الأربعاء 24 أبريل / أبريل 2024

للهرب من "الجحيم".. لبنانيون يخاطرون بأرواحهم في سبيل الهجرة

للهرب من "الجحيم".. لبنانيون يخاطرون بأرواحهم في سبيل الهجرة

Changed

يخاطر لبنانيون يائسون بأنفسهم وعائلاتهم بحثًا عن بدايات جديدة بعيدًا عن بلدهم الغارق في الأزمات، وسط خشية متصاعدة من تزايد معدلات الهجرة من البلد.

لم يعد لبنان بلد عبور للاجئين والمهاجرين إذ يخاطر اليوم اللبنانيون أنفسهم في البحر المتوسط وراء سعيهم من أجل إيجاد حياة أفضل، عام 2020، ضبطت القوات البحرية اللبنانية نحو 20 مركبًا وأوقفت 596 شخصًا وسلمتهم إلى السلطات المختصة.

وكثفت دورياتها مع زيادة عملية التهريب وبحسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فإن 1570 شخصًا على الأقل بينهم 186 لبنانيًا حاولوا المغادرة في رحلات بحرية غير نظامية من لبنان باتجاه قبرص خلال العام الماضي.

مراكب الموت

رغم المخاطر يقرر اللبناني بلال موسى أن يركب البحر حيث يختار مركب الموت على أن يبقى في بلاده، ويقول بلال: إنه "ليس هناك شيء مضمون في البحر لأن اسمه بحر، وأنا قررت أن أخاطر بحياتي كي يعيش أولادي ولا أبالي حتى لو كنت سأموت لأنني أريد أن يعيش أولادي".

ويغادر بلال منزله من دون أن يخبر زوجته بعد إعلام المهرّب له أنه سيسافر مع 72 شخصًا، ويؤكد أنه لا يتردد لأن وضع البلاد لا يسمح له بالعيش في بلد سعر صرف الدولار فيه تجاوز الـ20 ألف ليرة.

وتمكن المهرب الذي اختار اسمًا مستعارًا من تهريب 100 لبناني إلى أوروبا وقد أكد بعد أن أخفى ملامحه أمام كاميرا "العربي" أن كثيرًا من اللبنانيين يطلبون منه أن يهرّبهم إلى الخارج، مشيرًا إلى استعداد كثيرين منهم بأن يبيعوا بيوتهم وسياراتهم من أجل هذه الغاية.

ويخاطر لبنانيون يائسون بأنفسهم وعائلاتهم بحثًا عن بدايات جديدة بعيدًا عن بلدهم الغارق في الأزمات.

الفرار من "الجحيم"

وفي هذا الإطار، يصف الباحث محمد شمس الدين، في الشركة الدولية للمعلومات، الوضع الاقتصادي في لبنان بـ"الجحيم" نظرًا لوصول نسبة البطالة إلى 35% ونسبة الفقر إلى 55%، إضافة إلى أنّ الحدّ الأدنى للأجور 25 دولارًا شهريًا وهو من بين الأدنى في العالم بمستوى السودان وإثيوبيا وأريتيريا.

ويشير في حديث إلى "العربي" من بيروت، إلى أنّ "الهجرة غير القانونية هي الخيار الوحيد المتاح أمام اللبنانيين والفلسطينيين والسوريين المقيمين في لبنان.

ويلفت إلى أن "المهاجرين يعتبرون بقاءهم في لبنان هو نوع من الموت البطيء إلا أن الهجرة عبر البحر قد تؤدي إما إلى الموت في البحر وإما إلى الوصول إلى دولة أوروبية لتحقيق حياة أفضل".

ويوضح أن أكثر المهاجرين من الذين لا يملكون بيوتًا بل يبيعون سياراتهم وكل ما يملكون لأجل الهرب من الواقع اللبناني.

ويقدر بأن 66 ألف لبناني هاجروا بشكل قانوني في عام 2019 و17 ألفًا هاجروا في عام 2020 ونحو 77 ألفًا هاجروا في عام 2021.

مخاوف من ارتفاع معدلات الهجرة

ويبدي شمس الدين في حديثه إلى "العربي" خشيته من ارتفاع معدلات الهجرة القانونية وغير القانونية، موضحًا أن القوى الأمنية توقف بشكل موسمي زورقًا أو زورقين على متن كل واحد منه نحو 120 راكبًا.

ويشير إلى أن قبرص محطة إلى أوروبا وكذلك تركيا بالنسبة إلى المهاجرين، وأن أندونيسيا محطة للهجرة إلى أستراليا، مذكرًا بغرق زورق على متنه لبنانيون هناك.

ويكشف شمس الدين أن تحويلات المغتربين لذويهم اللبنانيين تبلغ قيمتها أكثر من 10 مليارات سنويًا، مؤكدًا أنها بمثابة الأوكسجين للبنانيين وأن من دون هذه التحويلات يصبح اللبنانيون بوضع أسوأ بكثير في ظل عدم وجود أي بصيص أمل لمستقبل الأولاد والأطفال.

المصادر:
العربي

شارك القصة

تابع القراءة
Close