الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

لا تسويات محلية أو دولية.. هل ينتخب لبنان رئيسًا جديدًا الخميس؟

لا تسويات محلية أو دولية.. هل ينتخب لبنان رئيسًا جديدًا الخميس؟

Changed

نافذة ضمن "الأخيرة" تناقش دعوة رئيس البرلمان إلى جلسة لانتخاب رئيس جديد للجمهورية الخميس المقبل (الصورة: غيتي)
ستشكّل جلسة الخميس امتحانًا لكل القوى السياسية في مدى التزامها بالمواقف التي تتبناها بشأن وجوب عقد جلسة لانتخاب الرئيس، وإن كان التوافق لم يتمّ بعد.

قبل نحو شهر من انتهاء ولاية الرئيس اللبناني ميشال عون، دعا رئيس البرلمان نبيه بري إلى جلسة برلمانية لانتخاب رئيس جديد للجمهورية يوم الخميس المقبل.

وجاءت هذه الدعوة بعد ساعات من إقرار الموازنة العامة لعام 2022 واستباقًا لتحول مجلس النواب إلى هيئة ناخبة تفقد حقها في التشريع، لحظة انطلاق جلسات انتخاب الرئيس.

وفيما يتوقع كثيرون أن تفقد الجلسة نصابها في ظلّ غياب التسويات المحلية والإقليمية والدولية لانتخاب رئيس جديد، تُطرَح علامات استفهام بالجملة عن دلالات هذه الدعوة ورمزيتها.

فهل تكون جلسة "شكلية" يتفادى من خلالها رئيس المجلس النيابي "الإحراج" لجهة انقضاء الشهر الأول من المهلة الدستورية من دون الدعوة لأيّ جلسة، أم أنّ الأهداف منها تتجاوز مثل هذا الاعتبار؟

رسالة سياسية إلى من يعنيهم الأمر

بحسب مراسلة "العربي" في بيروت، فإنّ خطوة رئيس البرلمان لم تكن متوقعة، وهي تشكّل رسالة سياسية إلى من يعنيهم الأمر في لبنان.

وستشكّل الجلسة امتحانًا لكل القوى السياسية في مدى التزامها بالمواقف التي تتبناها بشأن وجوب عقد جلسة للانتخاب، وإن كان التوافق حول الشخص لم يتمّ بعد.

وتشير مراسلتنا إلى أنّ خطوة رئيس المجلس جاءت أيضًا لتبدّد كل الأجواء الإيجابية التي صاحبت الحديث عن ولادة وشيكة للحكومة، ولتُظهِر الخلاف بين عون ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي، وإن كان الدفع نحو التأليف سيُستكمَل.

كيف تفسّر دعوة بري لجلسة انتخاب الرئيس؟

يعتبر الصحافي والكاتب السياسي جوني منيّر أنّ خطوة رئيس البرلمان نبيه بري جاءت مفاجئة للوسط السياسي، مشيرًا إلى أن هناك عدّة تفسيرات لذلك.

من هذه التفسيرات، بحسب منيّر، تفسير دستوري ينطلق من أنه في حال لم يقم رئيس المجلس النيابي بالدعوة لجلسة الانتخاب خلال الشهر الأول من المهلة الدستورية، فإنه يفقد حق المبادرة بالدعوة في الشهر الثاني.

ويتحدث عن تفسيرات أخرى، منها ما هو مرتبط بالكشف عن أوراق جميع الفرقاء، لأنّ الجميع يدرك أنّ هذه الجلسة لن تؤدي إلى انتخاب رئيس للجمهورية، باعتبار أنّ المناخات لم تنضج بعد، كما أن الخارطة لم تفرز على مستوى الكتل النيابية.

ويرى منيّر انطلاقًا من ذلك، أنّ بري يريد بذلك أن يكشف أوراق الجميع، كما أنه يريد أن يزيل عنه حرج عدم دعوته حتى الآن إلى جلسة انتخاب رئيس الجمهورية، في ضوء المواقف الدولية خصوصًا التي تدعو إلى انتخاب الرئيس في الوقت المحدّد.

نصاب الجلسة قد يؤمَّن.. ولكن

ولا ينكر الكاتب والصحافي اللبناني وجود علاقة بين دعوة بري وأزمة تأليف الحكومة، مشيرًا إلى أنّ هناك من يفسّر خطوته بأنه يسعى لنقل الحَرَج الموجود حول هذه الأزمة.

ويلفت إلى أنّ هذه الأزمة اشتعلت مجدّدًا خلال الساعات الماضية، متحدّثًا في هذا السياق عن "علاقة تحالفية غير مرئية" بين رئيس البرلمان ورئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي.

وفي مطلق الأحوال، يعرب منيّر عن اعتقاده بأنّ القوى السياسية ستؤمّن نصاب جلسة انتخاب الرئيس، لأنّه لا أحد لديه المصلحة في أن يعطّل النصاب، وبالتالي فإنّ الجميع سيحضر.

لكنّه يلفت إلى أنّ حضور الجميع في هذه الحال سيكون مرتبطًا بإدراكهم بأنّه ليس هناك من مرشح قادر على أن يحظى بأغلبية الثلثين ليصبح رئيسًا للجمهورية.

ويخلص استنادًا إلى ما تقدّم، إلى أنّ جلسة الخميس قد تكون "شكلية" لناحية عدم انتخاب رئيس جديد، لكنّها ليست شكلية لناحية تبيان حقيقة المواقف الجدية لمختلف الكتل النيابية.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close