أمام التشكيك الغربي في استحقاق أوكرانيا للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، أكد أولكسندر سينكيفيتش رئيس بلدية مدينة ميكولايف الواقعة على خط المواجهة مع روسيا في جنوب أوكرانيا أن "الحرب فرصة لأن نصبح أفضل".
وعلى الرغم من التضامن الأوروبي والأميركي مع كييف، لكن هناك بعض الشكوك حتى لدى أصدقاء أوكرانيا، في السرعة التي يمكن أن تندمج بها.
وأشار رئيس بلدية ميكولايف إلى أن بلاده ستنفذ فعلًا إصلاحات لازمة قبل التقدم بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، مؤكدًا اعتماد تدابير لمكافحة الفساد.
وتوجه سينكيفيتش، مؤسس شركة تكنولوجيا في ولاية نيوجرزي الأميركية، إلى بروكسل هذا الأسبوع بصفته رجل أعمال، للضغط على صناع القرار السياسيين الغربيين من أجل دعم أوكرانيا في معركتها ضد الهجوم الروسي وإعادة إعمار البلاد بما في ذلك مدينته المدمرة.
إمكانية الانضمام إلى الناتو
وقال رئيس بلدية ميكولايف لـ"فرانس برس"، بعد مشاركته في منتدى لمؤسسة الأبحاث الأميركية "جرمان مارشال فاند" في بروكسل: "أعلم أن الأمر يبدو رهيبًا، لكننا نعتبر هذه الحرب فرصة لأن نصبح أفضل".
وأضاف: "نريد إنجاز عدد كبير من الأمور التي بدأت قبل الحرب، مثل إمكانية الانضمام إلى الناتو والاتحاد الأوروبي". ولدعم وجهة نظره، يستشهد بمدينته ميكولايف التي تحتوي على ميناء وحوض لبناء السفن في جنوب البلاد.
وأشار إلى أنه عندما وصلت القوات الروسية في فبراير/ شباط ومارس/ آذار العام الماضي من شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو، حاولت الاستيلاء على موانئ أوكرانيا على البحر الأسود. وبينما كانت تتوجه غربًا نحو أوديسا، نظمت ميكولايف دفاعها على وجه السرعة وقطعت عليها الطريق.
وقصفت المدينة لمدة 219 يومًا. ووفق رئيس البلدية، فقد قُتل 159 شخصًا وجُرح نحو ألف آخرين ودمر 45% من المباني العامة بينها مدارس وعيادات.
وطُردت القوات الروسية من ميكولايف إلى الضفة الأخرى من نهر دنيبر جنوب خيرسون.
وستعرض رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لايين على قادة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي الشهر المقبل التقدم الذي أحرزته أوكرانيا في مفاوضات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي.
"تشويه سمعة أوكرانيا"
ويطالب الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي ببدء محادثات الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي هذا العام على الرغم من النزاع الجاري.
أما قادة دول الحلف الأطلسي، فسيجتمعون في يوليو/ تموز في العاصمة الليتوانية فيلنيوس لمناقشة شروط انضمام كييف.
وأكد ديريك هوغان المبعوث الأميركي لأوروبا الجمعة أن الولايات المتحدة ليست على عجلة من أمرها لتقديم تعهدات رسمية لأوكرانيا.
وفي بروكسل لا يشارك جميع الدبلوماسيين في العواصم الأوروبية فون دير لايين ثقتها في قدرة الاتحاد على أن يستوعب بسرعة بلدًا يزيد عدد سكانه على أربعين مليون نسمة دمرته الحرب.
وأثارت الاتفاقات التجارية التفضيلية التي أبرمت لدعم اقتصاد كييف أساسًا غضب المزارعين الأوروبيين الذين أغرقت الحبوب الأوكرانية الرخيصة أسواقهم.
ورفض أولكسندر سينكيفيتش هذه الحجج ويدين ملايين الدولارات التي أنفقتها روسيا على الدعاية لتشويه سمعة أوكرانيا وتدمير تطلعاتها الأوروبية.
وأشار إلى أنه "يمكننا الحصول على صواريخ سواء من إنتاج أوروبا أو الولايات المتحدة ويمكننا الحصول على المزيد من الدبابات التي يمكن إنتاجها في أي مكان ، لكن لا يمكننا إنتاج المزيد من الأوكرانيين".
