الإثنين 19 مايو / مايو 2025
Close

لسنا وحدنا في الكون.. علماء يعثرون على "دليل" لحياة خارج نظامنا الشمسي

لسنا وحدنا في الكون.. علماء يعثرون على "دليل" لحياة خارج نظامنا الشمسي

شارك القصة

يوجد الكوكب الذي رصده تلسكوب "جيمس وويب" في كوكبة الأسد وهو أكبر كتلةً من الأرض بتسعة أضعاف تقريبًا- غيتي
يوجد الكوكب الذي رصده تلسكوب "جيمس وويب" في كوكبة الأسد وهو أكبر كتلةً من الأرض بتسعة أضعاف تقريبًا - غيتي
الخط
كشفت عمليات الرصد التي أجراها تلسكوب "جيمس ويب" لكوكب "K2-18 b" عن بصمات كيميائية لمركبين معروفين على الأرض بأنهما لا يُنتجان إلا من خلال الحياة.

يزعم علماء الفلك أن كوكبًا عملاقًا يبعد 124 سنة ضوئية عن الأرض قدّم "أقوى دليل" حتى الآن على احتمال ازدهار حياة خارج كوكب الأرض خارج نظامنا الشمسي.

وبحسب صحفة "غارديان" البريطانية، يبدو أن عمليات الرصد التي أجراها تلسكوب "جيمس ويب" لكوكب يُطلق عليه اسم "K2-18 b" تكشف عن بصمات كيميائية لمركبين معروفين على الأرض بأنهما لا يُنتجان إلا من خلال الحياة.

ولن يُشكّل اكتشاف المادتين الكيميائيتين، ثنائي ميثيل كبريتيد (DMS) وثنائي ميثيل ثاني كبريتيد (DMDS)، دليلًا على وجود نشاط بيولوجي فضائي، ولكنه قد يُقرّب الإجابة على سؤال ما إذا كنا وحدنا في الكون.

وتنقل الصحيفة عن البروفيسور نيكو مادوسودان، عالم الفيزياء الفلكية بجامعة كامبريدج الذي قاد عمليات الرصد قوله: "هذا أقوى دليل حتى الآن على وجود نشاط بيولوجي خارج النظام الشمسي". وأضاف: "نحن حذرون للغاية. علينا أن نتساءل عما إذا كانت الإشارة حقيقية وما تعنيه".

ورأى أنه "بعد عقود من الآن، قد ننظر إلى هذه النقطة من الزمن وندرك أنها كانت اللحظة التي أصبح فيها الكون الحي في متناول أيدينا. قد تكون هذه نقطة التحول، حيث يصبح السؤال الجوهري، هل نحن وحدنا في الكون، سؤالًا نستطيع الإجابة عليه فجأة".

تشكيك وتساؤلات

في المقابل، يبدي آخرون تشككًا أكبر، إذ لا تزال هناك تساؤلات حول ما إذا كانت الظروف العامة على كوكب K2-18 b مواتية للحياة، وما إذا كان يُمكن اعتبار المركبين الكيميائيين، واللذين يُنتجان بشكل كبير من العوالق النباتية البحرية على الأرض، بصمات حيوية موثوقة.

وكوكب "K2-18 b"، الواقع في كوكبة الأسد، أكبر كتلة من الأرض بتسعة أضعاف تقريبًا، وأضخم منها بـ2.6 مرة، ويدور في المنطقة الصالحة للسكن حول نجمه، وهو قزم أحمر بارد يقل حجمه عن نصف حجم الشمس. وكان العلماء قد أعلنوا أنه "أكثر الكواكب المعروفة صلاحية للسكن" خارج النظام الشمسي، عندما رصد تلسكوب هابل الفضائي بخار الماء في غلافه الجوي عام 2019.

وتبيّن أن إشارة الماء المفترضة هي غاز الميثان في عمليات الرصد اللاحقة التي أجراها فريق مادوسودان عام 2023. لكنهم جادلوا بأن شكل كوكب "K2-18 b" يتوافق مع وجود كوكب صالح للسكن، مغطى بمحيط شاسع وعميق - وهو رأي لا يزال مثيرًا للجدل. 

ولا يمكن تصوير أو الوصول إلى الكواكب خارج نظامنا الشمسي باستخدام المركبات الفضائية الآلية لأن هذه الكواكب بعيدة جدًا. لكن العلماء قادرون على تقدير حجمها وكثافتها ودرجة حرارتها وفحص تركيبها الكيميائي من خلال تتبع الكوكب الخارجي أثناء مروره أمام نجمه المضيف وقياس ضوء النجم الذي تم ترشيحه عبر غلافه الجوي.

وفي أحدث عمليات الرصد، لوحظ انخفاض مفاجئ في الأطوال الموجية التي يمتصها ثنائي ميثيل كبريتيد وثنائي ميثيل ثاني كبريتيد أثناء مرور "K2-18 b" أمام القزم الأحمر.

إشارة "قوية وواضحة"

وقال عالم الفيزياء الفلكية بجامعة كامبريدج: "إن الإشارة جاءت قوية وواضحة وإذا تمكنا من اكتشاف هذه الجزيئات على كواكب صالحة للحياة، فهذه هي المرة الأولى التي نتمكن فيها كنوع من القيام بذلك ... إنه لأمر مذهل أن يكون هذا ممكنًا".

وتشير النتائج، المنشورة في مجلة "ّأستروفيزيكال جورنال ليترز" إلى أن تركيزات DMS و DMDS أو كليهما أقوى بآلاف المرات من مستوياتها على الأرض. وقد تم الإبلاغ عن النتائج بمستوى "ثلاثة سيغما" من الأهمية الإحصائية (أي أن هناك احتمال بنسبة 0.3% أنها حدثت بالصدفة) على الرغم من أن هذا لا يرقى إلى المستوى الذهبي للاكتشافات في الفيزياء.

وأوضح مادوسودان أنه يمكن أن تكون هناك عمليات لا نعرف عنها شيئًا تُنتج هذه الجزيئات. لكنه يستبعد أي عملية معروفة يُمكن أن تُفسر ذلك بمعزل عن علم الأحياء.

ويُمثل تحديد العمليات الأخرى المُحتملة تحديًا في أن الظروف على كوكب "K2-18 b" لا تزال موضع خلاف. فبينما يُفضل فريق كامبريدج سيناريو المحيط، يقول آخرون إن البيانات تُشير إلى كوكب غازي أو كوكب به محيطات من المواد المنصهرة وليس الماء.

تابع القراءة

المصادر

ترجمات