الأحد 13 أكتوبر / October 2024

"لا أمل للعلم في روسيا".. أكاديميون يحاولون الفرار إلى الغرب

"لا أمل للعلم في روسيا".. أكاديميون يحاولون الفرار إلى الغرب

شارك القصة

تقرير يتطرق إلى القانون الروسي الجديد الذي يمنع معارضة الحرب على أوكرانيا (الصورة: غيتي)
تقوم الأبحاث العلمية على التعاون الأكاديمي مع الزملاء دوليًا، لذلك وبسبب انعكاسات الحرب على أوكرانيا، يشعر العلماء الروس بأن عملهم يسير نحو الزوال.

يلجأ العلماء الروس اليوم إلى الاستعانة بشركاء خارج بلادهم لمساعدتهم على الهرب من التشدد المستمر عقب الهجوم العسكري، لكنهم رغم ذلك يواجهون مستقبلًا غامضًا حتى لو نجحوا في الفرار إلى الغرب.

فقد ذكر تحقيق لـ"الغارديان" في هذا السياق، أن البروفيسور جون دوغان عالم المناخ بجامعة "راسل غروب" بالمملكة المتحدة، أجرى مكالمة عبر تطبيق "زووم" قبل بضعة أسابيع مع شريكين بحثيين روسيين بعد فترة وجيزة من شنّ بلادهم حربًا عنيفة على أوكرانيا. 

فدوغان، الذي عمل مع الأكاديميين لفترة من الوقت، وجدهم عند التحدث معهم "هادئين ومترددين عن غير عادة". ونقل للصحيفة البريطانية شعوره بأنهما "قلقان من أن المكالمة قد تكون مراقبة".

ويأتي ذلك بعدما حذّرت السلطات الروسية مؤخرًا من أن التعبير عن معارضة الهجوم العسكري الذي تصف بالـ"عملية الخاصة" أمر محظور.

لا مستقبل للعلم في روسيا

لكن دوغان يقول إنه في مكالمات لاحقة لاحظ أن صديقَيه أصبحا أكثر جرأة، لكن المفارقة أنهم كشفا واقع العلم والعلماء في بلده عقب العزلة الدولية، حيث فقد العلماء الروس بحسب "الغارديان" الأمل في عملهم في المنزل. 

ويقول إنهم يشعرون أنه "لا يوجد مستقبل للعلم في روسيا"، لذلك يبحثون عن وظائف في الدول الغربية حتى يتمكنوا من الفرار.

وبالنظر إلى أن انتقاد الحرب يمكن أن يؤدي الآن إلى السجن لمدة 15 عامًا في روسيا وفق قانون جديد صادق عليه الكرملين، يصف دوغان جميع الاتصالات مع العلماء الذين يحاول مساعدتهم بأنها "غامضة" بشكل متعمد. لكنه يقول أيضًا إنهم "يشعرون بالخزي لما يحدث باسمهم في أوكرانيا".

في السياق ذاته، يؤكد عدد من الأكاديميين البريطانيين رواية البروفيسور دوغان، شارحين لـ"الغارديان" أن هذا الجو العام لدى العلماء الروس أصبح واقعًا مستجدًا.

ويلجأ العلماء الروس إلى شركاء أكاديميين لهم وأصدقاء في الخارج لمساعدتهم على الهروب من روسيا، لكن الأكاديميين في المملكة المتحدة يقولون إنه حتى أكثر العلماء كفاءة منهم وإن نجحوا في الفرار فقد يواجهون صعوبة في العثور على وظائف في وقت قصير في الجامعات البريطانية، بسبب التوترات السياسية الأخيرة بين البلدين.

العلم ضحية التجاذبات السياسية

ويوم الأحد الماضي، أعلن وزير العلوم البريطاني جورج فريمان، أن المملكة المتحدة ستحذو حذو الدول الأوروبية الأخرى في قطع الجزء الأكبر من علاقاتها البحثية مع روسيا وإيقاف تمويل أي بحث له صلات بروسيا و"المؤسسات المتعاونة معها".

بدورها، منعت الحكومة الروسية الأسبوع الماضي علماءها من المشاركة في المؤتمرات الدولية أو نشر الأبحاث في المجلات الدولية.

ويقول العلماء الروس إن هناك بعض الشهية لتجاهل هذا القرار، لكن رغم ذلك هناك تقارير تفيد بأنهم ممنوعون من النشر في الخارج على أية حال، لأن بعض الأكاديميين الغربيين يرفضون مراجعة الأوراق البحثية التي تحمل أسماء روسية.

وطالما كان العلم قائما على مسعى وتعاون عالمي مع الزملاء في جميع أنحاء العالم، لذلك وبسبب الأوضاع والقرارات الراهنة يشعر عدد كبير من الباحثين الروس الآن أن عملهم، المعتمد على التعاون الدولي، يسير نحو الزوال.

العلماء "ينتفضون" بوجه السلطة

مع ذلك، ورغم التهديد الكبير، وقع آلاف الأكاديميين في روسيا رسائل مفتوحة تدين الحرب على أوكرانيا الأمر الذي استدعى ردًا رسميًا، حيث صنّفت وزارة العدل الروسية يوم الجمعة الماضي صحيفة العلوم الروسية الشهيرة "ترويتسكي فاريانت" على أنها "عميل أجنبي".

وكانت الصحيفة العلمية قد نشرت رسالة تحمل تواقيع علماء وصحافيين علميين، تندد بالهجوم العسكري الروسي على أوكرانيا، ووقع عليها حوالي 8000 شخص. كما تم الآن حجب موقع الصحيفة في روسيا.

تابع القراءة
المصادر:
العربي - ترجمات
Close