الإثنين 25 مارس / مارس 2024

لبنانيون يتسللون للانضمام إلى تنظيمات مسلحة في العراق.. ما الأسباب؟

لبنانيون يتسللون للانضمام إلى تنظيمات مسلحة في العراق.. ما الأسباب؟

Changed

يفتح "العربي" قضية تسلل عشرات اللبنانيين عبر سوريا للانضمام إلى تنظيمات مسلحة في العراق (الصورة: تويتر)
تنشط عمليات تهريب شبان من شمال لبنان إلى العراق بهدف الانضمام إلى تنظيمات مسلحة، الأمر الذي يطرح علامات استفهام حول عودة نشاط تنظيم "الدولة" في المنطقة.

تعود عمليات تهريب الأشخاص عبر الحدود اللبنانية السورية إلى الواجهة من جديد عبر نشاط غير مسبوق لعمليات تهريب شبان من شمال لبنان إلى العراق عبر الأراضي السورية بهدف الانضمام إلى تنظيمات مسلحة، وذلك من خلال معابر غير نظامية.

وفي منطقة وادي خالد شمالي لبنان، تنتشر معابر شرعية وغير شرعية على مسافة 25 كيلومترًا، حيث يرهن الدخول إلى البلدة والخروج منها بموافقة من الجيش اللبناني، وتبدو سوريا من خلال هذه المنطقة على مرمى حجر.

ويؤكد سكان المنطقة أنه من المستحيل ضبط الحدود في تلك المنطقة بسبب تداخل الأراضي، التي تحوّلت فيها كل نقطة إلى معبر.

وتعد الحدود مفتوحة على كل أشكال الأحداث الأمنية في منطقة وادي خالد، فغالبًا ما يسمع السكان أصوات رشقات نارية ليلًا، فيما تخرق عناصر الفرقة الرابعة التابعة لجيش النظام السوري وبشكل متكرر الحدود بين الجانبين وتصل إلى تخوم منازل أهالي وادي خالد.

وفي الأسابيع والأشهر الماضية، غادر العشرات من اللبنانيين من منطقة طرابلس الشمالية ليتواصلوا مع عائلاتهم بعد أيام من اختفائهم المفاجئ معلنين انضمامهم إلى صفوف المقاتلين في تنظيم "الدولة" في العراق.

فقر ولد التشدد

بينما ساهمت عوامل عدة في مغادرة أكثر من 30 شابًا، منها المغريات المالية والتهديدات الأمنية، ولعّل سهولة مرورهم من لبنان إلى سوريا فالعراق جعل الأبواب مشرعة أمام انضمامهم إلى التنظيمات المسلحة.

ومن صيدا يتحدث الكاتب والباحث السياسي فادي شامية لـ"العربي"، عن ظاهرة عبور اللبنانيين ولا سيما من طرابلس إلى الأراضي السورية ثم العراق عبر المعابر غير النظامية، مشيرًا إلى أن هذه المنطقة هي الأفقر على ساحل البحر المتوسط وتضم كثافة سكانية كبيرة وتفتقر للإنماء فضلًا عن غياب فرص عمل حقيقية للشباب.

ويردف: "بسبب هذا الواقع قد ينحرف بعض هؤلاء الشباب بسبب البطالة والوضع الاجتماعي نحو التشدد والمجموعات الإرهابية التي قد تستحوذ عليهم ولا سيما وأن بعضهم ملاحق أمنيًا ويسعى للهروب".

ويلفت شامية في هذا الخصوص، إلى أن عددًا كبيرًا من الشبان في المنطقة التحقوا بالثورة السورية أو تعاطفوا معها من دون حمل السلاح، إلا أن بعض المسؤولين اتهموهم بالإرهاب وأصدرت المحكمة العسكرية بحقهم أحكامًا متشددة ما يجعلهم عرضة لملاحقات كثيرة.

تضييق أمني 

وأضاف شامية لـ"العربي": "هناك ما يسمى بوثائق الاتصال في لبنان يمكن بموجبها اعتبار أي شخص ملاحقًا بناء على معلومات مخبر، حيث وجدت أكثر من 10 آلاف وثيقة معظمها في شمال البلاد".

لذلك يدفع هذا الواقع بعدد كبير من الشبان للشعور بأنهم مطاردون في بلدهم بحسب الباحث السياسي، الأمر الذي قد يوجههم إلى البحث عن جهات أخرى تمثل لهم نموذج قوة أو تغريهم بمبالغ مالية، بالإضافة إلى الشحن الطائفي.

أما عن الدلالة بأن هذه الظاهرة تشير إلى التنظيم يعيد هيكلة نفسه في المنطقة، فلم يستبعد شامية هذا الأمر، ويقول إنه بالنسبة إليه تنظيم "الدولة" فإن "لبنان ليس ساحة جهاد بل ساحة نصرة وبالتالي يقوم باستيراد الشباب من البلد ولا يعتمد عليهم للقيام بعمليات في الداخل".

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close