فيلم استقصائي من إنتاج التلفزيون العربي يتتبع دور شركة فاغنر العسكرية في سوريا (الصورة: غيتي)
رفضت كييف، إعلان الرئيس الروسي الأحكام العرفية في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا الأوكرانية التي تم ضمها مؤخرًا.

بعد أقل من شهر من اعتراف يفغيني بريغوجين رجل الأعمال الروسي المقرّب من الرئيس فلاديمير بوتين، أنه قام بتأسيس مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية، بدأت هذه الأخيرة ببناء خط دفاعي محصن في منطقة لوغانسك بشرق أوكرانيا التي ضمتها موسكو في 5 سبتمبر/ أيلول الماضي.

وأعلن بريغوجين مؤسس "فاغنر"، اليوم الأربعاء، على حسابات شركته "كونكورد" عبر وسائل التواصل الاجتماعي أنه "يجري بناء مجمع من التحصينات على خط التماس، يطلق عليه اسم خط فاغنر".

"دفاع متعدد الطوابق"

وأشار بريغوجين، إلى أنه "دفاع متعدد الطوابق" دون أن يكشف عن طول وموقع هذا الخط أو المدة التي ستستغرقها عملية البناء.

وأوضح بريغوجين البالغ من العمر 61 عامًا، أن الخط الدفاعي لن يكون "بالضرورة" أمام الجيش الأوكراني، معتبرًا "أن مجرد وجود وحدات فاغنر على خط المواجهة يشكل بالفعل جدارا منيعا".

وأقر رجل الأعمال في نهاية الشهر الماضي، أنه أسس مجموعة "فاغنر" شبه العسكرية عام 2014 للقتال في أوكرانيا، واعترف بانتشار عناصر منها في إفريقيا وأميركا اللاتينية خصوصًا.

ويشتبه في أن هذه المجموعة شبه العسكرية تنفذ منذ سنوات مهمات سرية للكرملين على مسارح عمليات مختلفة الأمر الذي نفته موسكو على الدوام.

وكان بريغوجين لفترة مزود مطبخ الكرملين ما جعله يلقب بـ"طباخ بوتين".

وتتهم دول غربية عدة يفغيني بريغوجين، بأنه ممول مجموعة "فاغنر" التي رصدت عناصر منها في سوريا وليبيا وأوكرانيا وجمهورية إفريقيا الوسطى.

وجاء إعلان "فاغنر" فيما تحرز القوات الأوكرانية تقدمًا في المناطق التي تسيطر عليها موسكو منذ أشهر.

معارك ضارية

وفي وقت سابق، أعلنت السلطات الموالية لروسيا في خيرسون في جنوب أوكرانيا، اليوم الأربعاء، أنها ستخلي المدينة في مواجهة تقدم القوات الأوكرانية، مؤكدة أن الجيش الروسي "سيقاتل حتى الموت".

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمر اليوم الأربعاء، بفرض الأحكام العرفية في أربع مناطق أوكرانية محتلة جزئيًا وهي دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزابوريجيا والتي ضمتها موسكو بمرسوم وقعه بوتين في 5 سبتمبر/أيلول الماضي.

وأعلن بوتين هذا الإجراء خلال اجتماع لمجلس الأمن القومي بث على التلفزيون.

وأصدر الكرملين بعد ذلك مرسومًا يعلن دخول الأحكام العرفية حيز التنفيذ في هذه المناطق اعتبارًا من منتصف ليل الخميس.

وبموجب القانون الروسي، تسمح الأحكام العرفية بتعزيز وجود الجيش وفرض حظر تجول ورقابة والحد من التحركات وتدريب مواطنين أجانب.

رفض إعلان بوتين

من جهتها، رفضت كييف، إعلان الرئيس الروسي الأحكام العرفية في مناطق دونيتسك ولوغانسك وخيرسون وزاباروجيا الأوكرانية التي تم ضمها مؤخرًا إلى روسيا.

وقال مستشار المكتب الرئاسي الأوكراني ميخائيل بودولياك في بيان بحسابه على أحد مواقع التواصل الاجتماعي، إن "قرار بوتين لن يغير أي شيء في أوكرانيا".

وقال بودولياك: "إن فرض الأحكام العرفية في الأراضي التي تحتلها روسيا يجب أن يُنظر إليه على أنه محاولة لإضفاء الشرعية على نهب الممتلكات الأوكرانية، وهذا لن يغير شيئًا لأوكرانيا، سنواصل تحرير أراضينا من الاحتلال الروسي".

من جهة أخرى، قال رئيس مجلس الأمن والدفاع الأوكراني، أوليكسي دانيلوف، في رسالة على حسابه بمواقع وسائل التواصل الاجتماعي: "قرار بوتين يجب أن يُدان من قبل الأمم المتحدة".

وأضاف دانيلوف: "إن الأحكام العرفية لبوتين في المناطق التي تم ضمها من أوكرانيا هي تمهيد لترحيل جماعي للسكان الأوكرانيين إلى المناطق المحرومة في روسيا من أجل تغيير التكوين العرقي للمنطقة المحتلة".

وأردف: "هذه جريمة ينبغي إدانتها من قبل الأمم المتحدة، هذه الجريمة ارتكبتها روسيا من قبل في شبه جزيرة القرم، وظلت جريمتها تلك دون عقاب".

وكانت أوكرانيا، كشفت في أغسطس/ آب الماضي، أنها استهدفت قاعدة لمجموعة "فاغنر" التي تقاتل إلى جانب القوات الروسية، ودمرت جسرًا بالقرب من بلدة ميليتوبول.

وأعلن حينها حاكم منطقة لوغانسك في شرق أوكرانيا أن قاعدة هذه المجموعة العسكرية الخاصة "دُمِّرت بضربة دقيقة" على مدينة بروباسنا.

وفي تحقيق خاص لـ"العربي" حول "فاغنر"، نشر في 6 سبتمبر الماضي، أكد فيه أليكس كاسيدي، الباحث في المجموعات العسكرية الخاصة، أن مجموعة "فاغنر" تعد كيانًا غامضًا للغاية، إذ لا يوجد مسؤولون رسميون لها ولا أية أوراق قانونية لها، وليس لها مقر رسمي مسجّل كذلك، وأضاف: "هو كيان لا يتناسب مع سياق الشركات الأمنية والعسكرية الخاصة".

وتتخذ "فاغنر" الجمجمة المحطمة والقناص شعارًا لها، وتتراوح رواتب عناصرها شهريًا بين 4 و5 آلاف دولار، وهي ذراع روسيا السرية العسكرية منذ سنوات في بلدان عدة.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close