أعلن باحثون إيطاليون أنّهم تمكّنوا من فكّ شيفرة سلق البيضة المثالية، التي تحتوي على صفار مخملي مع بياض ناعم وصلب.
ويُمكن أن يُشكّل تحقيق هذا التوازن تحديًا، لأنّ الصفار يُطهى عند درجة حرارة أقلّ من البياض. كما يُمكن أن يُؤدي غلي البيضة بقوة إلى إنتاج صفار طباشيري، في حين أنّ الطهي على نار هادئة وبطيئة يُمكن أن ينتج بياضًا يُشبه الهلام وغير مطبوخ جيدًا.
ولذلك قام الباحثون بطهي مئات البيض واستخدموا الرياضيات لحلّ هذه المعضلة، وعرضوا نتائجهم في دراسة علمية نشرتها مجلة "هندسة الاتصالات".
وتناولت إحدى المعادلات كيفية انتقال الحرارة بين السطح الساخن والبيضة؛ وصوّرت أخرى كيف تتحوّل محتويات البيضة من سائل إلى صلب مع وجود حالة تُشبه الهلام بينهما.
وتضمّنت وصفتهم النهائية نقل البيض في سلة بخارية كل دقيقتين بين وعاءين من الماء، أحدهما مغلي والآخر فاتر عند درجة حرارة تبلغ 30 درجة مئوية، لمدة 32 دقيقة قبل التبريد تحت الماء الجاري والتقشير.
وفي الطريقة التي اقترحها الباحثون، والتي يُطلق عليها اسم "الطبخ الدوري"، يتمّ تسخين بياض البيض وتبريده حتى يتماسك بالكامل. من ناحية أخرى، يظل الصفار ثابتًا عند درجة حرارة ثابتة، ويُطهى حتى يصبح كريميًا.
وقالت مؤلفة الدراسة إميليا دي لورينزو من جامعة نابولي فيدريكو الثاني: "يمكنك دهنها تقريبًا، كما هو الحال على الخبز".
وللتأكد من أنّهم قاموا بطهي شيء جديد، اختبر الباحثون التركيب الكيميائي للبيض المحضّر، ووجدوا أنّ الصفار المطهو دوريًا يحتوي على نسبة أعلى من مادة البوليفينول، وهي من المغذّيات الدقيقة المعروفة بفوائدها الصحية، ما يجعل هذه التقنية أكثر فائدة غذائيًا من الطرق التقليدية.
وقالت عالمة الأغذية جوان سلافين من جامعة مينيسوتا، إنّ هذه التقنية الجديدة قد تعني "قضاء المزيد من الوقت في المطبخ مقارنة بالبيضة المسلوقة القياسية، لكنّ مزيج القوام على اللسان يستحق الوقت الإضافي للطهي".
وبفضل هذا الاكتشاف العلمي، أصبح من الممكن الآن سلق البيض بطريقة تضمن تناسق القوام، والنكهة الغنية، والفوائد الغذائية المثالية.