حذر باحثون في مجال الصحة من مادة مُثبطة للغدد الصماء، تُستخدم في الإيصالات الورقية، مؤكدين أن جلد الإنسان يمتص هذه المادة الكيميائية بشكل سريع.
وفي بيان صادر بتاريخ 14 أبريل/ نيسان، أعلن مركز الصحة البيئية "CEH" في الولايات المتحدة عن مخالفة لـ32 متجر تجزئة، لاستخدامه مستويات عالية من مادة بيسفينول إس (BPS) في إيصالاتهم.
وشرح المركز أن مادة بيسفينول إس (BPS) "مادة كيميائية أقل شهرة، ولكنها أكثر ضررًا من مادة BPA الموجودة في ورق الإيصالات"، محذرًا من أنها "تسبب خللًا في الهرمونات".
احذروا حمل الإيصالات الورقية لـ10 ثوان
وقال المركز في البيان: "مادة BPS، مثل [بيسفينول أ]... تحاكي هرمون الإستروجين، وقد تُسبب خللًا في وظائف الجسم الطبيعية، بما في ذلك التمثيل الغذائي والنمو والتطور والتكاثر".
وأضاف: "تُظهر الدراسات أن مادة BPS يمكن امتصاصها عبر الجلد عند التعامل مع ورق الإيصالات، حتى لفترات قصيرة".
من جهته، قال ميهير فوهرا، رئيس قسم العلوم في مركز "CEH": إن لمس إيصال واحد فقط ملوث بـBPS لمدة 10 ثوانٍ يتجاوز الحدّ الآمن للتعرّض، مما يستدعي تحذيرات واضحة للمستهلكين".
بدوره، أشار مركز الصحة البيئية إلى تحرك لرفع دعوى قضائية ضد المخالفين ما لم يوافقوا على "تقديم تحذيرات واضحة ومعقولة" للمستهلكين، أو "إعادة تصنيع هذه المنتجات لتجنب مخاطر التعرض لـ BPS"، كما سيتعين على تجار التجزئة دفع "غرامة مناسبة".
ونصح المركز المستهلكين برفض الإيصالات الورقية قدر الإمكان.

وفي سياق متصل، قالت شاكورا عظيمي-جايلون، المديرة الأولى لمركز CEH: "ينبغي على عمال المتاجر الذين يتعاملون مع الإيصالات ارتداء القفازات إن أمكن، أو تجنب استخدام منظفات الأيدي الكحولية قبل التعامل مع الإيصال، لأنها قد تزيد بشكل كبير من امتصاص مادة BPS".
وأضافت: "تُصنع الإيصالات من ورق حراري، ولا ينبغي إعادة تدويرها لاحتوائها على مواد بيسفينول مثل BPA وBPS، والتي قد تلوث مجرى إعادة التدوير وتشكل مخاطر صحية وبيئية".
من جهته، أشار الدكتور مارك سيجل، كبير المحللين الطبيين في قناة "فوكس نيوز"، إلى أن الإيصالات الرقمية أصبحت أكثر انتشارًا من أي وقت مضى.
وقال الخبير الطبي لـ"فوكس نيوز ديجيتال": "نحن نتجه بالتأكيد نحو الإيصالات الرقمية على أي حال".
ولفت سيجل أيضًا إلى أن العديد من الأميركيين يتعرضون لمادة بيسفينول أ (BPA) دون أن يلاحظوا ذلك - على سبيل المثال، يمكن العثور عليها عادةً على أغلفة الهواتف الذكية، باستثناء أجهزة آيفون.
وشدد الطبيب على ضرورة إجراء المزيد من الأبحاث بشأن تأثير "المواد الكيميائية الدائمة" مثل BPS.
وحذّر سيجل قائلًا: "المواد الكيميائية الدائمة منتشرة في كل مكان، وهناك قلق بشأن الخصوبة"، مشددًا على وجوب بذل جهود أكبر لتوثيقها والحد من التعرض لها".
وعام 2021، وجد باحثون ألمان أن هذا المركب الكيميائي قد يُلحق "ضررًا بالغًا" بأدمغة البشر بعد دراسة آثاره على الخلايا العصبية للسمكة الذهبية "goldfish".