الثلاثاء 23 أبريل / أبريل 2024

لقاء مرتقب مع رئيسي.. غروسي يتحدث عن "آمال عظيمة" للتعاون مع طهران

لقاء مرتقب مع رئيسي.. غروسي يتحدث عن "آمال عظيمة" للتعاون مع طهران

Changed

"العربي" يواكب من طهران جولة مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية (الصورة: رويترز)
باشر مدير عام وكالة الطاقة الذرية الدولية زيارته إلى طهران بعد الأجواء السلبية التي خيمت على ملف إيران النووي الذي من المتوقع أن يشهد منعطفًا جديدًا بعد الزيارة.

أكّد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي اليوم السبت، أن محادثات تجري حاليًا مع إيران حول مجموعتين من الأمور المهمة تشمل القطاع العلمي، مشيرًا إلى "آمال عظيمة" حيال العملية برمتها.

وقال غروسي، في مؤتمر صحفي مع رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية محمد إسلامى، إن اجتماعاته مع المسؤولين الإيرانيين تجري "في أجواء عمل وصراحة وتعاون".

وأوضح المسؤول الدولي، الذي وصل إلى طهران أمس الجمعة في زيارة تستمر يومين، أنّ "المناقشات تدور حول مجموعتين من الأمور المهمة للمضي قدما في التعاون بين الوكالة وإيران بما في ذلك قطاع العلوم"، بحسب ما نقلت عنه وكالة "رويترز".

لقاء مع الرئيس الإيراني

من المتوقع أن يجري مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافايل غروسي، اليوم السبت، محادثات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، بعد أن وصل المسؤول الدولي طهران أمس الجمعة. 

وتتمحور محادثات غروسي مع رئيسي ومسؤولين إيرانيين آخرين، حول اكتشاف جزيئات يورانيوم مخصّبة بمستوى أقل بقليل من نسبة 90% الضرورية لإنتاج قنبلة نووية.

زيارة غروسي التي تستمر يومين تأتي مع سعي المنظمة التي تتخذ فيينا مقرًا، إلى تعاون إضافي من إيران بشأن نشاطاتها النووية.

وذكر مصدر دبلوماسي لوكالة "فرانس برس" بأن غروسي سيلتقي رئيسي "لإعادة إطلاق الحوار" حول نشاط طهران النووي، و"إعادة العلاقات إلى أعلى مستوياتها".

وأضاف المصدر بأن غروسي كان قد أوضح أنه "مستعد لزيارة طهران فقط إذا تلقى دعوة للتحدث مع الرئيس".

الطريق إلى "فوردو"

مراسل "العربي" من طهران، حسام دياب، أكد أن وفدًا رفيع المستوى يرافق غروسي في زيارته، وسط أجواء إيجابية تعم المحادثات، والتي قد تتضمن لقاءً إضافيًا بين غروسي ووزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان. 

وبحسب تقرير للوكالة الدولية، فقد تم اكتشاف جزئيات من اليورانيوم المخصّب بنسبة 83,7% في مصنع "فوردو" الواقع تحت الأرض على مسافة 100 كيلومتر جنوبي العاصمة طهران، فيما بررت إيران التي تنفي رغبتها امتلاك السلاح النووي ذلك، بأنه يعود إلى "تقلّبات لا إرادية" أثناء عملية التخصيب، مؤكدة في الوقت ذاته "عدم قيامها بأي محاولة للتخصيب بما يتجاوز 60%".

هذا الاكتشاف أتى بعدما عدّلت إيران طريقة الوصل بين مجموعتين من أجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم، دون إخطار الوكالة الذرية. فيما أكدت وكالة "فرانس برس"، وفق مصدر مسؤول، أن غروسي "سيحاول خلال الزيارة تأمين مزيد من الوصول إلى موقع فوردو ومزيد من عمليات التفتيش".

ما أبرز ملفات غروسي؟

وكان في استقبال غروسي أمس عند وصوله المطار، الناطق باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوند، قبل أن يلتقي مدير المنظمة محمد إسلامي، ووصف مراسل "العربي" من طهران اللقاء، بأنه ورغم مدته القصيرة، شهد تقدمًا ملحوظًا في العلاقة بين الطرفين لا سيما أن إسلامي كان ينظر إلى غروسي كسبب لإصدار قرارين ضد إيران من الوكالة. 

وأفاد مراسل "العربي"، بأن ملفات حملها غروسي خلال زيارته، ومنها ملف ادعاءات كان قد فتح عام 2019، ويتضمن أسئلة لم ترد طهران على أي منها حتى الآن، فيما تتهم إيران الغرب بإعادة فتح هذا الملف لرغبات سياسية.

وأشار المراسل إلى أن الملف الآخر يتضمن الشكوك بشأن إجراءات ترغب إيران بتنفيذها على مستوى شبكة أجهزة الطرد المركزي في منشأة "فوردو"، وكذلك ملف التقرير الأخير حول نسبة التخصيب. 

وكانت فرنسا، إحدى الدول الموقعة على اتفاق عام 2015 الذي تعهّد برفع العقوبات الدولية عن إيران مقابل الحدّ من نشاطاتها النووية، وصفت الخميس "التطورات غير المسبوقة" بأنّها "مقلقة للغاية".

وتأتي زيارة غروسي في حين وصلت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق التاريخي المعروف رسمًيا بخطة العمل الشاملة المشتركة إلى طريق مسدود.

مسار المفاوضات

وبالعودة إلى هذا الاتفاق الذي أبرم عام 2015، فإن القيود المنصوص عليها ضمنه، بما في ذلك عتبة التخصيب البالغة 3,67%، تهدف إلى منع إيران من تطوير سلاح نووي، لكن الولايات المتحدة انسحبت منه عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترمب، وأعادت فرض عقوبات على إيران، لترد الأخيرة بالتراجع عن التزاماتها فيه.

وبدأت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق في عام 2021، لكنها توقفت منذ العام الماضي. فيما تعتبر زيارة غروسي اليوم مؤشرًا آخر على إمكان اتباع نهج قائم على الحوار لحل الأزمة النووية. 

من جهته، أكد وزير الخارجية الإيراني عبداللهيان في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" أن "نافذة التوصل إلى اتفاق في مفاوضات إلغاء الحظر بفيينا مازالت مفتوحة، لكن إذا أقر البرلمان الإيراني قانونًا جديدًا بخصوص ذلك فإن هذه النافذة لن تبقى مفتوحة إلى الأبد".

ما بعد الزيارة

واعتمادًا على نتيجة رحلة غروسي، ستقرر الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا ما إذا كانت ستقدم مشروع قرار يدين إيران إلى مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي من المقرر أن يجتمع الأسبوع المقبل في فيينا.

وكان مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية ندد في اجتماعه الأخير خلال نوفمبر/ تشرين الثاني 2022، بعدم تعاون إيران في ما يتعلق بآثار يورانيوم مخصب عُثر عليها في ثلاثة مواقع غير معلنة.

وكانت آخر رحلة قام بها غروسي إلى إيران مطلع مارس/ آذار 2022 وركّزت على المواقع الثلاثة غير المعلنة، ومن المتوقع أن يعقد رئيس الوكالة الدولية مؤتمرًا صحافيًا لدى عودته إلى فيينا بعد ظهر، اليوم السبت.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close