توفي فجر اليوم الإثنين، الفنان التونسي ياسر جرادي الملقب بـ" فنان الثورة" نظرًا لأغانيه الملتزمة، وذلك بعد وعكة صحية ألمّت به وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
من حانبها، نعت وزارة الثقافة التونسية جرادي في بيان لها، وقالت: "يعتبر الفنان الراحل ياسر جرادي متعدّد التجارب، فقد جمع بين التشكيل والموسيقى والكلمات كما اشتغل على الحرف العربي برؤى جمالية معاصرة، وهو أيضًا المسرحي والموسيقي الذي ترجمت ألحانه وكلماته نبض الجماهير فغنى لتونس وأبنائها".
ياسر جرادي والفن الملتزم
وأسّس الفنان التونسي ياسر جرادي في العام 2005 مجموعته الموسيقية "ديما ديما"، التي قدّم من خلالها سلسلة من الأغاني الملتزمة، حيث اتخذ منهجًا متفردًا بالغناء عن المهمشين والعاطلين عن العمل، والوطن، ومنها أغاني مثل "شبيك نسيتيني" و"ما تخافيش" و"ذبّان" و"وحدي" و"نهار خريف" و"عمري ما ننسى الحكاية" و"يلي متحبنيش"، وفق ما أوضحت الوزراة.
أما أغنيته الوطنية الشهيرة "نرجعلك ديما ديما" فقد كتبها ولحنها على أثر جولة قام بها على كامل البلاد التونسية على دراجته الهوائية، بالإضافة إلى أغنيته "نسمع فيه يغني" المهداة إلى روح الراحل السياسي والمحامي شكري بلعيد، والذي اغتيل أمام منزله عام 2013.
وتقدمت وزارة الشؤون الثقافية في بيانها بـ"أحرّ التعازي إلى عائلة الفقيد ياسر جرادي وإلى الأسرة الموسيقية والفنية الموسّعة".
مدافع عن القضية الفلسطينية
ونعى العديد من المثقفين والإعلاميين والفنانين في تونس ياسر جرادي، مؤكدين أنّ الراحل كان صديقًا للجميع، يحبّه الكلّ ويحترمونه لما يبديه من التزام فني بقضايا عصره وبيئته، وفق ما أفاد موقع "ألترا تونس".
كذلك اشتهر جرادي بدفاعه عن القضية الفلسطينية والمهمشين، وكان من المقرر أن يحيي حفلًا غنائيًا في أحد المهرجانات بولاية المنستير في العاشر من أغسطس/ آب، قبل أن يصاب بالأزمة التي دفعته لتأجيله إلى 14 منه، لكن تلك الأزمة كانت الأخيرة، ليتوفى على إثرها اليوم.
ونقل راديو "أكسبرس أف أم" عن ابنة شقيقة جرادي، إعلانها وفاته على صفحتها بفيسبوك صباحًا، حيث كتبت: "الله أكبر توفي اليوم خالي ياسر جرادي، فنان تونس وفنان الثورة، ياسر محبة كان أجمل من هذا الكون".
وقال الراديو: كان جرادي "فنانًا متعدد التجارب الفنية حيث تنقّل بين السينما والمسرح والفن التشكيلي والموسيقى عزفًا وغنًاء، ولطالما كان حاملًا لقيثارته صادح الصوت منشدًا الأمل والحرية والحب والسلام، من خلال أغانيه التي حفظها الجمهور من مختلف الأجيال لصدق كلمتها ولحنها العذب".
وأضاف: "ياسر جرادي الفنان المثقف، الثائر على الظلم والقهر، فارس ترجل عن هذا العالم، لكن ذكراه ستظل خالدة في تاريخ تونس".