الإثنين 25 مارس / مارس 2024

"لإرساء الاستقرار" بالعراق وسوريا.. واشنطن ودول أخرى تخصص ملايين الدولارات

"لإرساء الاستقرار" بالعراق وسوريا.. واشنطن ودول أخرى تخصص ملايين الدولارات

Changed

نافذة على "العربي" حول ارتفاع معدلات الجريمة والعنف في مخيم الهول بسوريا (الصورة: أ ف ب)
جاء إعلان واشنطن والدول الأخرى عن التمويل خلال اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة في الرياض.

تعهّدت الولايات المتحدة الخميس بتخصيص 148 مليون دولار لجهود إرساء الاستقرار في العراق وسوريا، ودعت مع السعودية الدول الغربية إلى استعادة مواطنيها الذين قاتلوا في صفوف تنظيم الدولة وأفراد عائلاتهم المحتجزين في هذين البلدين.

وجاء الإعلان في مستهلّ اجتماع وزاري للتحالف الدولي ضدّ تنظيم الدولة في الرياض الذي تترأسه واشنطن والرياض ويهدف إلى جمع 601 مليون دولار لتمويل صندوق مخصص لإرساء الاستقرار في العراق وسوريا.

حملة لإرساء الاستقرار في العراق وسوريا

وخلال الاجتماع قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن الذي وصل الثلاثاء إلى السعودية في زيارة تستمرّ ثلاثة أيام: "نعلن اليوم عن هدف تمويل حملة لإرساء الاستقرار بقيمة تفوق 601 مليون دولار بقليل - وأعلن أن الولايات المتحدة ستخصص 148,7 مليون دولار لهذا الصندوق".

وأضاف وزير الخارجية الأميركي أن "هذا الدعم سيلبّي الحاجات الأساسية التي أشار إليها السوريون والعراقيون بأنفسهم، ومعالجة نقاط الضعف التي استغلها تنظيم الدولة في السابق".

وتأسس التحالف الدولي بقيادة واشنطن عام 2014، عقب بروز التنظيم في العراق وسوريا المجاورة.

ومنذ إعلان القضاء على تنظيم الدولة في العراق عام 2017، وبسوريا عام 2019 انكفأ التنظيم إلى مناطق ريفية ونائية في كلا البلدين ورغم ذلك، لا يزال عناصره قادرين على شنّ هجمات دموية.

وبحسب تقرير لمجلس الأمن في فبراير/ شباط الماضي، لدى التنظيم "ما بين 5000 إلى 7000 عضو ومؤيد ينتشرون بين العراق" وسوريا، نحو نصفهم من المقاتلين.

دعم بريطاني لسوريا

من جانبها، أعلنت بريطانيا العضو في التحالف الذي يضمّ أكثر من ثمانين دولة، أنها ستقدّم نحو 109 ملايين دولار على مدى السنوات الخمس المقبلة لدعم إرساء الاستقرار والتنمية في العراق وشمال شرق سوريا، وفق بيان لوزارة الخارجية.

ويترافق ذلك مع تخصيص 19,9 مليون دولار في العامين المقبلين، "للحاجات الإنسانية الملحّة" في سوريا.

ويُحتجز عشرات آلاف الأشخاص بينهم أفراد عائلات تنظيم الدولة من أكثر من 60 جنسية، في مخيّمَي الهول وروج

ويضم مخيم الهول في شمال شرق سوريا والذي تديره قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، حوالى 62 ألف شخص، غالبيتهم العظمى عناصر لتنظيم الدولة من الجنسية السورية، وعراقيون مع عائلاتهم، ومن بين هؤلاء، حوالى 10 آلاف "أجنبي" هم فرنسيون وألمان وهولنديون وبلجيكيون محتجزون في ما يسمى الجزء الدولي.

واعتبر وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان أنه "لأمر مخيب للآمال وغير مقبول إطلاقًا" أن بعض الدول الغنية والمتطوّرة لم تستعد مواطنيها بعد.

وتوجّه إلى هذه الدول بالقول "يجب أن تفعلوا شيئًا، يجب أن تتحملوا مسؤوليتكم".

ولطالما طالبت قوات "قسد" الدول المعنية باستعادة رعاياها من أفراد عائلات التنظيم الموجودين خصوصًا في مخيم الهول الذي يشهد عمليات قتل وفوضى وحوادث أمنية.

تقصير في استعادة الدول لمواطنيها

لكن رغم النداءات، لم تستعد غالبية الدول مواطنيها، وقد تسلمت دول قليلة عددًا كبيرًا من مواطنيها، مثل أوزبكستان وكازاخستان وكوسوفو، بينما اكتفت أخرى، خصوصًا الأوروبية، باستعادة عدد محدود من النساء والأطفال.

وأعلنت وزارة الخارجية الفرنسية في يوليو/ تموز الماضي، إعادة 35 قاصرًا و16 والدة كانوا يعيشون في مخيّمات يُحتجز فيها مقاتلون في سوريا منذ سقوط تنظيم "الدولة".

كما أعادت بلجيكا  عام 2022 من مخيم في شمال شرق سوريا، 16 طفلًا وست أمهات هم أفراد عائلات تنظيم الدولة جميعهم بلجيكيون، على متن طائرة تابعة لوزارة الدفاع.

وأشاد بلينكن بالدول التي قامت بهذه الخطوة، داعيًا الدول الأخرى إلى القيام بالمثل.

ومضى يقول: "إن استعادة (الرعايا) هو أمر أساسي لتقليص عدد سكان مخيّمات الاحتجاز مثل مخيم الهول" الذي يؤوي نحو 10 آلاف أجنبي.

وأكد أمام شركاء بلده في التحالف أن "الإخفاق في استعادة المقاتلين الأجانب قد يؤدي بهم إلى حمل السلاح مرة جديدة".

في مارس/ آذار الماضي، نبّهت القيادة الوسطى للجيش الأميركي "سنتكوم" من أن مقاتلي التنظيم المحتجزين في سوريا والعراق هم "جيش حقيقي قيد الاعتقال".

وينظر إلى المخيمات التي يحتجز فيها عوائل وأطفال عناصر تنظيم الدولة على أنها "قنبلة موقوتة" تهدد المنطقة ولا سيما أن خلايا التنظيم تنفذ عمليات لسحب الأطفال منها، مما يخشى من إعادة تجنيدهم من جديدة.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close