الخميس 10 أكتوبر / October 2024

لغز اختراق إسرائيل لحزب الله.. ما دور حرب سوريا والتقنيات الجديدة؟

لغز اختراق إسرائيل لحزب الله.. ما دور حرب سوريا والتقنيات الجديدة؟

شارك القصة

بلغ الاختراق الإسرائيلي لحزب الله ذروته باغتيال نصر الله وعدد من قادة الحزب
بلغ الاختراق الإسرائيلي لحزب الله ذروته باغتيال أمينه العام حسن نصر الله وعدد من قادة الحزب في الضاحية الجنوبية لبيروت - غيتي
منحت الحرب في سوريا المخابرات الإسرائيلية سيلًا من المعلومات كما سهّل توسع حزب الله وتجنيده مقاتلين خارج لبنان اختراق صفوفه.

بدأ اختراق الاستخبارات الإسرائيلية العميق لحزب الله من سوريا، بعد تدخل الحزب فيها عام 2012 دعمًا للنظام السوري، حسبما كشفت صحيفة "فايننشال تايمز" نقلًا عن مسؤولين مطّلعين.

فبعد فشلها في اغتيال الأمين العام للحزب حسن نصر الله ثلاث مرات في حرب 2006، وخروجها من تلك الحرب من دون تحقيق أهدافها، قررت إسرائيل توسيع نطاق استخباراتها ضد حزب الله لتتعامل معه بصفته جيشًا.

ووفق الصحيفة، بدأت الوحدة 8200 بجمع كميات هائلة من المعلومات عن الحزب وتحركات أفراده، وتطويرَ خوارزميات تعالج تلك المعلومات.

وقالت "فايننشال تايمز" في تقرير لها: "بينما اكتسب مقاتلو حزب الله خبرة قتالية في الحرب السورية الدموية، كانت قوات الجماعة تنمو لمواكبة الصراع الطويل هناك، وجعلها التجنيد أكثر عرضة للجواسيس الإسرائيليين الذين يدسّون عملاء أو يبحثون عن منشقّين محتملين".

ومنحت الحرب في سوريا المخابرات الإسرائيلية سيلًا من المعلومات، كما سهّل توسع الحزب وتجنيده مقاتلين خارج لبنان اختراق صفوفه، اعتمادًا على معلومات متاحة للعموم جمعها وحللّها جواسيس إسرائيل.

كيف اخترقت إسرائيل حزب الله؟

وذكرت الصحيفة، أن منشورات نعي الشهداء التي ينشرها الحزب كانت إحدى وسائل (الاستخبارات الإسرائيلية)، إذ كانت مليئة بمعلومات صغيرة، بما فيها بلدة المقاتل وأين قضى، ودائرة أصدقائه. وكانت الجنازات أكثر كشفًا، إذ جذبت أحيانًا قادة كبارًا من الظل.

وفي سوريا، اضطر حزب الله إلى كشف كثير من أوراقه بتعاونه مع أجهزة المخابرات السورية "المشهورة" بفسادها، أو مع الاستخبارات الروسية المُراقبة من قبل الأميركيين.

كذلك تزامن توسيع الاستخبارات الإسرائيلية رقابتها لحزب الله، مع تطورات تقنية كبيرة أبرزها الأقمار الصناعية والمسيّرات، وقدرات الاختراق لتتحوّل الهواتف النقالة لدى الحزب إلى أجهزة تنصت.

وجمعت إسرائيل كمًّا هائلًا من البيانات خُصصت لها مجموعة (الوحدة 9900) تُطوّر خوارزميات لمعالجة "تيرابايتات" من الصور بحثًا عن أبسط تغيير لتحديد وجود جهاز متفجر مرتجل على الرصيف، مثلًا، أو فتحة تهوية لنفق، أو تعزيزات خرسانية قد تشير إلى وجود مخبأ.

وعلى مدى سنوات وخصوصًا في الأشهر العشرة الأخيرة، كثفت الاستخبارات الإسرائيلية رقابتها لحزب الله وأفراده، وأتقنت تقنية رقابة سمحت لها، وإن مؤقتًا، بتعقّب حسن نصر الله على مدى سنوات، وتحديد أماكن مئات المواقع العسكرية للحزب، وزرعِ متفجرات في آلاف أجهزة "البيجر" وأجهزة اتصال لاسلكي أخرى كان الحزب قد استوردها لتفادي الرقابة الإسرائيلية.

وبلغ الاختراقُ ذروته باغتيال نصر الله وعدد من قادة الحزب في 27 سبتمبر/ أيلول 2024، بعملية قصفت فيها إسرائيل مبانيَ في بيروت بنحو 80 قنبلة خارقة للتحصينات.

تابع القراءة
المصادر:
التلفزيون العربي
Close