تحدث وزير الخارجية التركي مولود تشاووش أوغلو، عن إمكانية استحداث آلية لفتح ممر آمن في البحر الأسود لنقل الحبوب والمنتجات.
وقال تشاووش أوغلو خلال مؤتمر صحافي عقده مع نظيره الروسي اليوم الأربعاء: "نتحدث عن آلية يمكن إنشاؤها بين الأمم المتحدة وروسيا وأوكرانيا وتركيا لاستحداث ممر لنقل الحبوب، وأنقرة ترى أن هذه الآلية قابلة للتطبيق".
وأضاف: "إذا كان هناك منتجات سيستوردها العالم من أوكرانيا وروسيا فيجب علينا تمهيد الطريق لذلك معًا".
كما لفت إلى وجود أجواء إيجابية أكثر مما كانت عليه، قبل أسابيع قليلة للعودة إلى المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا.
وفي ما يخص الملف السوري، قال تشاووش أوغلو: "يجب تطهير سوريا من التنظيمات الإرهابية التي تهدد وحدة أراضيها وأمن تركيا".
وقد تحدد زيارة لافروف إلى تركيا مصير العملية العسكرية التركية في الشمال السوري، مع تصاعد التهديد التركي بشن عملية عسكرية واسعة ضد قوات سوريا الديمقراطية.
ضمان أمن سفن الحبوب
بدوره، أعرب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف الذي وصل مساء أمس إلى أنقرة، عن أمله في حل المشكلات المتعلقة بشحنات الحبوب من موانئ في أوكرانيا، بشرط نزع كييف للألغام في المياه المحيطة بتلك الموانئ.
#مباشر | مؤتمر صحفي لوزير الخارجية التركي ونظيره الروسي https://t.co/lybFEdM17A
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) June 8, 2022
وتابع لافروف قائلًا إن: "العملية العسكرية الخاصة" التي تنفذها روسيا في أوكرانيا تسير وفقًا للمخطط لها، وأن هناك حاجة لاستئناف محادثات السلام، قبل أن يكون هناك أي فرصة لعقد محادثات بين الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ونظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.
وأشار إلى أن موسكو "مستعدة" بالتعاون مع انقرة لضمان أمن السفن المحملة حبوبا التي تبحر من المرافئ الأوكرانية.
وبطلب من الأمم المتحدة اقترحت تركيا مساعدتها لمواكبة هذه القوافل من المرافئ الأوكرانية رغم وجود ألغام رصد بعضها قرب السواحل التركية.
قراءة في زيارة لافروف إلى أنقرة
وفي سياق متصل، أكد الكاتب والمحلل السياسي أوكتاي يلماز على أهمية زيارة لافروف إلى أنقرة، كونها جاءت وسط تطورات على الصعيدين الأوكراني والسوري، لافتًا إلى أن مسألتي الحرب في أوكرانيا وإقامة ممر آمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود والممرات التركية، هما على رأس جدول المحادثات، فضلًا عن الملف السوري ورغبة تركيا في القيام بعملية عسكرية في سوريا، بخاصة في مناطق تقع تحت سيطرة النفوذ الروسي وهي منبج وتل رفعت.
في السياق نفسه، قال يلماز في حديث إلى "العربي" من إسطنبول، إن كلًا من أوكرانيا وتركيا وروسيا وبالتنسيق مع الأمم المتحدة، "قريبة جدًا" من فتح الطريق أمام تصدير الحبوب الأوكرانية.
كما أشار من ناحية ثانية، إلى أن جميع التصريحات والمؤشرات تؤكد قرب بدء عملية تركية جديدة ضد تنظيمات في شمال سوريا، بهدف تأمين حدودها وتطهير المنطقة من هذه المجموعات، في مسعى لتهيئتها لكي تكون منطقة آمنة من أجل عودة اللاجئين السوريين في تركيا إلى بلدهم بعد أن وصل عددهم إلى نحو أربعة ملايين.
وأضاف: "تركيا تتنظر تفهمًا من روسيا بخصوص دوافعها الأمنية، وهو ما تؤكده الأخيرة وإن تختلف معها في سبل تحقيق ذلك".