الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

لبحث الملف السوري والحبوب الأوكرانية.. بوتين وأردوغان في طهران

لبحث الملف السوري والحبوب الأوكرانية.. بوتين وأردوغان في طهران

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول القمة الثلاثية التي تستضيفها طهران والتي تبحث الملف السوري وتصدير الحبوب الأوكرانية (الصورة: الأناضول)
تستضيف طهران قمة ثلاثية تركز على ملف النزاع في سوريا تجمع الرئيس الإيراني بنظيريه الروسي والتركي اللذين سيعقدان لقاء ثنائيًا يرتبط بتداعيات الحرب في أوكرانيا.

تستضيف طهران الثلاثاء قمة ثلاثية تركّز على ملف النزاع في سوريا تجمع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي بنظيريه الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب أردوغان اللذين سيعقدان بدورهما لقاء ثنائيًا يرتبط بتداعيات هجوم موسكو على أوكرانيا.

وفي أول زيارة له خارج الاتحاد السوفيتي السابق منذ الهجوم على أوكرانيا، يصل الرئيس الروسي اليوم الثلاثاء إلى طهران، لعقد قمة مع نظيريه الإيراني والتركي بخصوص الصراع السوري، وفقًا للتلفزيون الرسمي الإيراني.

وكان الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، قد استقبل في وقت سابق اليوم الثلاثاء، نظيره التركي رجب طيب أردوغان، بمراسم رسمية في العاصمة طهران.

ويستضيف رئيسي أردوغان وبوتين في أول لقاء ثلاثي على مستوى الرؤساء منذ عام 2019 ضمن إطار "عملية أستانا للسلام" الرامية لإنهاء النزاع السوري المندلع منذ قمع النظام للثورة الشعبية ضدّه عام 2011 وتحويلها إلى حرب دموية.

وأدت كل من روسيا وإيران وتركيا دورًا محوريًا في النزاع السوري منذ اندلاعه. وقاد دعم موسكو وطهران لرئيس النظام السوري بشار الأسد إلى تغيير المعادلة على الأرض لصالح قواته، بينما دعمت تركيا فصائل معارضة له.

وأكد الكرملين لدى الإعلان عن القمة هذا الشهر أنها ستخصص لملف سوريا.

"عملية عسكرية تركية"

ويلوّح أردوغان منذ شهرين بشنّ عملية عسكرية ضد مناطق تسيطر عليها قوات سوريا الديمقراطية التي يشكل المقاتلون الأكراد عمودها الفقري، تنطلق من الحدود التركية وتمتد إلى منطقتي منبج وتل رفعت في ريف محافظة حلب في شمال سوريا. وتسيطر تركيا وفصائل سورية موالية لها منذ 2016 على مناطق حدودية متاخمة في الشمال.

وتخشى أنقرة وجودًا قويًا لأكراد سوريا عند حدودها، ما قد يعزّز موقع حزب العمال الكردستاني المتمرد داخلها والذي تصنفه منظمة إرهابية.

والإثنين، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان: "بطبيعة الحال، في الوضع الدقيق الحالي، أحد المواضيع على جدول أعمال الاجتماع هو أنه عوضًا عن اللجوء إلى الحرب والتسبب بموجة جديدة من اللاجئين السوريين، يمكننا المساعدة في حل المشكلة من خلال الوسائل السياسية".

وأضاف: "خلال زيارتي أنقرة وسوريا، حملت رسالة الرئيس الإيراني بشأن قدرتنا على التعامل مع الأزمة الأمنية بين سوريا وتركيا". واعتبر أنه في قمة الثلاثاء "يمكننا تحقيق الهدف المهم من عملية أستانا، وهو خفض التوترات في مناطق النزاع بسوريا".

"تصدير الحبوب الأوكرانية"

كذلك، يعقد بوتين وأردوغان لقاء في طهران سيكون الأول بينهما منذ بدء الهجوم الروسي لأوكرانيا، يتخلله بحث آليات تصدير الحبوب الأوكرانية العالقة في الموانئ بسبب الهجوم، خشية من أزمة غذائية عالمية.

وقال المستشار الدبلوماسي للكرملين يوري أوشاكوف الإثنين: "أولًا، نحن مستعدون لمواصلة العمل في هذا الاتجاه، ثانيًا، سيتمّ البحث في هذه المسألة بين الرئيسين".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية الجمعة أن "وثيقة نهائية" ستكون جاهزة قريبًا للسماح بتصدير الحبوب من أوكرانيا، في أعقاب مباحثات بهذا الشأن استضافتها تركيا.

واستضافت إسطنبول الأربعاء مباحثات بين موسكو وكييف لكسر الجمود في تصدير الحبوب من أوكرانيا الذي تسبب بارتفاع أسعار المواد الغذائية عالميًا، لا سيما في ظل ارتفاع أسعار الطاقة بسبب العقوبات التي فرضها الغرب على روسيا ردًا على الهجوم.

تعزيز العلاقات مع إيران

وأدى شبح ظهور تكتل عربي إسرائيلي تدعمه الولايات المتحدة، من شأنه أن يحول ميزان القوى في الشرق الأوسط أبعد عن إيران، إلى تسريع جهود حكامها لتعزيز العلاقات الإستراتيجية مع الكرملين.

وفي رسالة واضحة إلى الغرب مفادها أن روسيا ستسعى إلى تعزيز العلاقات مع إيران المناهضة للغرب، سيلتقي بوتين بأقوى سلطة في الجمهورية الإسلامية، المرشد الأعلى علي خامنئي، بعد أيام قليلة من زيارة الرئيس الأميركي جو بايدن لإسرائيل والمملكة العربية السعودية.

وتُرَاقب زيارة بوتين لطهران عن كثب، إذ أعاد الهجوم الروسي على أوكرانيا تشكيل سوق النفط العالمية كما حذرت واشنطن من خطة طهران لتزويد روسيا بما يصل إلى عدة مئات من الطائرات المسيرة. وتنفي طهران بيع طائرات مسيرة لموسكو لاستخدامها في أوكرانيا.

تنازلات لإحياء الاتفاق النووي

وبعد أن شجعتها أسعار النفط المرتفعة بسبب حرب أوكرانيا، تراهن طهران على أنها قد تضغط بدعم من موسكو على واشنطن لتقديم تنازلات من أجل إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015.

وبموجب الاتفاق، قلصت طهران أنشطتها النووية الحساسة مقابل رفع العقوبات الدولية.

لكن الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب انسحب من الاتفاقية عام 2018 وأعاد فرض عقوبات شديدة على إيران. وبعدها بعام، بدأت طهران في انتهاك قيود الاتفاق النووي.

وتعثرت المحادثات غير المباشرة التي استمرت نحو عام بين طهران وواشنطن في فيينا في مارس/ آذار، مع تشكيك إيران في عزم الولايات المتحدة على استئناف العمل بالاتفاق، في حين دعت واشنطن بدورها طهران للتخلي عن مطالبها الإضافية.

لكن موسكو وطهران، وكلاهما يخضعان للعقوبات الأميركية، بينهما مصالح متداخلة، فلطالما اعتمدت إيران، التي يعاني قطاعها النفطي منذ سنوات في ظل العقوبات الأميركية، على مشتريات النفط الصينية لإبقاء الاقتصاد قائمًا. ومنذ اندلاع حرب أوكرانيا، استحوذت موسكو على سوق النفط الإيراني في آسيا.

وفي مايو/ أيار أفادت وكالة "رويترز" أن صادرات إيران من النفط الخام إلى الصين تراجعت بشكل حاد إذ فضلت بكين النفط الروسي ذي الخصومات الكبيرة، تاركة ما يقرب من 40 مليون برميل من النفط الإيراني مخزنة على ناقلات في البحر في آسيا وتبحث عن مشترين.

وكان البيت الأبيض كشف قبل فترة قصيرة عن أن روسيا تعتزم الحصول على طائرات مسيّرة إيرانية لاستخدامها في أوكرانيا. ورفض الكرملين التعليق على ذلك، بينما اعتبر وزير الخارجية الإيراني أن "لا أساس" لهذه المزاعم.

وفي حديث سابق لـ"العربي"، أوضح الصحافي فراس رضوان أوغلو أن هذه القمة مختلفة عن سابقتها بسبب الحرب الروسية الأوكرانية، وما تبعها من تداعيات، حيث سيتم مناقشة أزمة تصدير الحبوب الأوكرانية، والملف السوري في ظل اختلاف الرؤى بين الأطراف المعنية، بالإضافة إلى النقاش الثنائي بين تركيا وإيران بشأن ملفات متعددة من بينها دول الخليج والعراق وأذربيجان وأرمينيا.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close