تقوم المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية باختبار أقوى مصادم للجسيمات في العالم، والذي يطلق عليه اسم "آلة الانفجار الكبير"، عن طريق تحطيم الجسيمات بسرعة تقارب 671 مليون ميل في الساعة.
وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، فقد وضع باحثو المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية يوم الجمعة الماضي ثلاثة حزم من البروتونات في "مصادم الهادرونات الكبير " وأطلقوها عبر نفق يبلغ طوله 17 ميلًا بسرعة الضوء تقريبًا لإعادة إنشاء ما حدث قبل 13.8 مليار سنة.
جسيمات تزود الكون بالطاقة
وقام المصادم بتحطيم الجسيمات بطاقة غير مسبوقة في محاولة لتفجير جسيمات جديدة ضخمة تعمل على تزويد الكون بالطاقة.
ومن المقرر أن يحافظ المصادم على حركة الحزم حتى يوم الإثنين، عندما سيقوم الفريق بالتقاط الطاقة لتحليلها. وقررت المنظمة إجراء المزيد من اختبارات الاصطدام حتى أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.
وتنقل صحيفة "ديلي ميل" عن أرنو مارسولييه، رئيس قسم الإعلام في المنظمة الأوروبية للأبحاث النووية قوله: "هذا أمر مثير بالتأكيد، يمكنني أن أخبركم أن العلماء في بداية الطريق لتلقي موجة البيانات الخاصة بالمصادم لهذا العام وتحسين فهمنا للطبيعة".
اختبار بدأ قبل 16 عامًا
وكان فريق المنظمة قد بدأ الاختبارات الأولية الشهر الماضي بإرسال مليارات البروتونات حول حلقة المغناطيس فائق التوصيل في المصادم لتعزيز طاقتها والتأكد من أن الآلة التي تبلغ قيمتها 4 مليارات دولار صالحة للعمل.

ويقع المصادم على عمق 300 قدم تحت الأرض على الحدود بين فرنسا وسويسرا وتم تشغيله لأول مرة في 10 سبتمبر/ أيلول 2008.
ويعمل مصادم الهادرونات الكبير عن طريق تحطيم البروتونات معًا لتفكيكها واكتشاف الجسيمات دون الذرية الموجودة بداخلها وكيفية تفاعلها.
ويدخل المصادم في حالة سبات خلال أشهر الشتاء من كل عام، ثم يعود للعمل في الربيع التالي، وقد حدث ذلك في 8 مارس/ آذار الماضي.
اختبار خصائص "بوزون هيغز"
وأوضح مارسولييه أن "إعادة تشغيل مثل هذا المصادم تتطلب عملية تشغيل كاملة للتأكد من أن جميع المعدات تعمل بشكل صحيح". وأثناء عملية إعادة التشغيل انبعث شعاع من دائرة الحزم داخل حلقة المصادم.
وسيسمح المصادم باختبار تنبؤات فيزياء الجسيمات المختلفة، بما في ذلك قياس خصائص "بوزون هيغز" الذي كان قطعة مفقودة في محاولة فهم كيفية عمل الكون.
ويعتقد العلماء أنه بعد جزء من الثانية من الانفجار الكبير الذي أدى إلى ولادة الكون، تشكل حقل طاقة غير مرئي، يسمى "مجال هيغز".
وعندما تمر الجسيمات عبر هذا المجال، فإنها تلتقط الكتلة، مما يمنحها الحجم والشكل ويسمح لها بتكوين الذرات التي تشكل كل شيء في الكون. وقد اقترح هذه النظرية البروفيسور هيغز عام 1964.