أعلنت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) اليوم الثلاثاء أن المناطق الساحلية الغربية لليمن على شفا كارثة بسبب سوء التغذية.
وقال بيتر هوكينز من المنظمة لصحافيين في جنيف عبر الفيديو في صنعاء: "لقد شهدنا أرقامًا بنسبة 33% من سوء التغذية الحاد والشديد في بعض المناطق. خاصة في الساحل الغربي، في الحديدة الوضع على شفا الكارثة... حيث سيموت الآلاف".
وأدى انخفاض المساعدات من مانحين منهم الولايات المتحدة إلى جانب التراجع الحاد في القدرة على توزيع الغذاء في 2024 إلى تفاقم الوضع الحرج في بعض المناطق.
وأوضحت المنظمة أن واحدًا من كل طفلين دون سن الخامسة في اليمن يعاني من سوء التغذية، وذلك بالإضافة إلى 1.4 مليون من السيدات الحوامل والمرضعات.
"كارثة من صنع الإنسان"
وقال هوكينز: "ليست تلك الكارثة طبيعية، بل من صنع الإنسان. فالصراع المستمر منذ أكثر من عشر سنوات دمر الاقتصاد والرعاية الصحية والبنية التحتية في اليمن. ويعتمد أكثر من نصف السكان على المساعدات الإنسانية".
وفي وقت سابق من الشهر الجاري حذرت منظمة أطباء بلا حدود من أن سوء التغذية يتزايد في اليمن والاحتياجات تتجاوز القدرة الحالية على تقديم الرعاية الطبية. وناشدت المنظمة تقديم المزيد من الدعم بعد انخفاض التمويل الإنساني للبلاد.
ووجهت اليونيسف استغاثة للحصول على 157 مليون دولار إضافية خلال العام الحالي، وتقول إن استغاثتها الحالية تلقت 25% فقط من التمويل المطلوب.
وأوقف الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد توليه منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني برامج الوكالة الأميركية للتنمية 90 يومًا، بينما تجري إدارته مراجعة لمدى توافقها مع سياسة "أميركا أولًا".
وهدد قرار تعليق المساعدات الخارجية المقدمة عبر الوكالة الأميركية للتنمية الدولية USAID، بشكل كبير حياة الملايين في اليمن، كما يزيد من تفاقم الأزمة الإنسانية في بلد يصنف كأحد أفقر البلدان العربية، وفق ما أكد مسؤولون في مجال الإغاثة وسلطات حكومية في البلد العربي.
ويعمل برنامج الأغذية العالمي منذ 2015 على تقديم المساعدات لليمن، لمنع وقوع مجاعة اعتمادًا على المساعدات التي يتلقاها البرنامج التابع للأمم المتحدة من المؤسسات، والدول التي تأتي في مقدمتها الولايات المتحدة.
وتقول الأمم المتحدة: إن أكثر من 80% من سكان اليمن يحتاجون إلى مساعدات، ويقف ملايين على شفا مجاعة واسعة النطاق، فيما يقول برنامج الأغذية العالمي إنه قدم المساعدة إلى 15.3 ملايين شخص أو 47% من السكان في اليمن البالغ عددهم 35.6 مليون نسمة في عام 2023.