الإثنين 25 مارس / مارس 2024

للكشف عن المهاجمين والقتلى.. أوكرانيا تستخدم تقنية التعرف على الوجه

للكشف عن المهاجمين والقتلى.. أوكرانيا تستخدم تقنية التعرف على الوجه

Changed

خبير التكنولوجيا الرقمية جاد السليم يشرح طريقة جمع شركة "كلير فيو آي" الأميركية لقاعدة بياناتها من صور الأشخاص (الصورة: غيتي)
يتاح لأوكرانيا وصول مجاني إلى بيانات شركة "كليرفيو" الأميركية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه ما يسمح للسلطات بالتدقيق بالمارة.

بدأت وزارة الدفاع الأوكرانية في استخدام تقنية التعرف على الوجه للكشف عن المهاجمين الروس ومكافحة التضليل والتعرف على القتلى.

وبحسب صحيفة "ديلي ميل"، يتاح لأوكرانيا وصول مجاني إلى بيانات شركة "كليرفيو" الأميركية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي للتعرف على الوجوه، مما يسمح للسلطات بالتدقيق بالمارة عند نقاط التفتيش، من بين استخدامات أخرى، وفقًا لما ذكره لي وولوسكي، مستشار "كليرفيو".

وبحسب وكالة "رويترز"، فبعد أن بدأت روسيا بالهجوم على أوكرانيا أرسل الرئيس التنفيذي لشركة "كليرفيو" هوان تون-ذات رسالة إلى كييف يعرض فيها المساعدة. 

وقالت "كليرفيو": "إنها لم تعرض التكنولوجيا على روسيا، التي تصف أعمالها في أوكرانيا بأنها عملية خاصة".

وقال متحدث باسم وزارة التحول الرقمي الأوكرانية في وقت سابق إنها تدرس عروضا من شركات ذكاء اصطناعي مقرها الولايات المتحدة مثل "كليرفيو".

وتعهدت العديد من الشركات الغربية بمساعدة أوكرانيا من خلال توفير أجهزة الإنترنت وأدوات الأمن السيبراني وغيرها من أشكال الدعم.

أكثر من ملياري صورة

وقال مؤسس "كليرفيو": "إن شركته الناشئة لديها أكثر من ملياري صورة تحت تصرفها من خدمة التواصل الاجتماعي الروسية فكونتاكتي، من أصل قاعدة بيانات تضم أكثر من 10 مليارات صورة". 

وكتب تون-ذات إن قاعدة البيانات هذه يمكن أن تساعد أوكرانيا في التعرف على الموتى بسهولة أكبر من محاولة مطابقة بصمات الأصابع وتعمل في حالة حدوث تلف في الوجه.

وقالت رسالة تون-ذات أيضًا إنه يمكن استخدام تقنية "كليرفيو" "للم شمل اللاجئين المنفصلين عن عائلاتهم، وتحديد العملاء الروس ومساعدة الحكومة على فضح المنشورات الزائفة على وسائل التواصل الاجتماعي المتعلقة بالحرب".

وأشار تون-ذات إلى أن الغرض الدقيق الذي تستخدم وزارة الدفاع الأوكرانية التكنولوجيا لأجله غير واضح.

مخاوف من الخطأ

في المقابل، يرى نقاد أن تقنية التعرف على الوجه قد تخطئ في التعرف على الأشخاص عند نقاط التفتيش وفي المعركة.

وقال المدير التنفيذي لمشروع مراقبة تكنولوجيا المراقبة في نيويورك، ألبرت فوكس كان: "إن عدم التطابق قد يؤدي إلى مقتل مدنيين تمامًا مثل الاعتقالات غير العادلة التي نشأت من استخدام الشرطة". وأضاف: "سنرى نتائج عكسية للتكنولوجيا حسنة النية وتؤذي نفس الأشخاص الذين من المفترض أن تساعدهم".

من جهته، اعتبر تون-ذات إنه لا ينبغي استخدام "كليرفيو" أبدًا كمصدر وحيد لتحديد الهوية وأنه لا يريد استخدام التكنولوجيا في انتهاك لاتفاقيات جنيف، التي وضعت معايير قانونية للمعاملة الإنسانية أثناء الحرب. وأشار  إلى أن المستخدمين في أوكرانيا يتلقون التدريب.

وتحارب "كليرفيو" التي تبيع تقنيتها بشكل أساسي إلى سلطات إنفاذ القانون في الولايات المتحدة؛ دعاوى قضائية في الولايات المتحدة التي تتهمها بانتهاك حقوق الخصوصية من خلال التقاط صور من المواقع الإلكترونية.

لكن "كليرفيو" تؤكد أن عملية جمع البيانات مشابهة لطريقة عمل محرك البحث "غوغل". ومع ذلك، اعتبرت العديد من البلدان بما في ذلك المملكة المتحدة وأستراليا ممارساتها غير قانونية.

ما مصدر الصور؟

ويشرح الخبير في التكنولوجيا الرقمية من لندن جاد السليم سبب سعي "كليرفيو" لبناء قاعدة البيانات الهائلة هذه مستشهدًا بالموقع الإلكتروني الخاص بها الذي يذكر أنها تقوم بجمع صور لعامة الناس بهدف التعاون المستقبلي مع قوى الأمن والشرطة لمكافحة الجرائم قبل وقوعها عبر رصد الأشخاص المشتبه بهم والفارين من العدالة.

لذلك نوّه السليم في حديث له مع "العربي" إلى أن الشركة كانت "شفافة" بالكشف عن هدفها ومشروعها بكل وضوح عبر موقعها الإلكتروني، لكنه يرى في الوقت عينه أن هذا الملف حساس بشكل عام سواء من الناحية التقنية أو من الناحية الأمنية.

ويقول: "إذا كانت الشركة الأميركية تقوم بجمع الصور عبر شبكة الإنترنت بحسب ما ذكرت، إذًا هذه الصور أصلًا منشورة للعامة من قبل المستخدم ولا يمكن اتهام الشركة بالتالي بإخفاء الأمر عن الأفراد".

إنما يشير السليم إلى اتفاقية الاتحاد الأوروبي التي وقعت عليها الدول عام 2016 وتعنى بخصوصية المستخدم وتتضمن إبلاغ شركات التكنولوجيا وغيرها المستخدمين بأنها تقوم بجمع بياناتهم المنشورة وهدف جمعها ولأي مصدر تذهب.

ويضيف: "طالما أن المستخدم ليس على علم بكل هذه المعلومات المنصوص عليها يحق له الاعتراض وتقديم شكوى أمام المحاكم في بلده لذلك الأجدر بهذه الشركات العمل مع الحكومات عن كثب لوضع هذا الملف في إطار حقوقي ونظامي رسمي تجنبًا لخرق الخصوصية".

وكشف الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في مؤتمر صحافي في كييف، السبت الماضي، أن "نحو 1300" جندي أوكراني قُتلوا منذ بدء الاجتياح العسكري الروسي لأوكرانيا في 24 فبراير/ شباط.

وأعلنت هيئة الأركان الأوكرانية اليوم الثلاثاء، أن الجيش الروسي خسر أكثر من 13 ألفًا و500 جندي منذ بدء هجومه على أوكرانيا.

وجاء ذلك في بيان لهيئة الأركان حول خسائر الجيش الروسي، في الفترة ما بين 24 فبراير/ شباط و15 مارس/ آذار الحالي.

وفي الثامن من مارس/ آذار الجاري، وبعد نحو أسبوعين من اندلاع النزاع، قدّرت وزارة الدفاع الأميركية خسائر الجيش الروسي بما بين ألفين وأربعة آلاف قتيل.

المصادر:
العربي - ترجمات

شارك القصة

تابع القراءة
Close