الأربعاء 27 مارس / مارس 2024

لعلاقته الوثيقة بروسيا.. ألمانيا تجرّد غيرهارد شرودر من امتيازات رسمية

لعلاقته الوثيقة بروسيا.. ألمانيا تجرّد غيرهارد شرودر من امتيازات رسمية

Changed

تقرير يعرض خطط أوروبا لفرض عقوبات ذكية على واردات الطاقة الروسية في أبريل الماضي (الصورة: رويترز)
جرد ائتلاف الكتل البرلمانية في ألمانيا المستشار الأسبق من امتيازات كان يحظى بها كرئيس سابق للحكومة في البلاد، إضافة إلى غلق مساحات مكتبية كانت خاصة بأعماله.

جرّدت ألمانيا، اليوم الخميس، مستشارها الأسبق غيرهارد شرودر، من امتيازات رسمية يتمتع بها، وذلك في إطار سعي برلين لتحجيم العلاقات مع موسكو عقب الهجوم على أوكرانيا قبل 85 يومًا.

وجاء القرار الألماني بعدما رفض شرودر، الذي شغل منصب مستشار ألمانيا في الفترة من 1998 إلى 2005، الاستقالة من المناصب التي يتولاها في شركتي "روسنفت" و"غازبروم" الروسيتين للطاقة، رغم الاحتجاجات ضده في أعقاب الهجوم الروسي ضد أوكرانيا الذي اندلع فجر 24 فبراير/ شباط 2022.

تجريده من الامتيازات

وأوضح البرلمان الألماني أن ائتلاف الكتل البرلمانية أقر "تجريد المستشار الأسبق من امتيازات كان يحظى بها كرئيس سابق للحكومة في البلاد، إضافة إلى غلق مساحات مكتبية كانت خاصة بأعماله"، وفق إعلام محلي.

وبيّن البرلمان "البوندستاغ"، أن شرودر البالغ من العمر 78 عامًا "لم يعد يدعم الالتزامات الجارية لمكتبه".

وأضاف البرلمان أنه "استخلص عواقب ناتجة عن سلوك المستشار السابق غيرهارد شرودر، في ضوء الهجوم الروسي ضد أوكرانيا".

كما حاول المستشار الألماني الحالي أولاف شولتس، الذي ينتمي مثل شرودر إلى الحزب الديمقراطي الاشتراكي، حض سلفه على التخلي عن وظائفه في روسيا، لكن دون جدوى.

فرض عقوبات على شرودر وأوروبيين

ويأتي القرار في وقت دعا المشرّعون الأوروبيون في قرار غير ملزم إلى فرض عقوبات على شرودر وأوروبيين آخرين يرفضون التخلي عن مقاعدهم في مجالس إدارات شركات روسية.

وتعرّض شرودر خلال الأسابيع الماضية، لانتقادات شديدة، بسبب امتناعه ورفضه الاستقالة من مناصبه في شركتي "روسنفت" و"غازبروم" الروسيتين العملاقتين للطاقة.

وأصدر بيانًا يدين فيه الهجوم على أوكرانيا ويعتبره غير مبرّر، لكنه قال أيضًا إن على الحوار مع موسكو أن يستمرّ.

ومن المقرر أن ينضم شرودر إلى مجلس الإشراف على شركة "غازبروم" في حزيران/يونيو المقبل.

إلغاء "نورد ستريم 2"

وتقف الشركة الروسية وراء مشروع خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي يمر تحت بحر البلطيق لنقل الغاز من روسيا إلى ألمانيا، وأوقف شولتس العمل به عقب الهجوم الروسي على أوكرانيا.

ومع الطلب الاستثنائي لنزع امتيازات شرودر، يسعى تحالف شولتس أيضًا إلى تعديل القوانين المتعلقة بالامتيازات الرسمية الممنوحة تلقائيا للمستشارين السابقين.

إلا أنّ ألمانيا، وعقب إعلان روسيا الاعتراف بمنطقتين انفصاليتين شرقي أوكرانيا، قبل الهجوم العسكري على أوكرانيا بيوم، قررت تعليق "نورد ستريم 2" الذي لم يكن قد دخل الخدمة، وذلك بالتنسيق مع الولايات المتحدة التي فرضت عقوبات خاصة بها.

ولاحقًا، اعتبرت الخارجية الأميركية، أنّ خط أنابيب "نورد ستريم 2"، الذي يربط روسيا بألمانيا والمستهدف بتدابير عقابية فرضتها برلين وواشنطن ردًا على الهجوم الروسي لأوكرانيا، بات "ميتاً" ولا مجال لـ"إحيائه".

وترى الولايات المتّحدة التي تبدي منذ زمن معارضتها لخط الأنابيب هذا، أنه سيعزّز قدرة موسكو على استغلال إمدادات الطاقة إلى أوروبا واستعمالها "سلاحًا" جيوسياسيًا.

ومذّاك أوقف "نورد ستريم 2"، مشغّل خط الأنابيب الألماني الروسي ومقرّه سويسرا أعمال البناء وسرّح موظّفيه البالغ عددهم 106 أشخاص، وتبلغ تكلفته 11 مليار دولار لموسكو بأرباح سنوية تصل إلى 15 مليار دولار.

وحذّرت روسيا من أنها ربما تُقدم على وقف تدفق الغاز عبر خطوط الأنابيب من روسيا إلى ألمانيا؛ ردًا على قرار برلين الشهر الماضي وقف افتتاح خط أنابيب "نورد ستريم 2". وتمدّ روسيا أوروبا بـ 40% من احتياجاتها من الغاز.

وكان شرودر قد وقّع بنفسه على مشروع "نورد ستريم 1" قبل أسابيع من انتهاء ولايته، ويترأس حاليا لجنة المساهمين في المشروع.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close