الإثنين 25 مارس / مارس 2024

للتخفيف من وطأة الحرب.. مبادرات سودانية لمساعدة النازحين

للتخفيف من وطأة الحرب.. مبادرات سودانية لمساعدة النازحين

Changed

فقرة من برنامج "شبابيك" تسلط الضوء على المبادرات السودانية لمساعدة النازحين والتخفيف عنهم رغم وطأة الحرب (الصورة: غيتي)
نشطت عدة مبادرات في السودان لتقديم المساعدات للنازحين من الخرطوم إلى الولايات المجاورة، بهدف تأمين المسكن والمأكل والمشرب.

انتشر مقطع مصور يظهر التكافل بين السودانيين، فقام متطوعون من سكان بورتسودان بتوزيع المياه والعصير والشاي والقهوة على النازحين إلى المدينة، وعلى أفراد الجاليات الذين من المقرر إجلاؤهم إلى بلدانهم، وذلك للتخفيف من قسوة رحلة نزوحهم.

وانتشرت هذه المبادرات في العديد من القرى والمدن السودانية التي استقبلت بترحاب النازحين إليها، أو عابري السبيل الذين يسعون للخروج من الخرطوم.

ونشطت عدة مبادرات لتقديم المساعدات للفارين من العاصمة إلى الولايات المجاورة، منها مبادرة "أبناء شاندي"، التي دعت النازحين إلى التواصل معها لتأمين المسكن والمأكل والمشرب، وأقامت محطات لاستقبالهم وتأمين احتياجاتهم.

وسارع بعض المتطوعين إلى طهي الطعام وتقديمه إلى النازحين الذين أرهقتهم الطريق، علّهم يمدونهم ببعض الطاقة لاستكمال رحلتهم، كما أنهم لم ينسوا تقديم المياه والمرطبات وبعض حبات التمر.

ولم يتوقف الأمر على تقديم المأكل والمشرب والمأوى، بل صمم متطوعون آخرون تطبيق "سلامات سودان"، الذي يوفر الخدمات الأساسية في مختلف الولايات، كأماكن وجود الأطباء أو توفر الدواء ومحطات الوقود ووسائل النقل.

وفي ود مدني، قام ناشطون بأداء عروض ترفيهية للأطفال للتخفيف من وطأة الخوف والحزن والتعب عنهم.

استقبال آلاف النازحين

وفي هذا الإطار، أفاد مراسل "العربي"، بأن مدينة بورتسودان شهدت استقبال الآلاف من النازحين من الحرب الدائرة في البلاد، حيث وصلت أعداد كبيرة منهم إلى المدنية.

وأشار إلى وجود سودانيين عالقين في ميناء بورتسودان، من حملة الإقامة في دول خليجية، يبلغ عددهم أكثر من 1800 شخص، جاؤوا إلى السودان لقضاء شهر رمضان والعيد مع عائلاتهم، حيث هربوا من مدن مختلفة، ولجأوا إلى بورتسودان.

ولفت مراسلنا إلى أن حملة الجنسية السورية واليمنية هم من أكثر أعداد النازحين الموجودة في النادي البحري في بورتسودان، حيث أقيم ما يشبه المخيم لإيوائهم استعدادًا لترحيلهم، مشيرًا إلى أن بعضهم يعاني من ظروف صحية صعبة، وآخرون لا يملكون عنوانًا للإقامة.

وأضاف أن المبادرات المجتمعية متعددة في موقع إجلاء الرعايا العرب والأجانب، مشيرًا إلى أن هناك مبادرات يقوم بها المجتمع المدني في السودان لتوفير الطعام والشراب لهؤلاء المقيمين وأيضًا توفير المأوى.

ولفت إلى أن أماكن إقامة النازحين غير مهيأة للإقامة، بالنسبة للسيدات والفتيات اللواتي يقمن مع أسرهن وأطفالهن حيث يصعب عليهن العيش بسهولة.

أهمية المبادرات في السودان

وفي هذا الإطار، أوضحت شهد التاي الإعلامية السودانية، أن الشباب السوداني استطاع أن يراكم خبرات كبيرة جدًا نتيجة ما شهده من أزمات حيال العون الإنساني، وهذا الأمر ظهر جليًا في المبادرات الأهلية والمبادرات الشبابية التي يقوم بها، رغم الوضع السياسي غير المستقر وغياب المبادرات الأممية، بسبب عدم الاستقرار والوضع الأمني.

وفي حديث لـ"العربي" من لوسيل، أضافت التاي أن الشباب السوداني امتصوا صدمة الحرب المفاجئة، وقاموا بمبادرات من خلال المجتمع المدني، ومن خلال مبادرات شخصية في مختلف ولايات السودان، مشيرة إلى أن هذه المبادرات استقبلت آلاف النازحين من الخرطوم.

واستبعدت الإعلامية السودانية أن يستطيع المتطوعون تغطية الحاجات والنقص للنازحين، على الرغم من الدافع القوي والروح العالية التي يعملون بها، في ظل عدم معرفة وقت انتهاء الأزمة، على الرغم من ثقتها بهم بأنهم سيعملون بأقصى حد ممكن.

وتابعت شهد التاي أن وجود هيئات حكومية وأممية منظمة، قد يساعد على حصر عدد النازحين وحصر احتياجاتهم.

جمع الاحتياجات الطبية

من جهتها، أوضحت ميسون علي أحمد عن مبادرة غرفة طوارئ البحر الأحمر، أن المبادرة تأسست بعد اندلاع الحرب، حيث بدأت بجمع الاحتياجات الطبية اللازمة، بعد إغلاق عدد من المراكز الصحية والصيدليات والمستشفيات.

وأضافت في حديث لـ"العربي"، أن القائمين على المبادرة اتجهوا إلى بورتسودان، بعد مواجهتهم صعوبة في إيصال الأدوية والخدمات الطبية للخرطوم، بسبب خطورة الصراع في الشوارع.

وتابعت ميسون أن المبادرة أخذت على عاتقها توفير السكن والغذاء والماء للنازحين والجاليات المختلفة إلى حين تحسين أوضاعهم وتحديد وجهاتهم.

من ناحيتها، أشارت الإعلامية والصحافية السودانية ابتهاج بخيت، أن ود مدني هي أول مبادرة نشأت لإيواء الأشخاص الفارين من الحرب، لافتة إلى أنها كانت أول وجهة تخطر في بال أي شخص، لأنها بعيدة عن الخرطوم، وتمتاز بالأمن، كما أنها المنطقة الوحيدة تقريبًا في السودان التي ليس فيها ثكنات عسكرية لقوات الدعم السريع.

وأضافت أن استجابة شباب ود مدني كانت رائعة جدًا، حيث تمكنوا من امتصاص صدمة الحرب المفاجئة، والتي جاءت من غير سابق إنذار، حيث تعاونوا مع الناس لإنقاذهم ومساعدتهم وتوفير المساكن الآمنة لهم.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close