السبت 12 تموز / يوليو 2025

لضمها إلى سوريا الجديدة.. ما سيناريوهات الحل في منطقة شرق الفرات؟

لضمها إلى سوريا الجديدة.. ما سيناريوهات الحل في منطقة شرق الفرات؟

شارك القصة

هناك مناقشات تركية أميركية بشأن مستقبل قوات قسد في شمال شرق سوريا - غيتي
هناك مناقشات تركية أميركية بشأن مستقبل قوات قسد في شمال شرق سوريا - غيتي
الخط
اعتبر المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، أن التحدي الأكبر سيكون في شمال شرق سوريا، مشددًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي لحل الخلافات.

يتصدر مستقبل شرق الفرات في سوريا الاتصالات الإقليمية والدولية بعد إسقاط نظام بشار الأسد، إذ بعثت قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، برسائل طمأنة إلى تركيا، حيث تصر هذه الأخيرة على إنهاء وجود ما تصفها بـ"التنظيمات الإرهابية".

فقد أبدى قائد "قوات سوريا الديمقراطية" مظلوم عبدي، استعداد قواته لتقديم مقترح إنشاء منطقة منزوعة السلاح في مدينة عين العرب بريف حلب الحدودية مع تركيا.

وجاء موقف عبدي، في سياق محاولاته لطمأنة أنقرة، معبرًا عن التزامه الثابت بتحقيق وقف شامل لإطلاق النار وتوزيع القوات الأمنية في كل أنحاء سوريا، تحت إشراف أميركي، وفق قوله.

نقاشات تركية أميركية

ويأتي ذلك في خضم نقاشات تركية - أميركية بشأن مستقبل قوات "قسد" في شمال شرق سوريا، وسط تشديد أنقرة على عدم قبول وجود ما تصفها بالمجموعات الإرهابية قرب حدودها مع سوريا، وحشد قواتها على الحدود تمهيدًا لعملية عسكرية ضد هذه القوات.

بينما سارعت الولايات المتحدة إلى تمديد وقف إطلاق النار بين قوات سوريا الديمقراطية وقوات مدعومة من أنقرة في منبج شمالي سوريا حتى نهاية الأسبوع، وذلك لمنع التصعيد بين الطرفين.

وفي مسعى لكبح القلق التركي، قالت واشنطن إنها تتفهم المخاوف المشروعة لتركيا بشأن التهديدات الإرهابية ووجود مقاتلين أجانب في سوريا، وأنها تجري محادثات مع أنقرة بخصوص هذه المخاوف.

أما أمميًا، فكانت الرسالة التحذيرية من المبعوث الخاص إلى سوريا غير بيدرسون، إذ قال في ختام زيارته إلى دمشق إن التحدي الأكبر سيكون في شمال شرق سوريا، مشددًا على ضرورة التوصل إلى اتفاق سياسي لحل الخلافات.

وكان قائد إدارة العمليات العسكرية في سوريا أحمد الشرع، قد طمأن المكون الكردي قبل أيام قليلة، بقوله: إن الأكراد جزء من الوطن، وإنهم تعرضوا لظلم كبير، مشددًا على أنهم جزء أساسي من سوريا القادمة.

في حين، نقلت الوكالة الفرنسية عن قيادي في هيئة تحرير الشام، قوله: إن مناطق سيطرة القوات الكردية ستضم إلى الإدارة الجديدة لسوريا.

انتظار ترمب

وفي هذا الإطار، ترى كارولين روز، رئيسة معهد "نيولاينز" للإستراتيجيات والسياسات، إن الولايات المتحدة تحاول كسب الوقت قبل قدوم إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترمب.

وتضيف روز في حديث لـ "التلفزيون العربي" من نيويورك، أن "تركيا تحاول أن تستفيد من نفوذها في سوريا للحصول على أرض أكثر قبل وصول ترمب".

ونوهت روز إلى أن "إدارة بايدن تحاول أن تمنع تركيا من الوصول إلى هذا الأمر مع العمل على الحفاظ على الاستقرار في شرق الفرات الخاضعة لسيطرة قسد".

وتشير إلى أن "المحادثات بين واشنطن وتركيا وكذلك مع الشركاء الآخرين مستمرة من أجل مستقبل شرق الفرات.

وأردفت: "هناك فرصة تاريخية للشعب السوري في عملية انتقالية مع تأمين المساعدة ورفع العقوبات عن سوريا".

وترى أن الولايات المتحدة لديها حذر من الانسحاب بشكل مباشر من سوريا في الوقت الراهن، خشية ظهور تنظيم "الدولة" أو ملء الفراغ من قبل تركيا وخلق نفوذ لهذه الأخيرة شمال شرقي سوريا، حسب قولها.

"كسب الوقت"

بدوره، يشير محمد صديق يلدرم، الباحث بمركز الدراسات الإستراتيجية، إلى أن "تركيا لا تراهن على كسب الوقت ولا سيما أنها تحارب العقلية الانفصالية منذ عقود".

ويضيف يلدرم في حديث لـ "التلفزيون العربي" من أنقرة، أن "قوات قسد منذ سنوات تعمل على تحقيق الانفصال عن سوريا، بينما تركيا تريد وحدة الأراضي السورية وخلو هذا البلد من تنظيمات انفصالية"، حسب قوله.

وأردف: "مظلوم عبدي لديه نية في تقسيم سوريا وإدخال المنطقة في صراع أكبر".

ويلفت يلدرم إلى أن "واشنطن عليها الاختيار بين الدولة الجديدة في سوريا أو التعاون مع التنظيم الإرهابي في شمال شرق سوريا"، حسب قوله.

ويرى "أن هناك قيادة في سوريا تقود البلد إلى الاستقرار وتأمين المستقبل، بينما الأميركيان لم يفصحوا عن مصالحهم في المنطقة وكذلك استمرار التنسيق مع قوات قسد بحجة منع ظهور تنظيم الدولة".

ويعتبر يلدرم "أن موقف تركيا ليس مبنيًا على وصول ترمب، كذلك أنقرة ليس لديها أي مصلحة إلا بوحدة الأراضي السورية، فيما مبادرة مظلوم عبدي هي لكسب الوقت ووصول ترمب للضغط على تركيا".

"لا تفهم أميركي لمخاوف السوريين"

من جانبه، يقول الأكاديمي مروان قبلان، مدير وحدة الدراسات السياسية في المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات، إن "السوريين لا يريدون أن يكونوا ضحية صراع أجندات دولية على أراضيهم".

ويضيف قبلان، في حديثه لـ"التلفزيون العربي" من الدوحة، أن "حل المشكلة الكردية يجب أن ينبع من اعتبار الأكراد جزءًا من النسيج السوري، مع احترام خصوصيتهم الثقافية. بينما تكمن المشكلة في قيادة قسد ورؤيتها لكيفية تعاملها مع المسألة الكردية".

ويشير إلى أن "قسد تسيطر على 25% من مساحة سوريا، التي تحتوي على الثروات النفطية والزراعية والمائية، رغم وجود غالبية عربية فيها. وبالتالي، يجب أن تعود هذه الأراضي إلى الدولة المركزية في سوريا".

ويؤكد أن "محاربة تنظيم الدولة مسؤولية تقع على عاتق الحكومة السورية في دمشق، فهي الجهة التي يجب أن تتولى الدفاع عن البلاد ومحاربة كل التنظيمات التي تشكل خطرًا على السوريين".

وينوّه قبلان إلى أن "الحكومة السورية يجب أن تحظى بالدعم اللازم لمكافحة تلك التنظيمات"، مشيرًا إلى أن "الأميركيين لا يتفهمون مخاوف السوريين من احتمالية حدوث أي نوع من الانقسام في البلاد".

ويضيف: "يجب على واشنطن أن تدفع باتجاه حوار دبلوماسي يؤدي إلى إزالة أي مخاوف كردية من الحكم الجديد في دمشق، رغم كل التطمينات التي قُدمت لهم بأنهم مواطنون سوريون".

وبيّن قبلان أن "النظام السابق بعد سقوطه، ينبغي ألا يثير مخاوف من نشوء تحالفات تتعارض مع مصالح الدول، سواء الولايات المتحدة أو غيرها، لأن لا مستقبل لأي كيان انفصالي كردي في المنطقة".

ويلفت إلى أن "الوجود الأميركي في شرق الفرات كان يُبرَّر في السابق بالضغط على نظام الأسد، ومنع استعادة مناطق شرق الفرات، بما تحويه من ثروات طبيعية".

تابع القراءة

المصادر

التلفزيون العربي
تغطية خاصة