الإثنين 15 أبريل / أبريل 2024

"لا يميز بين البشر".. تقرير صادم لمنظمة الصحة عن نسبة العقم في العالم

"لا يميز بين البشر".. تقرير صادم لمنظمة الصحة عن نسبة العقم في العالم

Changed

الاختصاصي في أمراض النساء والتوليد الطبيب رامي كيلاني يتحدث عبر "العربي" عن الخصوبة وعلاقتها عمر الرجل (الصورة: غيتي)
العقم هو مرض يصيب الجهاز التناسلي للذكر أو الأنثى ويُحدَّد بعدم القدرة على الوصول إلى نتيجة الحمل بعد 12 شهرًا أو أكثر.

في تقرير جديد لها، كشفت منظمة الصحة العالمية، اليوم الثلاثاء، بأنّ شخصًا من كل ستة أشخاص في العالم مصاب بالعقم، مما يؤكد الحاجة الملحة لتوسيع نطاق إتاحة العلاجات اللازمة بتكلفة معقولة ونوعية جيدة.

وأوضح المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسييوس، أنّ "شخصًا من كل ستة أشخاص في العالم يعجز عن إنجاب طفل خلال مرحلة من حياته، بغض النظر عن المنطقة التي يقطنها أو الموارد المُتاحة له".

وأكد أنّ هذا الوضع يمثل "مشكلة صحية كبيرة" تطال 17,8% من السكان البالغين في الدول الغنية و16,5% من سكان البلدان ذات المداخيل المنخفضة أو المتوسطة.

والعقم هو مرض يصيب الجهاز التناسلي للذكر أو الأنثى، ويُحدَّد بعدم القدرة على الوصول إلى نتيجة الحمل بعد 12 شهرًا أو أكثر من الجماع المنتظم من دون استخدام وسائل منع الحمل.

ويمكن أن يسبب العقم ضغوطًا نفسية ونبذًا وأزمات مالية للمصابين به.

العقم لا يميّز بين البشر

وبحسب غيبريسييوس فإنّ التقرير هو الأول من نوعه الذي يصدر منذ عشر سنوات، لافتًا إلى أنه كشف عن واقع مهم يتمثل في أنّ العقم لا يميّز بين البشر.

ولم يشر التقرير إلى الأسباب الطبية أو البيئية الكامنة وراء العقم، أو كيف تطوّرت هذه المشكلة الصحية بمرور الزمن، إلا أنّه وفّر فكرة أولية عن مدى انتشاره من خلال تحليل مجموع الدراسات التي تناولته بين عامي 1990 و2021.

وأظهر التقرير أنّ "العقم يؤثر على قسم كبير من سكان العالم" لأنّ هذه المشكلة الصحية تطال 17,5% من البالغين في العالم أجمع.

وأكد غيبريسييوس أنّ "العقم يؤثر على ملايين الأشخاص"، لكن رغم ذلك، "لم تتناوله دراسات كافية، فيما تواجه العلاجات اللازمة له نقصًا في التمويل وهي غير مُتاحة لكثيرين بسبب تكاليفها المرتفعة والوصمة الاجتماعية المرتبطة بالمشكلة، وعدم توافرها بصورة كافية".

كما أن النسبة الكبيرة من المتأثرين بالعقم تُظهر الحاجة إلى توسيع نطاق إتاحة الرعاية الخاصة بالخصوبة، وضمان عدم تهميش هذه المسألة في الأبحاث والسياسات الصحية، حتى تصبح العلاجات الفعّالة وذات التكلفة المقبولة مُتاحة لمن يرغب في التخلّص من هذه المشكلة، وفق غيبريسييوس.

ضغط اجتماعي كبير

من جهتها، ذكرت مديرة قسم الصحة الجنسية والإنجابية في منظمة الصحة العالمية باسكال ألوتي، خلال عرض التقرير أمام الصحافيين، أن "الحمل عادة ما يكون مصحوبًا بضغط اجتماعي كبير"، مضيفةً أن "إنجاب الأطفال لا يزال في بعض الدول عملية ضرورية مرتبطة بنظرة المجتمع إلى الأنوثة وإلى الزواج. وغالبًا ما يمثل الفشل في الإنجاب وصمة اجتماعية".

ولفتت ألوتي إلى أنّ "الأشخاص الذين يواجهون مشكلة العقم غالبًا ما يعانون قلقًا واكتئابًا"، مشيرةً إلى وجود "خطر متزايد للعنف المنزلي المرتبط بالعقم".

ودعت منظمة الصحة العالمية البلدان إلى تطوير وسائل الوقاية من العقم وتشخيصه وعلاجاته التي تتضمّن تقنيات إنجابية مُساعِدة كالتلقيح الاصطناعي.

وطالب الطبيب جيتو مبورو من منظمة الصحة العالمية، بضمان كسر حاجز الصمت بشأن العقم، من خلال التأكّد من أنّه ضُمّن في السياسات والخدمات الجنسية والإنجابية والتمويل المرتبط بهما.

وفي حين عرض التقرير بيانات تؤكد "الانتشار المرتفع للعقم في العالم"، سلط الضوء كذلك على نقص البيانات في بلدان عدة، بينها دول إفريقية وبلدان من شرق البحر الأبيض المتوسط وجنوب شرق آسيا.

ودعا الدول إلى ضمان توافر كمية أكبر من البيانات المتعلقة بالعقم والمصنفة استنادًا إلى العمر والأسباب، للمساعدة في تحديد حجم المشكلة وإدراك الأشخاص الذين يحتاجون إلى معالجة الخصوبة، وكيف يمكن تقليص المخاطر الناجمة عن العقم.

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close