أثار عرض فيلم "الحارة" على منصة نتفليكس والعمل الدرامي "بنات عبد الرحمن" على منصة شاهد مطلع الشهر الجاري جدلًا كبيرًا في الأردن.
وقد وصل الجدل إلى قبة البرلمان الأردني بسبب قصة فيلم "بنات عبد الرحمن"، الذي يروي سيرة 4 شقيقات مختلفات في طريقة حياتهن والمشاكل التي تواجه كل واحدة منهنّ، واجتمعنَ لأول مرة منذ سنوات في بيتهن في جبل الأشرفية للبحث عن والدهن الذي خرج ولم يعد.
انقسام وجدل
كما اتسع الجدل في الشارع الأردني بسبب فيلم "الحارة" الذي يتناول سيرة واحد من الأزقة الشعبية، وتتضمن أحداثه وقوع جرائم قتل وسط انقسام الجمهور إلى فريقين، أحدهما صفق بعد انتهاء المشهد الأخير للفيلم، والآخر طالب بوقف عرضه.
ويعتبر الكاتب والصحافي المختص في الفن سامح المحاريق أن الفيلمين يمثلان تجربتين صادمتين في الأردن.
ويلفت في حديثه إلى "العربي" من عمان إلى أنهما يعرضان جانبًا أخلاقيًا غير موجود على أرض الواقع، ولا سيما فيلم "الحارة".
ويثني المحاريق على التصوير وعلى أداء الممثلين الجيد جدًا في الفيلمين، مشيرًا إلى أن مكان التصوير لعب دورًا مهمًا في كلا الفيلمين حيث قدّم صورة لمجتمعات لا تظهر في الأعمال عادة.
الواقعية المستجدة
ويوضح أن السينما الأردنية هي جديدة وترنحت كثيرًا قبل وصولها إلى هذه المرحلة، ويرى أن المشاهد يقارن بين المجتمع المثالي التي كانت تقدمها السينما في الأردن قبل 30 عامًا وبين الأعمال التي تقدم الآن والتي شكّلت صدمة.
ويقول: "إن الأردن كما باقي الدول العربية عانت من العولمة". ويعتبر أن دور السينما ليس تقديم الحياة العادية واليومية والروتينية بل تقديم المشكلة والنجاح الكبير في جميع دول العالم.
ويشرح أن الأفلام تعرض على منصات وتوضح للمشاهد الفئة العمرية المستهدفة من الجمهور، وبالتالي لا مجال للمفاجأة بشأن المحتوى. ويعتبر أن عرض بعض الأعمال في دور السينما أو على التلفاز يتطلب تنقيحها.
ويرى أن الصدمة حدثت من خلال هذين الفيلمين وسيفتح ذلك الباب لتفهم المشاهد للأعمال المقبلة بشكل أكبر، كما سيقوم صناع الأعمال بمعالجة أخطائهم.