الخميس 3 أكتوبر / October 2024

لعبة بسط نفوذ.. ماذا وراء تجدد صراع الجيش المالي وقوات حركات أزواد؟

لعبة بسط نفوذ.. ماذا وراء تجدد صراع الجيش المالي وقوات حركات أزواد؟

شارك القصة

نافذة على "العربي" حول طبيعة الصراع بين الجيش المالي وحركات أزواد (الصورة: الأناضول)
ازدادت وتيرة الاشتباكات منذ إعلان تنسيقية "حركات أزواد" سيطرتها في 12 من الشهر الحالي على معسكر للجيش المالي.

تجدّدت المواجهات بين قوات الجيش المالي المدعومة من مجموعة "فاغنر" الخاصة الروسية وقوات حركات أزواد وسط مخاوف من انهيار اتفاق الجزائر للسلام الذي أبرم قبل سنوات.

وإذ أعلن الجيش المالي قبل أيام تعرض قواته لهجوم استهدف قواعد عسكرية، فإن وحدة التحقيقات في برنامج "بوليغراف" فحصت عبر المصادر المفتوحة وتحققت من صور وفيديوهات انتشرت حول الأحداث الأخيرة.

رسم خارطة نفوذ جديدة في مالي

لقد أظهر التطور العسكري في مالي محاولة رسم خارطة نفوذ جديدة وسط الصحراء وشمال الدولة الواقعة غرب إفريقيا بعدما اندلع قتال في 17 من سبتمبر/ أيلول الحالي بين جيش مالي ومتردو الطوارق الذين تمكنوا من السيطرة على قاعدتين للجيش وسط البلاد.

وانتشرت مشاهد القتال على وسائل التواصل الاجتماعي، وتمكنت وحدة التحقيقات من المصادر المفتوحة في التلفزيون العربي من التحقق من بعضها.

إذ أظهر تسجيل مصور اشتعال النار في مركبة عسكرية صينية الصنع تتبع للجيش المالي والتي تسلمها الأخير في مارس/ آذار الماضي.

كما أظهر مقطع آخر نجاح المتمردين في تدمير معسكرين للجيش في بلدة ليري بعد فرار الجنود منها.

تعرض الجيش المالي لهجوم استهدف قواعده العسكرية وسط البلاد - إكس
تعرض الجيش المالي لهجوم استهدف قواعده العسكرية وسط البلاد - إكس

وانتشر مقطع آخر على وسائل التواصل الاجتماعي، يظهر دمارًا بطائرة من طراز "إل 39" الخاصة بالهجمات الخفيفة التابعة للجيش المالي.

وهذه الاشتباكات ليست بالجديدة، إذ يقاتل تحالف المتمردين الذي يطلق عليه اسم "تنسيقية حركات أزواد"، الجيش المالي منذ أغسطس/ آب الماضي، وبعد خلافات نشبت بين الطرفين إثر تعزيز الجيش سلطته في انقلابي عامي 2020 و2021 وتعاونه مع مجموعة فاغنر وطرد القوات الفرنسية وقوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.

تقدم لتنسيقية "حركات أزواد"

والأسبوع الماضي، ازدادت وتيرة الاشتباكات في إعلان تنسيقية "حركات أزواد" سيطرتها في 12 من الشهر الحالي على معسكر ومواقع في بلدة بوريم التي تبعد 500 كيلومترًا عن بلدة ليري، بعد أسابيع من القتال ضد الجيش الوطني ومجموعة فاغنر.

ويتمركز الصراع في بوريم وبير وليري وجميعها تتواجد على طول نهر النيجر الذي يمر بمنتصف مالي ويقسمها إلى الشق الشمالي.

نقاط الاشتباكات بين قوات الجيش المالي وحركات الأزواد الانفصالية - العربي
نقاط الاشتباكات بين قوات الجيش المالي وحركات الأزواد الانفصالية - العربي

ويعد اختيار المتمردين لهذه البلدات الصغيرة المفتوحة؛ بسبب سهولة القيام بعمليات مسلحة ضدها، ولأهميتها من خلال تواجد معسكرات وثكنات عسكرية داخلها تحتوي على مدرعات وذخائر وثكنات عسكرية وفق ما تظهر صور الأقمار الصناعية.

فاغنر على الخط

وبحسب مختصين فقد اعتمد المتمردون على الهجمات الخاطفة، لأخذ أكبر عدد من الأسلحة قبل التراجع إلى خطوط دفاعهم التي تضم أسلحة مضادة للطائرات وهو ما يفسر سقوط طائرات الجيش.

وقد خسر الجيش المالي وقوات فاغنر أصولًا عسكرية عدة، بعد أن استعان الجيش عقب الإطاحة بالنظام الحاكم بالدعم الروسي حيث جرى إرسال قوات فاغنر إلى مالي في ديسمبر/ كانون الأول 2021، وفي فترة صغيرة أنشأت قاعدة عمليات مجاورة لمطار موديبو كيتا الدولي في باماكو حيث ظهرت أعمال بناء جديدة مجاورة للمطار بحسب صور الأقمار الصناعية.

ويشير تحليل لمركز الدراسات الإستراتيجية والدولية في واشنطن، إلى أن قوات فاغنر شيدت عام 2022 سلسلة من المباني الجديدة، ووسعت مدخل القاعدة ومحيطها جنوبًا، وتقوم مؤخرًا ببناء منطقة تخزين هناك، كما أدخلت تحسينات على الطريق الترابي المؤدّي إلى المدينة.

وهذه المعطيات وسط هذه التطورات تدل على صراع القوى الخفي والعلني في محاولة بسط النفوذ والسيطرة في القارة السمراء.

تابع القراءة
المصادر:
العربي
Close