لأول مرة في تاريخها.. "بيتكوين" تتخطى حاجز 100 ألف دولار

قفزت عملة بتكوين فوق مئة ألف دولار لأول مرة اليوم الخميس في علامة فارقة على نضج العملات المشفرة وسط رهان المستثمرين على الإدارة الأميركية الجديدة بقيادة دونالد ترمب، وتوقعات بأنها ستوفر بيئة مواتية لتعزيز مكانة تلك العملات في أسواق المال.

وبحسب "كوين جيكو" للبيانات، فإن القيمة الإجمالية لسوق العملات المشفرة زادت إلى المثلين تقريبًا خلال 12 شهرًا حتى الآن لتسجل رقمًا قياسيًا يقل قليلًا عن 3.8 تريليون دولار.

وفي المقابل، فإن شركة أبل بمفردها تصل قيمتها إلى نحو 3.7 تريليون دولار.

وزادت قيمة بيتكوين بأكثر من الضعف هذا العام، وارتفعت بنحو 45% خلال أربعة أسابيع منذ فوز ترمب الساحق في الانتخابات الذي صاحبه أيضًا انتخاب عدد كبير من المشرعين المؤيدين للعملات المشفرة في الكونغرس.

وبمجرد تحطميها لحاجز المئة ألف دولار في التعاملات الصباحية في آسيا، تجاوزت بيتكوين 103 آلاف دولار وتقدمت أكثر إلى 103335 دولارًا.

وأثنى ترمب على الأصول الرقمية خلال حملته الانتخابية، ووعد بجعل الولايات المتحدة "عاصمة العملات المشفرة على مستوى العالم" وتجميع مخزون وطني من عملة بيتكوين.

وعزا ترمب دعمه للعملات المشفرة إلى أنه إذا لم تتبن الولايات المتحدة تكنولوجيا العملة المشفرة والبيتكوين، فإن الصين ستتبناها، وقال إن واشنطن لا تستطيع السماح لبكين بالهيمنة، وإنه لا يريد أن تكون الصين ناجحة، وفق تعبيره.

وعملة بيتكوين Bitcoin التي أطلقها شخص أو مجموعة تحت الاسم المستعار ساتوشي ناكاموتو، مثلت ثورة في عالم المال والتكنولوجيا منذ عام 2008، وبلغ سعرها في أول يوم إطلاق لها 0.000001 دولار.

وتعتمد بيتكوين على تقنية البلوكشين Blockchain، وهي سجل رقمي غير قابل للتلاعب، يدير المعاملات بشكل لا مركزي، مما يجعلها بعيدة عن السيطرة الحكومية أو تدخل البنوك المركزية حول العالم.

وبتاريخ 31 أكتوبر/ تشرين أول 2008 نشر ساتوشي ناكاموتو الورقة البيضاء للبيتكوين، معلنًا عن رؤيته لإنشاء نظام نقدي إلكتروني يعمل بين الأفراد ويتجاوز أنظمة الرقابة المصرفية العالمية.

وفي 3 يناير 2009، تم تعدين أول كتلة في سلسلة البيتكوين، والتي عُرفت باسم Genesis Block، ما شكل انطلاقة الشبكة، وبعدها بأيام، تم تنفيذ أول معاملة بيتكوين بين ساتوشي ناكاموتو وهال فيني، وهو مبرمج أميركي استلم 10 بيتكوين.

وعام 2010، شهدت البيتكوين أول استخدام فعلي لها عندما دفع أحد المبرمجين 10000 وحدة بيتكوين مقابل شراء قطعتي بيتزا، وهو اليوم الذي يحتفل به مجتمع البيتكوين سنويًا باسم "يوم البيتزا“.

ومع كل صعود لعملة بيتكوين، يبدأ مجتمع العملات المشفرة يحسب قيمة قطعتي البيتزا اللتين اشتراهما المبرمج ويدعى لازلو هانييتش، إذ يبلغ سعرهما وفق قيمة بيتكوين في تعاملات الجمعة، نحو 990 مليون دولار.

بينما في يوليو/ تموز 2010 أعلن رسميًا عن إطلاق أول بورصة بيتكوين (Mt. Gox)، مما فتح الباب لتداول العملة على نطاق أوسع، ليغلق سعر بيتكوين عام 2010 عند مستوى 30 سنتًا.

واعتبارًا من فبراير/ شباط 2011، ارتفعت قيمة البيتكوين إلى دولار واحد لأول مرة، ما جعلها تجذب الأنظار كعملة رقمية ذات قيمة حقيقية.

وأصبحت في العام ذاته، عملة معتمدة على نطاق واسع في الأنشطة غير القانونية على الإنترنت المظلم (Dark Web)، ما أثار الجدل حول طبيعتها المجهولة ودورها في الاقتصاد الرقمي.

واعتبارًا من 2013، تم تنفيذ أول عملية تنصيف البيتكوين Bitcoin Halving، وهي العملية التي تتقلص فيها العوائد التي يتلقاها معدّنو بيتكوين إلى النصف، الأمر الذي يقلل معروضها ويزيد سعرها.

واعتبارا من 2013، بدأت بنوك مركزية في ألمانيا والولايات المتحدة والصين واليابان وعديد الدول الكبرى، تحذر من العملات المشفرة، بصدارة بيتكوين، مشيرة إلى المخاطر المحتملة لتبني هذا النوع من العملات.

لكن في العام ذاته، وبالتحديد اعتبارًا من نوفمبر/ تشرين ثاني تجاوز سعر البيتكوين حاجز 1000 دولار لأول مرة، مما أثار موجة من الحماس في الأسواق العالمية.

بينما في عام 2017، تم تنفيذ التنصيف الثاني للعملة المشفرة، رافق ذلك إنشاء عملة جديدة هي بيتكوين كاش (Bitcoin Cash)، نتيجة خلافات حول كيفية تحسين سرعة الشبكة.

وفي نفس العام، وبالتحديد في ديسمبر/ كانون الأول، وصل سعر البيتكوين إلى أعلى سعر له حتى ذلك الحين، حيث بلغ حوالي 20000 دولار، مدفوعًا بالاهتمام المتزايد من المستثمرين الأفراد.

وفي 2018، ارتفعت وتيرة حرب البنوك المركزية على عملة بيتكوين وبقية العملات المشفرة، وسط عمليات مداهمة نفذتها أجهزة الأمن في العديد من الدول لمزارع تعدين بيتكوين، فيما أعلنت الصين تدريجيًا عن حظر العملة على أراضيها.

أما في 2020، حدث التنصيف الثالث للعملة المشفرة رافق ذلك تراجع معروض العملة المتاح للبيع، وهو نفس العام الذي تجاوزت فيه بيتكوين مرة أخرى حاجز 20 ألف دولار بعد 3 سنوات من التراجعات.

أما عام 2021، فكان حتى ذلك الوقت عام العملات المشفرة وسط زيادة حادة في الطلب بعد اعتمادها عملة متداولة في بلد مثل السلفادور، تبع ذلك إعلان شركة تسلا للسيارات الكهربائية، أنها ستقبل بيتكوين كعملة لشراء مركباتها.

ومع حلول نوفمبر/ تشرين ثاني 2021 وصل سعر وحدة بيتكوين حاجز 69 ألف دولار، وظلت تتذبذب حتى عام 2024، مع زيادة الطلب عليها، والعمل على تنظيم السوق من جانب عديد الدول، ليقفز بسعرها مجددًا قرب 70 ألف دولار.

إلا أن أقوى اعتراف بالعملة، كان في يوليو/ تموز الماضي عندما شارك المرشح الجمهوري في ذلك الوقت للانتخابات الأمريكية دونالد ترمب، مؤتمر معدني بيتكوين، ليعلن أمام الحضور أنه سيدعم العملة ويشرعها في حال فاز بالانتخابات.