بات للهجرة في لبنان فنّ يعكس واقعها ومأساتها، ويجسّد الرحيل بكل تجلياته، ويحمل معه آمال العودة يومًا ما، وهو فن يراد له بحسب القائمين عليه أن يكون صوتًا لهم في الظروف التي يواجهها لبنان اليوم.
من هذا المنطلق، جسّدت الرسامة والنحاتة اللبنانية، ساندرا صهيون في أعمالها الفنية "جذور وأجنحة"، أزمة هجرة الشباب اللبناني بسبب الأزمة الاقتصادية التي تعصف بالبلاد.
وتسمح صهيون للزائرين في منحوتاتها بالتجول داخل رأسها، ولا سيما أنها ستختبر لأول مرة شعور هجرة أحد أبنائها في العام المقبل، كما تكشف في تصريح خاص لـ"العربي".
وتحضر جدلية جذور الوطن وأجنحة المغتربين، في جميع زوايا المعرض الذي اختير موقعه بعناية على سفح أحد الجبال.
هجرة العقول
من جهته، يؤكد أستاذ علم الاجتماع في الجامعة اللبنانية، د. عبد الله السيد، أن عدد المهاجرين اللبنانيين منذ عام 2018 وحتى 2021 بلغ نحو 200 ألف، مشيرًا إلى أنّ الهجرة اللبنانية قديمة وقد بدأت إلى منذ أكثر من 150 سنة، إذ عادةً ما يتوجه اللبنانيون إلى البرازيل وأوروبا وإفريقيا والخليج العربي.
ويشير السيد في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أن الهجرة أثرت على وجود الطبقات الاجتماعية في لبنان التي لم تعد موجودة، ولا سيما أن المجتمع السليم تهيمن عليه الطبقة الوسطى.
لكن في لبنان، فإن الطبقة الغنية تشكّل نحو 10% من المجتمع، أما غالبية الناس فباتوا ينتمون إلى الطبقة الفقيرة أو أصبحوا تحت خط الفقر، وقد اندثرت الطبقة المتوسطة، مشددًا على أن مشكلة البلاد باتت في أن معظم المهاجرين منه هم من فئة الشباب.
ويلفت إلى أن لبنان أصبح "فارغًا من العقول الكفاءات والمهارات والخبرات"، خاصة الأطباء والمهندسين والممرضين، مع انعدام أبسط مقومات الحياة من ماء وكهرباء وغيرها.