الخميس 25 أبريل / أبريل 2024

لمدة 10 سنوات.. شركة فرنسية تفوز بعقد إدارة وتشغيل مرفأ بيروت

لمدة 10 سنوات.. شركة فرنسية تفوز بعقد إدارة وتشغيل مرفأ بيروت

Changed

تقرير لـ "العربي" حول تحول مرفأ طرابلس إلى بديل عن مرفأ بيروت عقب الانفجار الكبير (الصورة: غيتي)
تعتزم المجموعة الفرنسية التي فازت بعقد إدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت إنفاق 19 مليون دولار خلال العامين الأولين، ما سيتيح لها القيام بتعديلات.

فازت مجموعة الشحن الفرنسية "سي.أم.أي. سي.جي.أم"، المملوكة لعائلة سعادة اللبنانية الفرنسية، بعقد إدارة وتشغيل وصيانة محطة الحاويات في مرفأ بيروت لمدة عشر سنوات، وفق ما أعلن وزير الأشغال العامة والنقل علي حميه اليوم الخميس.

وتحدثت المجموعة الفرنسية الرائدة، التي يشكّل نشاط سفنها أساسًا 55% من حجم العمليات في محطة الحاويات، في بيان، عن "خطة استثمارية طموحة لتجديد وتحديث" المحطة، يبدأ تنفيذها الشهر المقبل وتستثمر بموجبها 33 مليون دولار في المرفأ.

وكان انفجار هائل في المرفأ في 4 آب/ أغسطس 2020، قد أدى إلى مقتل أكثر من 200 شخص وإلحاق أضرار بأحياء بأكملها، مما فاقم أسوأ أزمة سياسية واقتصادية في لبنان منذ الحرب الأهلية من عام 1975 إلى 1990.

وعلى الرغم من أن الميناء استأنف العمل بعد وقت قصير، إلا أن الأنقاض ما زالت مكدسة به، كما أن منشآت التخزين لحقت بها أضرار جسيمة والمباني الإدارية تنتظر الإصلاح أو الاستبدال.

"استوفت كافة الشروط"

ويأتي الإعلان بعد أربعة أشهر من إطلاق المناقصة، التي تأخّرت منذ مارس/ آذار 2020، حين انتهى عقد الشركة المشغلة السابقة، وذلك بسبب الأزمة الاقتصادية غير المسبوقة ثم تداعيات انفجار المرفأ، الذي أودى بحياة 215 شخصًا على الأقل وألحق أضرارًا هائلة بالمرفأ وأحياء من العاصمة. وتمّ خلال هذا الوقت تأجيل إطلاق المناقصة وتمديد عقد الشركة السابقة.

وتعمل مجموعة "سي.أم.أي. سي.جي.أم"، التي رافق رئيس مجلس إدارتها رودولف سعادة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال زيارته إلى بيروت في سبتمبر/ أيلول 2020، إثر انفجار المرفأ المروّع، على توسيع نطاق استثماراتها في البلاد في مجالات عدة. وتتولى منذ عام تشغيل محطة الحاويات في مرفأ طرابلس شمالي البلاد. 

وكانت الأنظار قد انتقلت إلى مرفأ طرابلس، ثاني أكبر مرافئ لبنان، بعد انفجار مرفأ بيروت. وتصل قدرته الاستيعابية إلى 5 ملايين طن سنويًا. 

وقال حميه في مؤتمر صحافي عقده في مقر الوزارة في بيروت: "يسرّني أن أعلن للبنانيين جميعًا، أنه تمّ الاتفاق على توقيع عقد الإدارة والتشغيل والصيانة لمحطة الحاويات في مرفأ بيروت، مع شركة سي.أم.أي. سي.جي.أم".

وأوضح أنّ الاتفاق تمّ بعد التفاوض مع الشركة، التي استوفت الشروط المطلوبة كافة من الناحية التقنية وقدّمت سعرًا أقل من الذي قدمته شركة "غولفتاينر" المنافسة التي تقدمت للمناقصة.

تعديلات وتحسينات رئيسة

وتعتزم المجموعة الفرنسية، وفق بيانها، إنفاق 19 مليون دولار خلال العامين الأولين من العقد، ما سيتيح لها القيام بتعديلات وتحسينات رئيسة؛ بينها تحديث كامل للمعدات واقتناء معدات جديدة، إضافة إلى بناء مستوعب فني جديد لصيانة وتخزين قطع الغيار واعتماد أنظمة رقمية حديثة في عمليات المحطة.

ونقل البيان عن رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي للمجموعة رودولف سعادة قوله: "وفاءً لالتزاماتنا تجاه لبنان، سنطلق على وجه السرعة خطة استثمارية طموحة ستجعل من محطة حاويات بيروت محطة عالية الأداء تلبي أفضل المعايير الدولية".

وأوضح أن الخطة "ستفتح الطريق أمام تجديد التبادلات الاقتصادية بين لبنان وبقية العالم"، والتي تراجعت إثر الانفجار.

وتشكّل محطة الحاويات، وفق وزارة الأشغال، ما يقارب 85% من حركة مرفأ بيروت. وكانت عشر رافعات من إجمالي 16 تعمل فيها خلال نوفمبر/ تشرين الثاني. ورغم أن الانفجار دمّر معدات في رصيف الحاويات، إلا أنه عاود العمل بعد أسبوع من الانفجار.

وسبق للمجموعة الفرنسية أن عرضت بعد شهر من انفجار المرفأ خطة على المسؤولين اللبنانيين تتضمن إعادة بناء الأحواض والمخازن المدمرة، مع توسعة المرفأ خلال نحو ثلاث سنوات بتكلفة إجمالية تتراوح بين 400 و600 مليون دولار. كما قدمت شركات أخرى أجنبية عروضًا مماثلة، من دون أن يصار إلى اتخاذ أي خطوات عملية في هذا السياق.

وتعوّل السلطات اللبنانية على هذا العقد وعقود مماثلة من أجل زيادة إيرادات المرفأ، إذ ستستوفي مستحقاتها منه بالدولار، في وقت تغرق البلاد منذ عامين في أزمة اقتصادية غير مسبوقة صنّفها البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850، وسط نقص بالسيولة والعملات الأجنبية.

المصادر:
العربي - وكالات

شارك القصة

تابع القراءة
Close