الجمعة 19 أبريل / أبريل 2024

لكسر الجمود في المحادثات النووية.. إيران تعوّل على الاتحاد الأوروبي

لكسر الجمود في المحادثات النووية.. إيران تعوّل على الاتحاد الأوروبي

Changed

نافذة إخبارية لـ"العربي" حول تصاعد الخلافات بين الغرب وإيران بشأن الملف النووي (الصورة: غيتي)
شدد عبد اللهيان على أن تبادل الرسائل بين إيران وأميركا مستمر على طريقها الدبلوماسي، مشيرًا إلى أن بعض المسؤولين الأميركيين لديهم مواقف غير بناءة.

أعربت إيران، الأربعاء، عن أملها في أن يحاول مفاوضو الاتحاد الأوروبي كسر الجمود في المحادثات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي مع القوى الكبرى.

وأبرمت إيران في عام 2015 اتفاقًا بشأن برنامجها النووي مع ست قوى كبرى، هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وروسيا والصين وألمانيا، بعد أعوام من التوتر والمفاوضات الشاقة.

لكن مفاعيل الاتفاق انتفت تقريبًا منذ قرر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب سحب بلاده أحاديًا من الاتفاق عام 2018، وإعادة فرض عقوبات قاسية على إيران.

"إيجاد حل"

وأشار وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان إلى توترات مع أربعة أطراف هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، التي بادرت بإصدار قرار ينتقد طهران في اجتماع للوكالة الدولية للطاقة الذرية في 17 نوفمبر/ تشرين الثاني في فيينا.

وقال وزير الخارجية: إنه "رغم المواقف غير البناءة التي اتخذتها الدول الأوروبية الثلاث وأميركا في الأسابيع الثمانية الماضية، فإن المحادثات لرفع العقوبات مع الجانب الأميركي عبر الاتحاد الأوروبي كانت على جدول الأعمال" بحسب وكالة "إسنا" للأنباء.

وأضاف: "خلال الاضطرابات الأخيرة في إيران، اعتقد الجانب الأميركي أننا سوف نتجاوز خطوطنا الحمراء خلال هذه المفاوضات، لكننا أكدنا للجانب الأميركي أننا لن نفعل ذلك بأي شكل من الأشكال" وفق الوكالة نفسها.

وشدد أمير عبداللهيان على أن تبادل الرسائل بين إيران والولايات المتحدة مستمر على طريقها الدبلوماسي، موضحًا "بالطبع في الإطار الإعلامي، بعض المسؤولين الأميركيين لديهم مواقف غير بناءة ويواصلون مواقفهم المنافقة".

وانتقدت لندن وباريس وبرلين إيران بعد قرار أصدرته الوكالة الدولية للطاقة الذرية الأسبوع الماضي.

لكن عبداللهيان قال إن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل ومنسق الاتحاد الأوروبي للمحادثات إنريكي مورا "يحاولان إيجاد حل".

وأشار إلى أنه يجب حل مشكلتين رئيسيتين هما تساؤلات الوكالة الدولية للطاقة الذرية والضمانات الاقتصادية التي تطالب بها إيران.

إجابات "موثوقة من الناحية التقنية"

وطالبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية بإجابات "موثوقة من الناحية التقنية" من إيران في ما يتعلق بآثار اليورانيوم المخصب التي عثر عليها في ثلاثة مواقع إيرانية.

واقتصاديًا، تخشى إيران أن تعيد الإدارة الأميركية المستقبلية النظر في أي اتفاق مبرم مع الرئيس جو بايدن.

وأوضح عبداللهيان: "الأميركيون يقولون إنهم لا يعرفون ماذا سيحدث بعد إدارة بايدن"، مضيفًا أنه "لا ينبغي أن يقوّض تغيير الحكومة الاتفاقات الدولية".

الغرب يحوّل تركيزه

وفي سياق متصل، جددت واشنطن عزمها مواصلة تطبيق سياسة فرض العقوبات وممارسة الضغط، لكنها في الوقت ذاته، تترك الباب مفتوحًا أمام استئناف الدبلوماسية عندما يحين الوقت المناسب، وفق ما ورد على لسان المبعوث الأميركي المعني بالملف الإيراني روبرت مالي.

وبينما لا تعرف بعد متى تصل ساعة الصفر هذه، تواجه طهران متاعب داخلية وإدانات دولية، فضلًا عن عقوبات بعد الاحتجاجات التي أعقبت وفاة الشابة مهسا أميني.

بدورها، تتوافق ألمانيا التي هي طرف في الاتفاق النووي مع الولايات المتحدة على تحويل التركيز مع إيران من الملف النووي، إلى دعم الشعب والملف الحقوقي.

إلى ذلك، أعلن البيت الأبيض أن واشنطن تواصل مراقبة التقدم المحرز في البرنامج النووي الإيراني بـ"قلق عميق"، كما لفتت إدارة الرئيس جو بايدن إلى أنهم "لم يتأكدوا بشكل مستقل من بدء طهران تخصيب اليورانيوم إلى 60%. 

وكان مراسل "العربي" قد أشار في رسالة سابقة إلى أنه منذ أن توقفت المفاوضات النووية وعقب تشديد الغرب على أن المطالب الإيرانية "غير واقعية" بدأت الولايات المتحدة تشهد حالة من التصعيد في المواقف مع طهران.

وعدّد مراسلنا أنه تم اتهام إيران بتزويد روسيا بمسيرات، ثم فرضت عليها حزمة من العقوبات المتعلقة باستخدام الطائرات المسيرة، فضلًا عن عقوبات أخرى بعد الاحتجاجات التي اندلعت في إيران منذ سبتمبر/ أيلول الفائت.

وأضاف أن "هذا الأمر أحدث تحولًا في الموقف الأميركي تجاه التركيز على الملف الحقوقي، ريثما يتقدم ملف المفاوضات الذي يقول الأميركيون إنه ليس هناك أي تقدم في الأفق بخصوصه".

المصادر:
العربي - أ ف ب

شارك القصة

تابع القراءة
Close