للمرة الأولى منذ العام 2016، أقلعت أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي الخاضع لسيطرة جماعة الحوثي في اليمن الإثنين متجهة إلى الأردن.
ونقلت الرحلة الجوية التجارية الأولى منذ 6 سنوات 137 مسافرًا، معظمهم مرضى أو مسنون غادروا إلى الأردن من أجل تلقي العلاج.
فتح مطار صنعاء بشكل مستمر
وفي مؤتمر صحفي عقد بمطار صنعاء، قال وكيل الهيئة العامة للطيران المدني والأرصاد رائد جبل: "بعد طول انتظار استقبل مطار صنعاء الدولي رحلة الخطوط الجوية اليمنية ضمن بنود الهدنة الإنسانية التي أعلنتها الأمم المتحدة مطلع أبريل/ نيسان الماضي التي كان من المتوقع تسيير رحلتين أسبوعيًا لمدة شهرين ".
وحسب وكالة "سبأ" اليمنية فقد أعرب جبل عن "أسفه الشديد لمضي شهر ونصف من دون أن يتم تسيير أي رحلة تجارية من أصل 16 رحلة كانت مقررة وفقًا للهدنة الإنسانية"، مشيرًا إلى أن الرحلة الأولى توجهت اليوم إلى مطار الملكة العليا في عمان، وستعود إلى صنعاء وعلى متنها 60 مسافرًا.
وأكد جبل أنه تم استقبال الطائرة اليمنية وفقًا لمعايير السلامة الدولية المعمول بها في جميع المطارات العالمية ما يؤكد جاهزية مطار صنعاء الفنية والمهنية لاستقبال جميع الرحلات التجارية والمدنية.
وطالب الأمم المتحدة بالاستمرار في تسيير الرحلات التجارية وتعويض اليمنيين عن الرحلات التي لم تسير خلال الشهر الأول من الهدنة.
كما دعا الأمم المتحدة والجهات المعنية في مجال الطيران المدني والجانب الإنساني إلى فتح مطار صنعاء بشكل مستمر لأبناء الشعب اليمني بدون أي قيود أو شروط.
تسيير رحلات تجارية من مطار صنعاء
وعبّر عدد من المسافرين عن ارتياحهم لتسيير الرحلات التجارية والمدنية من مطار صنعاء الدولي، مؤكدين أن إغلاقه انتهاك لحق اليمنيين في حرية التنقل والسفر.
ومساء الخميس، أعلنت الحكومة اليمنية، موافقتها على تسيير رحلات تجارية من مطار صنعاء خلال مدة الهدنة الأممية، بواسطة جوازات سفر صادرة عن جماعة الحوثي.
وأكدت الحكومة اليمنية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية سبأ أن "هذا لا يعتبر اعترافًا من أي نوع بالمليشيات الحوثية، وأنه لن يؤسس كذلك لأي سابقة رسمية، ولن تتحمل الحكومة اليمنية أي مسؤولية عن أي بيانات تتضمنها الوثائق الصادرة من محافظة صنعاء والمحافظات الأخرى".
وكان مقررًا انطلاق أول رحلة تجارية من مطار صنعاء الدولي ضمن الهدنة الأممية في 25 أبريل/ نيسان الماضي، إلا أنها تعثرت وسط اتهام الحكومة اليمنية للحوثيين بـ"عدم الالتزام بالاتفاق الذي ينص على اعتماد جوازات السفر الصادرة عنها".
وسط مخاوف من انهيار الهدنة وعودة التصعيد.. فشل أول رحلة تجارية منذ 2016 من مطار #صنعاء الدولي #اليمن تقرير خليل القاهري pic.twitter.com/FiOI2TVGfD
— التلفزيون العربي (@AlarabyTV) April 24, 2022
هدنة اليمن
وفي 1 أبريل/ نيسان الماضي، أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ، موافقة أطراف الصراع على هدنة لمدة شهرين قابلة للتمديد، بدأت في اليوم التالي، مع ترحيب من التحالف العسكري الذي تقوده السعودية، والقوات الحكومية والحوثيين.
ومن أبرز بنود الهدنة، إعادة تشغيل الرحلات التجارية عبر مطار صنعاء، وفتح الطرق في مدينة تعز التي يحاصرها الحوثيون منذ سبع سنوات.
ومطار صنعاء مغلق أمام الرحلات المدنية منذ 2016، بعد اتهام الحوثيين باستخدامه لأغراض عسكرية، الأمر الذي تنفيه الجماعة.
ومنذ أغسطس/ آب 2016، يفرض التحالف السعودي الإماراتي الذي يدعم الحكومة في قتالها ضد الحوثيين، قيودًا على حركة المطار ويسمح لطائرات المساعدات والأمم المتحدة فقط بالهبوط في المطار.
وتبادلت الحكومة اليمنية والحوثيون اتهامات بخرق الهدنة، لكن الاتفاق نجح في خفض مستويات العنف بشكل كبير.
وتسبّبت الحرب في اليمن منذ 2014 بين الحوثيين والحكومة بمصرع أكثر من 377 ألف شخص بشكل مباشر أو غير مباشر، وفق الأمم المتحدة.